مقالات

هل تسقط المظاهرات نظام الأسد بعد أكثر من ثماني سنوات من المواجه العسكرية؟

شيطنَ المظاهرات الشعبية السلمية العفوية، أخرجَ المجرمين من السجون، دسَّ عناصر من أجهزته الأمنية بين المتظاهرين لإطلاق النار على زملائهم واتهام المتظاهرين.

نظام الأسد لم يترك وسيلة ومنذ اللحظة الأولى لجرّ الحراك السلمي الثوري في سوريا إلى التسليح، ليقنع العالم بأنّه يحارب إرهابيين مسلحين مخرّبين، ويبرّر قمعه الوحشي للمتظاهرين، وذلك لمعرفته العميقة أن المتظاهر السلمي بصدره العاري ويده الحاملة للزهور وصوته الصادح بالحرية وجبهته العالية أخطر عليه من أقوى الأسلحة الفتّاكة والمتطورة.

لم يكن السوريون يوما محبين للعنف وحمل السلاح حتى اضطروا لحمله بعدما شاهدوا بأمّ أعينهم كيف قابل النظام ورودهم وهتافاتهم بالرصاص الحي، حين انشق عدد من الجيش لرفضهم أوامر قادتهم بقتل أهلهم وشكلوا فيما بعد الجيش الحر، فكان السلاح بيد الثوار تحوّلًا أراده النظام واستطاع من خلاله، جرّ الثورة إلى مصيدته إلى العنف الذي يجيده ويضمن النصر فيه، بينما حمل المنشقون والمدنيون السلاح، للدفاع عن أعراضهم وأنفسهم ومدنهم وقراهم، ليصبح الأمر بعد ذلك ظاهرة عمّت المناطق السورية كافة.

وبعد هذا كله هل نستطيع أن نقول أن العسكرة غير قادرة على اسقاط النظام؟وهل أضرّت العسكرة بالثورة السورية وأخّرت نصرها ورفعت من كلفتها؟

 لا شك أن المظاهرات السلمية لم تتوقف منذ انظلاق الثورة، ولكناها انحسرت في المناطق المحررة، وخف صوتها مقارنة مع حجم التسليح وعدد الفصائل والمصبوغة منها باللون الاسلامي، وهذا أعطى النظام فرصته التي يريدها لإصباغ بعد طائفي على الصراع، خاصّة عندما رفع شعار حماية الأقليات، واستدعى ميليشيات طائفية من العراق ولبنان وإيران، بحيث بات المقموعون في أغلبيتهم من لون طائفي واحد، والقامعون وداعموهم من لون آخر، وكلّ ذلك تحت رعايةٍ دولةٍ واضحة.

اليوم وبعد خروج المظاهرات السلمية بقوّة في السويداء ودرعا رافعةً شعرات الحرية والكرامة واسقاط النظام، يعود الخوف والذعر له من بركان شعبيٍّ ينفجر في مناطقه يهدد عرشه المتهاوي مع الانهيار الاقتصادي الكبير نتيجة العقوبات الغربية عليه. فكلمة حرية في ساحات الكرامة أصعب على النظام من السلاح المركون في صناديقه تحت الأرض.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلمات في العمق . بأسلوب السهل الممتنع المقنع .
    شكرآ لك . حفظك الله .
    إلى مزيد من الإزدهار كتابةً وصوتآ وصورة .
    وفقك الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى