تحقيقات

الليرة داخل معادلة الصراع الروسي-اﻷمريكي.. ما مصير اﻷسد؟

فراس العبيد – رسالة بوست

دخلت الليرة السورية تحت سقف المقايضات الروسية-اﻷمريكية، ويشير التحسن اﻷخير في سعر صرفها إلى إحدى السيناريوهات التي تصب أخيرًا في صالح “بقاء اﻷسد”.
لعبة مخابرات:
ومن بين اﻻحتماﻻت التي يشير لها عودة تعافي الليرة السورية في افتتاح تعاملات اليوم واﻷمس، أنها مجرد “لعبة مخابراتية”، هدفها الضغط على الشارع، وتلميع صورة النظام، الذي لم يتعامل بعد بالعنف مع محافظة السويداء التي خرجت بوجهه، تحت شعارات وصفها إعلامه بأنها “سياسية ومعيشية”.
ويعزز هذه الفرضية أنّ مواقع موالية نشرت اليوم خبرًا يؤكد مصادرة أموال من وصفتهم بـ”دواعش الداخل”، مشيرةً إلى أنّ النظام تمكن من مصادرة أموال ﻷحد المضاربين الكبار “تجار السوق السوداء” ولم تحدد مكانته وهويته!
وكان تجاوز سعر صرف الدوﻻر اﻷمريكي الواحد حاجز 3000 ليرة سورية، وعاد للهبوط اليوم عند حدود 2700 ل.س.
مقايضة أمريكية-روسية:
بالمقابل؛ فإن السيناريو الثاني، وهو اﻷرجح، دخول واشنطن على الخط وبقوة، بدا ذلك من خلال العرض الذي قدمه، المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، للخروج من الأزمة الاقتصادية، وقال قبل يومين: “واشنطن تريد أن ترى عملية سياسية ومن الممكن ألا تقود إلى تغيير للنظام، فهي تطالبه بتغيير سلوكه وعدم تأمين مأوى للمنظمات الإرهابية، وكذلك عدم تأمين قاعدة لإيران لبسط هيمنتها على المنطقة”.
وعلى اعتبار أنّ قانون قيصر/سيزر لم يدخل حيز التنفيذ بعد، فالراجح وجود تفاهم روسي-أمريكي، للضغط شعبيًا بهدف فرض مسار سياسي، يضمن المطالب اﻷمريكية، والتي لخصها “جفري” في كلامه السابق.
وتجدر اﻹشارة إلى أنّ لدى موسكو مصلحة في هذا اﻻنهيار المتسارع لليرة والذي عكس اتجاهه على الشارع، لضمان المزيد من اﻻستحواذ على مكتسبات جديدة ويرفع أسهمها في السيطرة على الوضع الداخلي واﻻقتصادي.
كما يشير باحثون مختصون إلى عدم قدرة “روسيا” على وقف نزيف الليرة، لجملة من العوامل؛ على رأسه الوضع السيء اقتصاديًا تتعلق بالملف اﻻقتصادي السوري كاملا، والمتعلق بنهب الخزينة من القطع اﻷجنبي وتبديد الثروة في الصراع المحتدم بين رامي مخلوف وبشار اﻷسد، وبالتأكيد عمليات تهريب الأموال الممنهجة إلى خارج البلاد، ودون شك فإن تأثير قانون “قيصر” أرخى بظلاله مع اقتراب موعد تطبيقه.
واحد-واحد:
بالمختصر؛ النظام وقع فريسة ما جنته يداه، وبات عرضةً للمقايضة على بقاء رأسه، بين الروس واﻷمريكان، الذين يتقاسمون الكعكعة في الشوط اﻷخير من اللعبة، والجميع يريد تحقيق معادلة “واحد-واحد”، أو تعادل، على حساب الدولة السورية التي أغرقها “اﻷسد”.
أين الروس؟
ويبدو أن موسكو لا تريد إنقاذ اﻷسد بسهولة، قبل إخراج إيران، فقد أثببت التجربة أن ما تقدمه رسيا يصب في النهاية بخدمة اﻹيرانيين حلفاء اﻷسد، بشكلٍ أو بآخر، نتيجة اﻻنخراط الكبير والتماهي بين الميليشيات المقاتلة المحسوبة على طهران والنظام، والتي تعد موجود بكثافة في الساحة.
مصير اﻷسد:
كل المؤشرات السابقة؛ تضع اﻷسد أمام اختيارٍ صعب، إما البقاء تحت لعنة الوضع السيء اقتصاديًا، بانتظار معجزة، وإما الرضوخ للضغوط، وتقديم فروض الطاعة والوﻻء.
وبالنتيجة؛ النظام الخادم “الذيل” ﻻ يمكن قطعه بسهولة، لكن يمكن برمجته وتعديل مواصفاته، وتحسينه، بالتالي؛ عزله مستبعد إﻻ بطرقٍ أخرى يفهمها أهل “الحرب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى