تحقيقات

طبول الحرب هل تقرع في جبل الزاوية؟

فراس العبيد – رسالة بوست

شهدت اﻷيام القليلة الماضية مؤشراتٍ على عودة المواجهة وتصاعدت فرصة اتشعال المعارك مع قوات النظام، وتحديدًا المحور المستهدف “جبل الزاوية” جنوب إدلب.
ووثقت صفحة “الدفاع المدني السوري” في الـ”فيس بوك”، يوم أمس اﻻثنين، مقتل مدنيان بقصف طائرات حربية للمحتل الروسي، على قرية الموزرة بجبل الزاوية جنوب إدلب، وإصابة 3 أشخاص بينهم امرأة.
ومع تصاعد وكثافة الطيران الروسي في سماء المحرر، أعلنت غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”، وهو تحالف يضم مجموعات جهادية، “حراس الدين، أنصار اﻹسلام، أنصار الدين”، سيطرتها على قريتي الفطاطرة وطنجرة في سهل الغاب،  ثم انحيازها عنها، يوم اﻷمس أيضًا، بعد هجوم شنته على مواقع النظام في سهل الغاب، قالت إنه يأتي “ردًا على قصف النظام للمدنيين”.
ومن جهتها أجرت “هيئة تحرير الشام” أجرت استعراضًا عسكريًا لقواتها في إدلب، حسب ما أظهرته صور نشرتها شبكة “إباء” الجناح اﻹعلامي لـ”الهيئة” عبر معرفها على “تلجرام”، قالت إنها أرتال ومؤازرات متوجهة لدعم جبهات جبل الزاوية.
ويبدو أن حرارة الصيف لن تكون أقل من حرارة المشهد العسكري، الذي تفضل فيه موسكو استخدام القوة لتنفيذ واستكمال السيطرة، على عموم المنطقة وفق سياسة “القضم التدريجي”.
بالمقابل؛ تواجه المعارضة بشقيها الوطني والجهادي استحقاقًا أمام الشارع، والراجح أنّ غرفة وحرض المؤمنين، أدركت مسبقا الدور والحالة، وسارعت لتقديم رسائلها، والتي تتلخص بتتبني فكرة “اﻹغارات الخاطفة” و”اﻻنحياز”.
وتصر موسكو على عدم فهم عقلية المواجهة الجديدة، والتي لا تعير اهتماما لخسارة اﻷرض، بقدر ما تسعى للضرب المؤلم واﻻبتعاد، عن المسرح، ما يجعل دخولها في المصيدة كالفأر.
جدير بالذكر أن غرقة عمليات “وحرض المؤمنين” شنت في أيار/مايو الفائت، هجومًا على قوات النظام في قرية الطنجرة بسهل الغاب، سيطرت خلالها على عدة نقاط، وانسحبت لاحقًا.
وأمام إصرار موسكو على خيار الحسم العسكري، وعودة النازحين إلى بيوتهم في “جبل الزاوية” يتحول السؤال في المنطقة إلى دور الضامن “التركي” وأرتاله العسكرية التي لم تتوقف، ومدى قدرة المعارضة على “صدّ الهجوم” في حال حدوثه، أم ستشهد المنطقة تكرار سيناريو المعرة وغيرها.
تشير بعض التسريبات أنّ المعارضة منهارة، ومستسلمة لقرارات دولية مقابل كعكة إدلب فقط، فالطريق جنوبًا منح للروس وشمالًا للأتراك!
بانتظار دور التيارات الجهادية و”حرب البرغوث”، يبقى المشهد هو الخطر بالنسبة للشارع، مقارنة بالسنوات الفائتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى