تحقيقات

سيناريوهات الليرة السورية المتوقعة

فراس العبيد – رسالة بوست
تظهر المؤشرات على اﻷرض، تسارع في وتيرة انهيار الليرة السورية، التي بلغت مستوياتٍ قياسية عالية أمام نظيراتها لاسيما الأمريكي، وعكست اجاهها على معيشة الشارع في مناطق سيطرة اﻷسد والمعارضة على السواء.
وسجلت الليرة السورية يوم أمس أسوأ قيمةٍ لها على اﻹطلاق، متخطية حاجز الـ 3500 للدولار الأمريكي الواحد، فيما بقيت الحلول مجرد تساؤلات يشهد الواقع أيضًا عجز “المعارضة” عن اﻹجابة عنها، كما هو شأن نظام اﻷسد!
مصير مجهول:
ويجمع محللون وخبراء أن مصير الليرة السورية دخل في المجهول منذ اليوم اﻷول للحراك الثوري، تزامن مع غياب الرؤية الواضجة لدى طرفي المعادلة، إن جاز المسمى، المعارضة والنظام، إذ إن اﻹجماع على تبديد الثروة ونهبها كان الخيار القائم لدى اﻷخير، حيث صرفت اﻷموال على “حرب البقاء”.
فيما غابت الرؤية لدى الطرف اﻵخر، الذي رفض إنهاء التعامل بالليرة السورية بذريعة أنها “العملة الوطنية للدولة” وحجج أخرى رفضت التخلي عنها لصالح “الليرة التركية” تحت مسمى أن الأخيرة دولة علمانية، متناسيةً أسباب كثيرة تستدعي التخلي عن الليرة السورية في مقدمتها أنها عملة اﻷسد بدﻻلة صور المؤسس للنظام النصيري ووريثه، كما أنها تحمل دﻻﻻت التبعية له في المحرر.
ولعل التوجه اﻷمريكي لفرض عقوبات اقتصادية على النظام تحت مسمى “قيصر” أعطى مؤشرًا مسبقًا على قرب “دفن الليرة” في مستنقع المجهول الذي يماثل مصير نظيرتها “اللبنانية”!
من يتحمل المسؤولية في الشمال؟
اﻹجابة باحتصار؛ لها جانبٌ واحد، فالحلول كانت ممكنة بددها الصراع على “عروش القش”، ويفترض اليوم إسقاط رموز معارضة الداخل.
إذ إن تقريب غير الكافئات مدلول صريح على تضييع لمنطقة برمتها وهو ما نراه ونلمسه، وﻻ يمكن فصل اﻻقتصادي عن السياسيي والعسكري في المشهد السوري.
ﻻ أين لها؟
والراجح بعيدًا عما سبق أن الليرة ستستمر في التدهور بسبب غياب الرافع اﻻقتصادي والمالي والنقدي، وغياب القدرة على ضبط إيقاعها، والتكهن في مصيرها اليوم “ضربُ من المستحيل”.
سيناريوهات متوقعة:
وأمام النظام فرصة اﻻستنجاد بحليفه الروسي أو اﻹيراني عبر الدعم المؤقت الذي لا يمكن أن يفلح في إنعاش “المريض”.
بالتالي؛ فالدولرة هو مصير متوقع، كما هو الحال لدى مناطق سيطرة المعارضة التي بدأت شعبيًا تتجه إما لليرة التركية أو الدوﻻر في التعامل.
ومن المتوقع؛ المزيد من التظاهرات الشعبية على غرار ما يجري اﻵن في السويداء ودرعا، بانتظار إعلان تفاهم روسي- أمريكي حول الملف السوري وشكل النظام القائم.
بالمختصر؛ الليرة فقدت ثقة المواطن (العامل النفسي) وباتت غير قابلة للتداول حتى في التعاملات والصفقات اليومية الصغرى.
والتضخم في السوق السورية بات مكشوفا للعين المجردة، مع توقعات باﻷصعب في قادم اﻷيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى