مقالات

ذكرى هرموش أيقونة الضباط الأحرار

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

في مثل هذا اليوم وقبل تسع سنوات أعلن المقدم حسين هرموش انشقاقه عن جيش النظام وانضمامه إلى صفوف الثوار الأحرار.

ما إن أطل بصورته المهيبة الودودة غلى إحدى القنوات، وصرح بتلك الكلمات ” أنا المقدم حسين هرموش ..أعلن انشقاقي عن الجيش وانضمامي إلى صفوف شباب سورية لحماية المتظاهرين العزّل”، حتى كانت برداً على أكباد الثوار وسرورا وبهجة وحافزاً على متابعة طريق الكفاح والنضال، أما على الضفة الأخرى يعني النظام المجرم، فقد أربك هذا الإعلان صفوفهم وجعل سهامهم تطيش؛ لأن هذا النبأ كان صاعقة على رأس النظام لم يتوقعها، ولم يحسب لها حساب.

ويعتبر المقدم هرموش الأيقونة التي شقت الطريق لمن خلفه حتى يقتدوا بفعله، ويسيروا على خطاه ونهجه، وقد حصل ذلك فعلاً.

ولد هرموش في قرية ابلين في جبل الزاوية في إدلب عام/1972/، وكان سبب انشقاقه مع مجموعة من رفاقه، هو تلك الحملة الشرسة على المدنيين، وآلة القتل الجماعي التي قام بها النظام وشبيحته على المدنيين في جسر الشغور وقد توجه الهرموش بعد ذلك إلى تركيا ليتابع درب الجهاد من هناك، ولكن أمراً خطيراً قد فاجأ السوريين وأدخل على قلوبهم الحزن والكدر، وهو تلقيهم نبأ اختطافه من قبل النظام، فقد تضاربت الروايات حول اختطافه واعتقاله، فأحدها يقول إن ضباطاً من المخابرات السورية تمكنوا من استدراجه من مخيم كلس للاجئين السوريين بتركيا إلى فندق في مدينة عينتاب بحجة تسليمه سلاحاً للثوار، ودسوا في شرابه مخدراً، ثم اقتادوه إلى دمشق، ولا حاجة لذكرى الروايات الأخرى لأن النتيجة واحدة وهي أن النظام الشرير الفرعوني قد اختطفه.

بعد اعتقال الهرموش بدأ جيش النظام باجتياح قريته ابلين  -كعادته في الانتقام – حيث تقيم معظم عائلته، وهدم الجيش /15/ منزلاً في القرية بالجرافات، بينها منازل تعود لعائلة هرموش، وقتل شقيقين له وصهره، واعتقل شقيقه وليد، واعتقل اثنين من أبناء إخوته.

ظهر الهرموش على شاشة قناة /الدنيا/ التابعة للنظام، وقد بدت على ملامحه آثار التعذيب، ليقول – تحت الضغط -:

“إن الجيش لم يأمره بإطلاق النار على المدنيين، وأن انشقاقه كان بعد وعود كاذبة، تلقاها من ناشطين معارضين في تركيا فقرّر العودة إلى سورية”.

ما يزال مصير ذلك الضابط البطل مجهولاً أهو بين الأحياء أم مع الشهداء بإذن الله؟

رفع الله من قدر ذلك الضابط المخلص الوفي الذي ضحى بأعز ما يملك وهي نفسه التي بين جنبيه من أجل أن ينشر شعاع الحرية والعدالة في ربوع سورية المحتلة، فكان خير نبراس للأجيال اللاحقة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا رسالة بوست برئيس تحريرها و مجلس إدارتها و كافة المحررين لمواكبتهم الأحداث و تفاعلهم مع ذكرى اعتقال المقدم حسين هرماش أبي براء لتستمر الذكرى تبعث الأمل في إطلاق سراحه و كافة المعتقلين و شكرا للمحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى