تحقيقات

إدلب بين حرارة قيصر والأسعار

فراس العبيد – رسالة بوست
التجوال في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، يبرز مؤخرًا عمق الأزمة اﻹنسانية التي تمر بها، مع حالة الجمود في السوق وإغلاق الكثير من المحال التجارية أبوابها، على خلفية سقوط الليرة السورية الحر.
وتشهد معظم اﻷسعار أن الفجوة بين الدخل والقيمة السوقية ازدادت وباتت اﻷسعار أقرب لتصور أسهم البورصات لكن باتجاه “الصعود”، ويجمع المدنيون أنّ “ﻻ قدرة على احتمال المزيد”، وبلغة بعض العوام “فيوزات المخ ضربت”.
ولعل الكثير من العائلات لاسيما المهجرة قسريًا فقدت القدرة على إلزام نفسها ببرنامج “تقشف” إذ إنها أساسًا تعيشه واقعا قبل تهاوي الليرة، وشح اﻹغاثة المقدمة من طرف المنظمات!
يقول “أبو عبدو النقار”؛ عامل سابق في أحد اﻷفران، منذ شهر توقفت عن العمل، بعد تخفيض اﻷجرة اليومية إلى 1500 ليرة سورية، بدﻻ من 2500 ل.س، وأبحث عن عمل.
وتتألف أسرة النقار من 5 أفراد، ويعتبر هذا العدد هو السائد في معظم اﻷسر تقريبًا.
ادفع بالتركي:
ويطالب أصحاب شركات النت، المشتركين، منذ اليوم، بالسداد اعتبارًا من الشهر القادم بسداد الفواتير إما بالليرة التركية أو الدوﻻر اﻷمريكي، متجاهلين أن دخل الشارع بمعظه بالليرة السورية!
انفصام عن الواقع:
وتشير تلك المطالبات، رغم أن الخيار اﻷفضل بالنسبة للناس، التحول إلى عملة أخرى غير الليرة السورية، تشير إلى غياب الرؤية اﻻقتصادية وتصور المرحلة المستقبليلة من طرف المسيطر “حكومة اﻹنقاذ” وبالمجملة؛ المعارضة التي أثبتت فشل في إدارة المحرر، ونجاح في اقتسام الغنائم!
قيصر ضد المحرر!
ويبدو أن تبعات قصير أرخت ظلالها على المحرر، على اعتبار أن خيار المعارضة كان الحفاظ على “رأس اﻷسدين” كعملة متداولة في السوق، لتشهد اﻷسعار ارتفاعات خيالية، فربطة الخبز خفّ وزنها لكن حافظت على سعرها عند 600 ليرة.
فيما تجاوز سعر ليتر البنزين 1300 ل.س، وجرة الغاز 19600 ل.س، وأغلقت بعض الصيدليات أبوابها.
ماذا يفعل الفقير؟!
ويبلغ ثمن المروحة التي تقي حرارة الصيف (15 دولار)، أما قالب البوظ فيتراوح بين “300 إلى 500 ل.س”، فيما سجل سعر 5 براميل مياه 4500 ل.س.
مع تجاهل فاتورة الأمبيرات وغيرها يطرح الشارع سؤالًا، ” ماذا يفعل الفقير؟!”، وﻻ يبدو أنّ المعارضة مكترثة إﻻ بلملمة “المناصب واستعراض القوة، وتقاسم النفوذ، والهرولة ﻹرضاء الجيران” من أجل ضمان “عظمة بلحم” في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى