ثقافة وأدب

أسطورة الأزمان

يوسف الحمود

كاتب وباحث سوري
عرض مقالات الكاتب

علّلاني بالحـــبّ قبل الدّنــــانِ

ثملَ القلبُ من قديم الزّمانِ

بينما كان ذا الشّباب جنوناً

يتلظّــى حبّـاً لقــلبِ الحـسانِ

فُتنتْ نفسي بالهوى فأفاقتْ

بعــدَ لأْيٍ كَوْناً من الأحـــزانِ

يمسحُ النّجم عن جفونيَ دمعاً

لوّنتـــهُ  مصــائبُ  الحرمــــانِ

غــرق النّجمُ فـي بحـــور دمائي

ذاهــلاً من أيقونـــةِ الألــــوانِ

فهـلِ الحـــبُّ فتنــــةٌ أم ظــــلامٌ

هاربٌ من إشراقـــه الفتّـــانِ

أين دمعي الّذي اُستبيح كثيراً

صار طوقاً يُحكى من العقيانِ

يرجفُ العود في يديّ نحيلاً

باكيــــاً من  إيقـــاعــه الرّنــــانِ

صوّحَ الــوردُ والــرّبــــيعُ فصـارا

جُثّـــــةً في يــد الأثيــــمِ الجـــاني

يبكيان التّشريدَ والقتلَ لكنْ

في ذُبــولٍ من الــرّبيعِ الفـــاني

دمّــرَ البـغيُ والجنــونُ بـــلاداً

علّمتــنــا حضــارةَ الإنســانِ

فدموعُ التّاريخِ تهمي سواداً

من دمار الإنسانِ والعمرانِ

وقف المجدُ في ثياب الرّدى يس

تنهضُ الرّمزَ في زمان الهوانِ

طرّزَ التّاريخَ العظيمَ خطوطاً

برداءٍ من  وَشْيــهِ  الأُرجواني

إنّهُ ابنُ الوليدِ يحملُ جمرَ ال

غيبِ يهوي ممّــا وراءِ المكانِ

خالدَ الذّكر، والصّناديد موتى

في شُخوص الأوهامِ والأبدانِ

ركضَ النّصرُ من عيونك حُلماً

فانتشى في المضمار قبل الأوانِ

وثبـــةُ العــزّ  في جبينكَ  خلــــدٌ

خالدٌ  يا دهرَ  الجبـــانِ  الــواني

رسمَ  النّورُ في حشاياك سرّاً

وحبــاكَ الرّسولُ سيفَ الطّعانِ

كيف سيفُ الإله ينبو وقد خا

رَ الرّدى  في يديــكَ  كالأقرانِ

راح يمشي بين الصّفوفِ بتيهٍ

عُنجــهيِّ  الأثـــوابِ  والأردانِ

سقطتْ حوله القلوبُ توالى

لستَ تدري قلبـــاً لأيّ جبــــانِ

وكبت أفراسُ الكماةِ كأنْ لم

تركضِ الخيلُ  قبلُ  في  ميدانِ

حمحماتُ الخيولِ بحرٌ من المو

تِ غـدتْ في بحــرٍ من الرّجَفــانِ

يشفقُ السّيفُ في عداتكَ كبراً

والــرّدى  أشبــاحٌ  بلا  جُثمــانِ

وترى الرّيــحَ في يمينكَ جنـــداً

ترتــوي  من  جماجم  الــرّومـــانِ

وهــوتْ فارسٌ ترنّــحُ صــرعى

في  بكــاءٍ   لمــوقــدِ    النّـــيرانِ

صوّرَ النّورُ من ظلالك سيفاً

في سما الكونِ  دائمَ  اللّمعانِ

ظنّهُ الفجرُ من سناكَ شهاباً

هــاوياً   من   مجرّةِ   الميـــزانِ

يسرقُ الفجرُ من عيونكَ كحلاً

ينقشُ الفخرَ في جفونِ الغواني

فحروفُ التّاريخِ  منكَ مدادٌ

ورسومُ  التّاريخ  منكَ  معاني

وقفَ الدّهرُ في جبينكَ نسراً

في سماء الإعجاب والعنفوانِ

كم تمنّى في ساحة الموتِ لُقيا

فاستحى الموتُ من أبي الفرسانِ

ينشدُ الدّهرُ من لسانك لحناً

حـَـرمَ المــوتُ عينَ كـلّ جبـــانِ

اقبلِ الشّعرَ من لساني حزيناً

فسجاياكَ فــوقَ كــلِّ بيـــــانِ

انزعِ السّيفَ في يمينكَ فتحاً

يكتبُ النّــصرَ في زمـــانٍ ثـــانِ

واقتربْ في وشاح عزّكَ منّا

ظافــراً  يا  أُسطورةَ  الأزمـــانِ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى