تحقيقات

الدوﻻر يفرض إيقاعه في المحرر

فراس العبيد – رسالة بوست
تسارع مشهد تأثر السوق المحلي، في مناطق سيطرة المعارضة، بالتدني الكبير الذي لحق بسعر صرف الليرة السورية، في خمسة أيامٍ منذ مطلع شهر حزيران/ يونيو الجاري، وطال الظل اﻷسود جوانب متعددة من حياة الناس.
وأبرز انعكاسات هذا اﻻنهيار، تجلى واضحًا في القرار المتعلق بتحديد أجرة معاينة الطبيب، في المحرر، بتاريخ 3 حزيران/يونيو الجاري.
وحددت نقابة اﻷطباء أجرة معاينة الطبيب العام بـ 2 دولار كحد أدنى و6 دولار أمريكي أو ما يعادلها من العملة النقدية، كحد أعلى.
كما حددت أجرة معاينة الطبيب المختص بـ 3 دولار كحد أدنى و 8 دولار أو ما يعادلها كحد أعلى.
ولقي القرار استياء واسعا، واعتراضات شعبية، تزامن أيضًا مع اعتراضٍ لعدد من اﻷطباء في المناطق المحررة رفضوا القرار، لتتراجع نقابة الأطباء في إدلب وتلغيه بعد ساعات من نشره.
الملفت أنّ عددًا من اﻷطباء التزم القرار، فيما اعتمد آخرون حدًّا أدنى منه، وبقيمة 2 دوﻻر فقط.
واﻻرتفاع الحاصل في التسعيرة يبرز حجم التخبط في القرار اﻻقتصادي وغياب الرؤية الواضحة للمرحلة، ﻻسيما أنّ أجرة العامل في اليوم لا تزيد عن 3 آلاف ليرة سورية!
وبحسبة بسيطة فإنّ ثبات التسعيرة بالدوﻻر ﻻ يعني أنّ العامل سترتفع أجرته مطلقًا، بل على العكس، إما أنها بقيت ثابتة أو تراجعت بسبب توقف بعض اﻷعمال التي تأثرت بـ”فيروس كورونا”.
والعملية الحسابية تقول:
2$ = 2000 ل.س قبل اﻻنهيار اﻷخير لسعر الصرف.
2$ = 4000 ل.س اليوم وأكثر. حسب سعر الصرف.
بالمقابل اﻷجرة اليومية للعامل، وهم الغالبية في المحرر، تعادل كما أسلفنا 3000 ل.س.
بالمحصلة؛ الدوﻻر فرض إيقاعه الثقيل على جيوب المواطنين في المحرر، وعلينا أن نطرح السؤال التالي؛ “إن فكرة التحرر من حظيرة اﻷسد تلزمنا باتخاذ خطوات الخلاص التام من كل أشكال التقيد بسياساته اﻻقتصادية، والسياسية وغيرها، فماذا قدمت المعارضة في سبيل ذلك؟”.
وبطريقةٍ أخرى؛ “المحرر بين فكي الدوﻻر، والليرة اﻷسدية، فعن أي تحررٍ نتحدث؟”.
أخيرًا؛ يحاول الكثير من المهجرين والمواطنين في المحرر القول؛ “الطب مهنة إنسانية، معظم اﻷطباء يعمل في منظمة إغاثية على اﻷقل ويتقاضى بالدوﻻر، معظم اﻷطباء يعمل إضافة لكل ما سبق في مشافٍ خاصة واﻷجور بالعملة الصعبة، واللبيب من اﻹشارة يفهم”.
ويبرر بعضهم للأطباء بأنهم أفنوا زهرة شبابهم في مقاعد الدراسة، حتى التخرج، لكن هل هذا يلزم اﻵخرين أن تتحول المهنة إلى تجارة اقتصادية مرتبطة مع الدوﻻر في ظل الواقع المتعلق بما شرحناه أعلاه؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى