مقالات

حلف الحشيش والمخدِّرات (المقاوم)

حسين السيد

محام وسياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

تعدّ المخدِّرات آفة خطيرة شغلت الدول وأجهزتها عبر التاريخ، فهي ليست حديثة العهد والظهور..
ونظراً لما ينتج عنها من تدمير لبنية المجتمعات الصحّيّة والسلوكيّة والأخلاقيّة والاقتصاديّة.. فقد شرَّعتْ الدول قوانين و عقوبات مشدّدة لمن يروّج لها ويتاجر بها تصل في بعض بلدان العالم إلى عقوبة الإعدام ..

فآثارالمخدِّرات لا تقتصر على من يتعاطاها فحسب، بل تتعداه إلى المجتمع والبشريّة جمعاء ..

وفي السنوات الأخيرة بدأت عائلة الأسد في سورية بممارسة تلك الجريمة المنظَّمة، ونقلها من خلال عصاباتها إلى دول الجوار ومنها إلى العالم كلّه.

فلم يكتفِ الخائن بشار الأسد ببيع سورية لقوى الاحتلالين الروسي والإيراني، وقتل وتهجير وتشريد ملايين السوريين عن أرضهم، وتحويل سورية إلى دولة فاشلة يعيش سكانها تحت خطِّ الفقر وفي السجون والمعتقلات والمخيّمات ….، بل حوّل سورية الجميلة النظيفة إلى بلد عبور ٍللحشيش وتجارة المخدِّرات ..
وخلال العام الفائت فقط، وفي استعراض مختصر للشحنات التي تمَّ اكتشافها وضبطها وثبوت خروجها بتخطيط وتنفيذ الأسد وأفراد عائلته وآخرين من شركائه المقرّبين، يتّضح حجم الخطر الكبير الذي أصبح يشكّله ذلك النظام على الأمن والسلم الدوليين :

١- أوقفت السلطات السعوديّة والأردنيّة العام الماضي عدّة شحنات لحبوب مخدِّرة نوع “إمفيتامين” المصنَّعة داخل مناطق سيطرة الأسد والمليشيات الإيرانية، وكان آخرها شحنة مخدِّرات معبَّأة ضمن علب ” متّة خارطة الخضراء” السوريّة المنشأ، بلغت كميّتها ١٩ مليون و٢٦٤ ألف قرص مخدِّر مهرَّبة داخل علب( المتّه).

٢- ألقت أجهزة الأمن المصريّة القبض على شحنة حشيش مخدِّر بوزن أربعة أطنان مخبّأة داخل علب كرتونيّة مخصّصة لمنتجات شركة ألبان( ميلك مان )، والتي تعود ملكيتها لرجل أعمال الأسد وشريكه وخازن أمواله وابن خاله رامي مخلوف.

٣- ألقت السلطات التركيّة المختصّة القبض على شحنة حبوب مخدِّرة كبيرة على الجانب اليوناني، كانت داخل حاوية شحن، وفي داخلها ملايين الحبوب المخدِّرة .

٤- أوقفت السلطات الأردنيّة عمليّة تهريب ٢٧٠ ألف حبّة مخِّدرة قادمة من مناطق سيطرة الأسد جنوب سورية.

٥- أوقفت السلطات اللبنانيّة شاحنة سوريّة تحمل حبوباً مخدِّرة إلى السعوديّة ..

٦- ضبطت السلطات الإماراتيّة أكثر من ٣٥ مليون حبّة كبتاغون تمّ تهريبها من ميناء اللاذقيّة في سورية.

٧- تمكّنت الإدارة العامّة لجمارك شرق التفريعة ببورسعيد المصريّة من إحباط محاولة تهريب لكميّة مخدِّرات تضمُّ أكثر من نصف طن حشيش، مخبّأة في 1128 قفص تفّاح قادمة من سورية باسم شركة للاستيراد والتصدير تابعة لعناصر الأسد.

٨- ألقت السلطات اليونانيّة القبض على سفينة محمّلة بالمخدِّرات ترفع علم النظام السوريّ، كانت في طريقها إلى ليبيا، وتحمل على متنها ستة أطنان من الحشيش، وثلاثة ملايين قرص مخدِّر، و٣٣ مليون قرص كبتاغون، و قد خرجت السفينة من ميناء اللاذقيّة وكانت متّجهة إلى مدينة بنغازي الليبيّة عند اعتراضها من قِبَل السلطات اليونانيّة قبالة سواحل جزيرة كريت….

وجدير بالذكر أنّ الأسد وإيران وحزب الله يقومون بتجارة تلك المخدِّرات لتدمير العقول، وشراء أسلحةٍ لتنفيذ مخطّطاتهم العدوانيّة التوسعيّة ونهجهم الطائفي المقيت الحاقد وسياستهم الإجرامية المتمثِّلة في ارتكاب المجازر وقتل وتهجير السوريين؛ كما أن هذه الشبكة متّصلة فيما بينها بدليل:
إنّ مادّة الحشيش تصل من مناطق حزب الله في البقاع اللبناني، وتدخل إلى مناطق النظام بشكلٍ علني”.
إنّ مصنع الحبوب المخدِّرة من نوع ” إمفيتامين” ، والتي أصبحت سورية من أكثر الدول المصنِّعة لها، هو تحت سيطرة وحماية المليشيات الإيرانيّة.

وعليه، فمسؤوليّة ملاحقة الأسد وأفراد عصابته في المحاكم المحليّة لكافّة دول العالم أصبحت واجباً قانونيّاً وأخلاقيّاً وإنسانيّاً، عملاً بالولاية القضائيّة العالميّة للدول التي تسمح بمحاكمة جرائم معيّنة حتّى دون تورّط مواطنيها أو أن يكون الجرم واقعاً على أراضيها، ويمكن استخدام الولاية القضائيّة العالميّة ضدّ الأسد، وعصابات التهريب التي يستخدمها، وكلّ من يُثبتُ التحقيق معه بأنّه متورّطٌ فيها ممّن يقيم الآن أو يتواجد لاحقاً على أراضيها، وخاصّةً الدول العربيّة وتركيّا و أوروبا والولايات المتّحدة الأمريكيّة.

وإنّنا نحمِّل دول العالم المسؤوليّة كاملةً عن تهاونها في ملاحقة أولئك المجرمين، كما نحمِّل المدّعي العام للمحكمة الجنائيّة الدوليّة بشكلٍ خاص المسؤوليّة عن امتناعه حتّى الآن عن إطلاق قرار التحقيق من تلقاء نفسه مع مسؤولي نظام الأسد عن جميع جرائم تهريب المخدِّرات؛ إضافةً لجرائم الإبادة الجماعيّة، واستخدام السلاح الكيماوي ضدّ المدنيين السوريين لعشرات المرّات، على اعتبار أنّ تلك الجرائم تهدّد السلم والأمن الدوليين، وأنّ فتح ذلك التحقيق هو من صلب صلاحياته واختصاصه.

جمعيّة حقوق الإنسان السوريّة في إسطنبول
١- ٦- ٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى