مقالات

القواعد الخمس للثورة التي تقتل ابناءها (اقتلوا أنفسكم قبل أن يقتلكم الرفاق)

فراس حاج يحيى

حقوقي وباحث قانوني سوري
عرض مقالات الكاتب

في هذا المقال لن تجد قيمة مضافة وانما مجموعة خواطر شخصية وكذا منشورات فيسبوكية، ربما قرأتها هنا أوهناك على جدار أحد الأصدقاء أو فكرت فيها وكتبتها بنفسك أو لم تكتبها، لنبدأ اذاً بسردها.

أولاً: السوري الجيد هو السوري الميت، بكل أسف هذا ينطبق على السوريين سواء المعارضين منهم أو الموالين، فمهما عملوا ومهما قدموا لا ينالون اشادة واعجاب بقية السوريين الا عند موتهم فقط، فنرى جدران الفيس بوك تغص بنعواتهم وتفصل عظيم خصالهم، وتسرد كفاءاتهم وتضحياتهم، علماً لو أن هذا الفقيد أو الفقيدة قبل وفاته أطلق مشروعاً أياً كان نوعه للأسف لن يجتمع من أشخاص حوله أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة، ليس لنقص كفاءته ولكن لعدم جدارته بنظر كثير ممن حوله والذين لا يرونه قائداً جديراً الا وهو ميت.

ثانياً: الخطأ البشري ممنوع على كل من ينتمي للثورة، وهذا يعني بأنك كشخص مع الثورة عليك أن تكون شخصاً استثنائياً لا بشرياً، وبالتالي عند ارتكاب أي خطأ سيستل رفاقك السكاكين لذبحك فكرياً ومحو كل عملك، ونضالك ولن يقبل منك اعتذار فأنت ثائر وكامل العقل والتجربة والخبرات مهمتا كان عمرك ومهما كان خطأك عند أول خطأ، سنشوه صورتك ونرمي نضالك في أقرب سلة قمامة، فأنت قفازات صالحة للاستخدام مرة واحدة لا أكثر.

ثالثاً: أنت ثائر جيد طالما أفكارك وكتاباتك في كل المواضيع والقضايا تطابق رأي كل أصدقائك، وهذه معضلة أخرى في العقل السوري والثوري منه تحديداً، وخير مثال على ذلك لو وجد بين أصدقائك الافتراضيين على مواقع التواصل الاجتماعي شخصية إشكالية بأفكارها أو معتقداتها، ستجد الكثيرين من أًصدقائك ينشرون انتقاداً لكل من يوجد بينه وبين هذا الشخص من أًصدقاء مشتركين بأن كيف يقبلون صداقة شخص اشكالي؟؟ وهذا تدخل حتى في علاقاتك الخاصة وخياراتك،  نعم تجمعنا الثورة وأهدافها فهذه قضية نتفق عليها، ولكن هذا لا يعني تطابق أفكارنا وآراءنا في كل القضايا الأخرى فسنة البشر الاختلاف.

رابعاً: الثاثر يفهم في كل القضايا المحلية منها والدولية بغض النظر عن اختصاصه، وهذه نقطة إشكالية مزدوجة لدى الثائر ولدى رفاقه، فكثير من الثوار وربما أكون أحدهم يطرحون أراءهم في كل القضايا التي تدور حولهم فتجد رجل قانون يعطي رأياً بقضية طبية ومهندس يعطي رأي بقضية اقتصادية وآخر لم يكمل الإعدادية ينتقد بروفيسوراً في علم الاجتماع بنظريته العلمية؟؟؟، وتمتد هذه الإشكالية لدى رفاق هذا الثائر الذين يؤيدون ما قد يذهب اليه رفيقهم برأيه الغير تخصصي ويدافعون عنه ليس انتصاراً لفكرته ولكن لصداقته.

خامساً: أنت مذنب حتى تثبت العكس أو أنت مذنب دائماً، وهذا يعني أن أي شخص من أبناء الثورة حتى وان كان تاريخه النضالي عقوداً طويلة قبل الثورة مذنب بمجرد أن يكتب عنه 10 أشخاص منشورات ينتقدونه فيها أو يتهمونه فيها بالسرقة وبخاصة من أموال الثورة أو بسلوك مشين، ويتم تناقل هذا المنشور على مجموعات متعددة ويتحول الشخص الى مذنب بساعات، من دون أي يسأل حتى، أو أن يسمح له بتوضيح وجهة نظره والرد على الاتهامات، ويتم تصديق هذه المنشورات حتى وان كان كاتبها شخصية وهمية لا يعرفها أحد، وتلصق هذه الصفة بالشخص الذي تم الهجوم عليه الى أبد الآبدين فلا قانون يحاسب هؤلاء، ولا عقل أو ضمير يسبق مشاركة هذه المنشورات والتوثق منها قبل نشرها.

ختاماً: كتبت 5 أفكار بسيطة وأترك  لكم أصدقائي باب الحوار لإضافة المزيد واثراء النقاش في هذه النقاط أو غيرها حول هذا الموضوع، فالثورة فكر وأخلاق وضمير ومبادئ وقيم قبل أي شيء آخر.

في الثورة السورية تهيأ في عند كل لحظة وقبل كل محطة لأن يقتلك الرفاق عند أول خطأ أو مفترق طرق، أو عليك أن تموت وهنا تقوم بقتل نفسك بنفسك وستتحول الى أيقونة الثورة عند الرفاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى