مختارات

وثائق سرية تكشف العلاقة الخفية بين الخميني وأمريكا

أحمد الحاجي – مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية

        رفعت الحكومة الأمريكية السرية عن وثائق تكشف العلاقات الخفية مع زعيم الثورة الإيرانية الخميني.

       وأوضحت الوثائق الأميركية أن الخميني كان على صلة بحكومتها منذ ستينيات القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران، قادمًا من باريس وإعلانه الثورة عام 1979، حسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.

        وتشير وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA)، إلى أن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع نوفمبر 1963، وأنه طالب خلالها بألا “يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأميركية في إيران”.

        وتبين الوثائق التي نشرت قبل أيام من الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخميني، أن مؤسس النظام الإيراني تحرّك باتجاه التواصل مع الرئيس الأميركي عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق عرفت بـ”الثورة البيضاء” في 1963.

        وتفيد الوثائق بأن الخميني تواصل أيضاً مع إدارة الرئيس جيمي كارتر، عبر وسطاء في 19 يناير 1979، أي قبل أسابيع من انطلاق الثورة، وتعهد حينها بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يصدّر الثورة إلى دول الجوار، وأنه سيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأميركية.

        كشفت مصادر أن تسليح إيران خلال 70 عاما كان عن طريق أمريكا إذ تعتبر أكبر مصدر للسلاح في الخمسينيات والسبعينيات.فعائدات النفط مكنت «طهران» من اقتناء الأسلحة الفتاكة والنووى.

       كشف مركز “ستوكهولم” الدولي البحثي عن تحويلات الأسلحة التقليدية الأساسية منذ سنة 1950، فتبين أن أمريكا هي أكبر مصدر للأسلحة لإيران بين الخمسينيات والسبعينيات من القرن العشرين، حيث ارتفع معدل تزويد أمريكا لإيران بالأسلحة في سنة 1953، بعد الانقلاب الذي قادته المخابرات الأمريكية والبريطانية ضد رئيس الوزراء المنتخب أحمد مصدق، وعاد الشاة الإيراني محمد رضا بهلوي من المنفى، ليحكم البلاد ويصبح الحليف المقرب من أمريكا. وارتفعت المبيعات العسكرية لإيران سبعة أضعاف خلال عامين، حيث صعدت من 524 مليون دولار سنة 1972 لتبلغ 3.91 مليار دولار سنة 1974، وفق تقرير لجنة موظفي “العلاقات الخارجية” بمجلس الشيوخ الذي صدر سنة 1976، حيث كانت إيران أكبر مشترٍ للسلاح والعتاد الأمريكي.

      ويظهر تقرير مركز ستوكهولم الدولي لبحوث السلام؛ بلوغ أعلى نسبة مبيعات في سنة 1977، حيث وافق الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نكسن ومستشاره للأمن القومي هنري كيسنجر لأول مرة عام 1972 على بيع إيران أي أسلحة تقليدية تريدها.

      إن عائدات النفط مكنت إيران من امتلاك أفضل الأسلحة الأمريكية المتطورة، كما تلقت إيران تدريبات ومساعدات تقنية في التعامل مع تلك الأسلحة على يد موظفين أمريكيين، حيث أكد الرئيس الأمريكي الأسبق بأن إيران كانت وستظل دولة مهمة جدًا بالنسبة لأمريكا وحلفائها، بسبب موقعها الجغرافي، وامتلاكها النفط، كما أنها تعطي قيمة كبيرة لعلاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، لاعتقادها أن أمريكا ستأتي لنجدتها لو تعرضت للتهديد.

      وهذا الدعم الأمريكي الكبير لإيران حولها لقوة عسكرية مهيمنة في الشرق الأوسطـ مهد لها الطريق لتطوير سلاحها النووي، ولكن وصول آية الله الخامنئي للحكم، وهو معارض لأمريكا تسبب في قلب الموازين، وتغيير بعض السياسات وهذا ما نتحدث عنه في المقال اللاحق.

المصدر: مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية
http://www.umayya.org/articles/umayya_articles/20866

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى