مقالات

حول ما جرى ويجري في عفريننا الحبيبة

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

براءة ..براءة ..براءة من كل يد تمتد إلى أهلنا بالسوء

أما جرى في عفرين الأمس ، وما تزال تداعياته ساخنة على الأرض ، مما تصلنا أخباره تباعا فهو انفلات سلاح أو انفلات مسلحين . وكل الانفلات في شرعنا مرفوض .
لقد انطلقت هذه الثورة تعبيرا عن الرفض لانفلات الأسديين . وحامل السلاح المنفلت ليس منا . ليس من الثورة . ولا ينتمي إلى الغد المأمول . حتى الكلمة المنفلتة التي تخرج من أفواه بعض الذين حسبوا على الثورة ، في ليل الغفلة ، ستظل تحافظ على انتمائها إلى المنفلت الأول ، في فضاء السقوط والابتذال والسفه ..ولنا ” ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء ” وليس رجل الثورة ولا حامل سلاحها ” بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء ، ولا فارض ” خوة ” ولا متعاط ” أتوات : ولا باسط أذى بيد أو بلسان . وعلى هذا ختم الكلام .
اليد التي تسفك الدم السوري البريء ، تحت أي ذريعة وبأي دعوى ، يجب أن يؤخذ عليها بالقانون العادل . القانون العادل الذي لا يحابي ولا يتأخر ولا يجامل ولا يماطل ولا يسوف . لن نقول لأحد أضرب بيد من حديد ، ففي يد العدل الحاسمة ما يغنينا.. خذوا على أيدي المسيئين والمتجاوزين والمنفلتين كائنا من كانوا بيد العدل الصديقية : القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق . الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق . ومن أجل هذا كانت الثورة .
وفي الوقت نفسه لا يجوز أن نسمح لموقدي نار الفتنة ، من الذين يتربصون بنا الدوائر أن يؤججوا نارهم لا بكلماتنا ولا بصرخاتنا ولا بتصرفاتنا . الرد على الانفلات بالانضباط الحازم العاقل ولا يرد على الانفلات بالانفلات .
لن نسمح لمفبركي الأخبار الكاذبة ومروجيها أن ينالوا من ثورتنا ، ومن محبتنا ومن إخوتنا. الكذاب يكذب ، والمروج يروج . مصنع الكذب يفبرك ، ومشغلوه والمتآمرون معه يروجون لتزداد نار الفتنة استعارا . والضحايا نحن . منشار الفتنة ينشرنا صاعدا نازلا ..النحذر جميعا أن نكون من السماعين لهؤلاء الفاتنين ، وقد أخبرنا ربنا من قبل أن فينا ” سماعون لهم ” وبعض الناس يسمع ويردد بسذاجة وطيبة قلب !!
في عفرين ، وفي غير عفرين ، وعلى كل شبر من الأرض السورية نحن ضد الفوضى ، وضد الانفلات ، وضد تغول السلاح ، وضد أي إساءة تصدربحق أي إنسان . وضد أي تمييز عرقي أو ديني أو مذهبي ..
ونحن أيضا ، وليكن هذا واضحا للجميع ، ضد اللفلفة ، وضد الطبطبة وضد تبويس الشوارب على دخن . وضد أن يكون حالنا حال من ” إذا سرق فيهم القوي تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ” بل مع كل ما تقدم نطالب بالجزاء العدل ، ليحاسب كل المجرمين أو المنفلتين أو المتجاوزين طبقا عن طبق ..
وإن لم يتحقق ذلك ، فلننبذ إلى كل هؤلاء على سواء . ولن نلقى الله شركاء في الصمت على دم بريء . أو عرضه أو ماله ..ولن نبوء بإثم أي كلمة نابية تقال لسورية حرة مهما يكن العنوان والذريعة ..
أيها المواطنون السوريون في عفرين وفي غير عفرين الوقار ..الوقار ..السكينة ..السكينة ، فإن المتربصين بكم ، يتواطؤون عليكم ببث الأخبار الكاذبة طبقا عن طبق..يتواطؤون على تأجيج الفتنة ، وإشعال نارها ، واعلموا أنكم غير مخذلولين ، ولا مستضعفين ، وأن هؤلاء الذين أساؤوا إليكم سيكونون بإذن الله الأخسرين .
يا أصحاب القرار في هذه الثورة المباركة في كل مواقعكم …
خذوا بما استطعتم على يد المنفلتين ، وحاسبوهم ، وعاقبوهم الجزاء الوفاق ..
أعلنوا البراءة من كل من يسيء إلى بريء على أي خلفية كانت الإساءة ، ومهما كان حجم هذه الإساءة ..
وإنما كانت هذه الثورة ، وقضى هؤلاء الشهداء ، ليردو على الناس – كل الناس – كراماتهم ، وليس لننزعها منهم ، ولنحمي بجمعنا متعاونين متكاتفين متضامنين حياتهم وأعراضهم وأموالهم ، وليس لنغير ظالما بظالم ، ولا قاتلا بقاتل ..!!
عفرين وأهلها : براءة ..براءة .. براءة من كل من يؤذيكم أو يسوءكم أو يريد أن يحيف عليكم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى