حول ما جرى ويجري في عفريننا الحبيبة
براءة ..براءة ..براءة من كل يد تمتد إلى أهلنا بالسوء
أما جرى في عفرين الأمس ، وما تزال تداعياته ساخنة على الأرض ، مما تصلنا أخباره تباعا فهو انفلات سلاح أو انفلات مسلحين . وكل الانفلات في شرعنا مرفوض .
لقد انطلقت هذه الثورة تعبيرا عن الرفض لانفلات الأسديين . وحامل السلاح المنفلت ليس منا . ليس من الثورة . ولا ينتمي إلى الغد المأمول . حتى الكلمة المنفلتة التي تخرج من أفواه بعض الذين حسبوا على الثورة ، في ليل الغفلة ، ستظل تحافظ على انتمائها إلى المنفلت الأول ، في فضاء السقوط والابتذال والسفه ..ولنا ” ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء ” وليس رجل الثورة ولا حامل سلاحها ” بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء ، ولا فارض ” خوة ” ولا متعاط ” أتوات : ولا باسط أذى بيد أو بلسان . وعلى هذا ختم الكلام .
اليد التي تسفك الدم السوري البريء ، تحت أي ذريعة وبأي دعوى ، يجب أن يؤخذ عليها بالقانون العادل . القانون العادل الذي لا يحابي ولا يتأخر ولا يجامل ولا يماطل ولا يسوف . لن نقول لأحد أضرب بيد من حديد ، ففي يد العدل الحاسمة ما يغنينا.. خذوا على أيدي المسيئين والمتجاوزين والمنفلتين كائنا من كانوا بيد العدل الصديقية : القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق . الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق . ومن أجل هذا كانت الثورة .
وفي الوقت نفسه لا يجوز أن نسمح لموقدي نار الفتنة ، من الذين يتربصون بنا الدوائر أن يؤججوا نارهم لا بكلماتنا ولا بصرخاتنا ولا بتصرفاتنا . الرد على الانفلات بالانضباط الحازم العاقل ولا يرد على الانفلات بالانفلات .
لن نسمح لمفبركي الأخبار الكاذبة ومروجيها أن ينالوا من ثورتنا ، ومن محبتنا ومن إخوتنا. الكذاب يكذب ، والمروج يروج . مصنع الكذب يفبرك ، ومشغلوه والمتآمرون معه يروجون لتزداد نار الفتنة استعارا . والضحايا نحن . منشار الفتنة ينشرنا صاعدا نازلا ..النحذر جميعا أن نكون من السماعين لهؤلاء الفاتنين ، وقد أخبرنا ربنا من قبل أن فينا ” سماعون لهم ” وبعض الناس يسمع ويردد بسذاجة وطيبة قلب !!
في عفرين ، وفي غير عفرين ، وعلى كل شبر من الأرض السورية نحن ضد الفوضى ، وضد الانفلات ، وضد تغول السلاح ، وضد أي إساءة تصدربحق أي إنسان . وضد أي تمييز عرقي أو ديني أو مذهبي ..
ونحن أيضا ، وليكن هذا واضحا للجميع ، ضد اللفلفة ، وضد الطبطبة وضد تبويس الشوارب على دخن . وضد أن يكون حالنا حال من ” إذا سرق فيهم القوي تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ” بل مع كل ما تقدم نطالب بالجزاء العدل ، ليحاسب كل المجرمين أو المنفلتين أو المتجاوزين طبقا عن طبق ..
وإن لم يتحقق ذلك ، فلننبذ إلى كل هؤلاء على سواء . ولن نلقى الله شركاء في الصمت على دم بريء . أو عرضه أو ماله ..ولن نبوء بإثم أي كلمة نابية تقال لسورية حرة مهما يكن العنوان والذريعة ..
أيها المواطنون السوريون في عفرين وفي غير عفرين الوقار ..الوقار ..السكينة ..السكينة ، فإن المتربصين بكم ، يتواطؤون عليكم ببث الأخبار الكاذبة طبقا عن طبق..يتواطؤون على تأجيج الفتنة ، وإشعال نارها ، واعلموا أنكم غير مخذلولين ، ولا مستضعفين ، وأن هؤلاء الذين أساؤوا إليكم سيكونون بإذن الله الأخسرين .
يا أصحاب القرار في هذه الثورة المباركة في كل مواقعكم …
خذوا بما استطعتم على يد المنفلتين ، وحاسبوهم ، وعاقبوهم الجزاء الوفاق ..
أعلنوا البراءة من كل من يسيء إلى بريء على أي خلفية كانت الإساءة ، ومهما كان حجم هذه الإساءة ..
وإنما كانت هذه الثورة ، وقضى هؤلاء الشهداء ، ليردو على الناس – كل الناس – كراماتهم ، وليس لننزعها منهم ، ولنحمي بجمعنا متعاونين متكاتفين متضامنين حياتهم وأعراضهم وأموالهم ، وليس لنغير ظالما بظالم ، ولا قاتلا بقاتل ..!!
عفرين وأهلها : براءة ..براءة .. براءة من كل من يؤذيكم أو يسوءكم أو يريد أن يحيف عليكم ..