تحقيقات

قيصر يشق المعارضة واتهامات تطال الرياض بشق صف الإئتلاف

أحمد الحسين – رسالة بوست

جدل هزّ أوساط المعارضة السورية بعد نشر صحيفة “عكاظ” السعودية لقاءً مع فريق المنشق الشهير عن النظام، المعروف باسم “قيصر”، الذي تضمن انتقاداً حاداً للإئتلاف الوطني واتهامات طالت شخصيات في المعارضة بالسعي لتحقيق مكاسب خاصة من عمل فريق المصور السابق ، والذي سرّب أكثر من خمسين ألف صورة بعد فراره من سوريا، تظهر جثث معتقلين تم تعذيبهم حتى الموت في أفرع النظام الأمنية.

جدل كان يمكن أن لا يحظى باهتمام، واتهامات فضفاضة دون تحديد أسماء في اللقاء الذي نشر في 17 أيار/مايو، لولا قيام بعض المعارضين المعروفين بتوجيه اتهامات مباشرة لشخصيات بارزة في الإئتلاف أو مقربين من هذه المؤسسة بالوقوف خلف ما وصفوه “منها عمليات ابتزاز وتهديد ومحاولات اختطاف ل”قيصر”، الغريب كان اتهام مؤسسة الإئتلاف ذاتها بالعمل على الاستثمار في هذا الملف لتحقيق مكاسب سياسية.

البعض وجد حديث الصحيفة أي “عكاظ” محاولة للتوظيف السياسي  في الصراع المحتدم بين السعودية وتركيا من أجل الهيمنة على المعارضة السورية،  لأن السعودية تريد استخدام هذه الورقة ضد المعارضة التابعة لتركيا في إطار الصراع على اللجنة الدستورية والهيئة العليا للتفاوض

في حوار خاص لموقع رسالة بوست مع المحامي حسين السيد عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة سابقاً ،

حول الاتهامات التي طالت شخصيات معارضة، محسوبة على الإئتلاف ومنهم عماد الرشيد. ؟

ذكر السيد أن الدكتور عماد الدين رشيد ،ابن الجولان السوري المحتل،  شكل تياراً سياسياً في بدايات الثورة السورية ،سماه التيار الوطني السوري وضم إليه عدد من السوريين المقيم أغلبهم في الخارج منذ سنوات ، كالدكتور فداء المجذوب ومحمد علوش، خالد الصالح وأسامة شربجي، حسان الشلبي، رياض الحسن، كمال الزوادي، بدر جاموس، محمد علوش، أحمد إدريس الطعان…

وقد انضم البعض منهم إلى جميع الهياكل السياسية، والعسكرية في الثورة السورية ممثلين عن التيار الوطني السوري المذكور،

وذكر السيد قائلاً: من معلوماتي المتواضعة، حول عمل ذلك الفريق الذي كان بإدارة وتوجيه، الدكتور عماد بشكل رئيسي فقد كان لهم ربما سياسة خاصة في معالجة، الاستحقاقات السياسية للثورة السورية، والتي كنت أراها من وجهة نظري الخاصة انزياحاً عن الخط العام للثورة، وثوابتها، وكانوا يعتبرونها وغيرهم الكثير تكتيكات مسموح بها في العمل السياسي،

وكان أهم الملفات التي حصل عليها انتقادات واسعة وجهالة في المواقف لأعضاء ذلك التيار هي :

١- ملف الأسرى العلويين الذي تسلمه الدكتور فداء المجذوب، وتصرف به بدون الرجوع  للهياكل السياسية المنضوين تحتها ( المجلس الوطني السوري- الائتلاف ) .

٢- ملف قيصر والذي اعتبره الدكتور عماد وأعضاء التيار إنجازاً خاصاً بهم ،وهم أصحابه وهو من رتب له وأشرف عليه، وقبل انسحابي من الائتلاف في ٢٠١٥ على ما أذكر تمت دعوتي من قبل فريق التيار في مقر الائتلاف على جدول أعمال الفريق الخاص بقيصر وتسويقه بالشكل القانوني الصحيح .

٣- ملف جنيف ٢ ودور ممثل التيار، الدكتور بدر جاموس في تقديمه، مع بعض أعضاء الوفد في حينها لوثيقة التسوية، السياسية في سورية، والتي لم يذكر فيها كلمة واحدة عن بشار الأسد أو طلب رحيله ،

٤- دور الدكتور بدر جاموس مع آخرين، في الائتلاف وتشكيلهم نواة صلبة تتعاطى مع الملفات السياسية السورية، وتفرضها من خلال الاستقواء بسفراء الدول،  وربما الأجهزة في بعض الأحيان .

٥- ملف الفيز الخارجية التي حصل عليها الكثير من أعضاء التيار، من خلال الدكتور عماد، ويكاد يكون أغلب أعضاء التيار، قد تقدموا بطلبات للجوء إلى أوربا وحصلوا عليها تباعا.

وفي معرض رده على سؤال :

لرسالة بوست

پأن تكون هذه محاولة لشق صف الإئتلاف.؟

تحدث السيد أن الاستقطاب السياسي، الحاد بين المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات من جهة، وبين تركية وقطر من جهة أخرى، كانت سبباً كبيراً في إضعاف الثورة السورية ،

ولا شك بأن ذلك الاستقطاب سيلقي بظلاله على كافة الملفات السياسية، والعسكرية المتعلقة  بالقضية السورية.

أما فيما يتعلق بالمعارضة، فلا حاجة لشق صفها بعد كل هذه السنوات من الخلافات، والتباينات ،باعتبار بنية هياكلها الرسمية السياسية منها، والعسكرية بطبيعتها متباينة ولا بد من إعادة النظر فيها بشكل مغاير، فالصوت السوري الحر والمستقل للثورة السورية حالياً غير موجود في تلك الهياكل  والاجسام، ولا بد من العمل لإيجاده ،وزرع الأمل لدى الشعب السوري من جديد .

وحول سؤال للسيد أن هناك من  يعتبرها أي حديث “عكاظ” ورقة ابتزاز سعودية ضد المعارضة المحسوبة على تركيا. ؟

أجاب السيد ل”رسالة بوست”

لا أستطيع الجزم في ذلك، رغم أنه وارد جدا ،ولكن هيئة التفاوض التي اتخذت الرياض مقراً لها يرأسها عضو الائتلاف نصر الحريري، وهي ليست بأفضل حال من الائتلاف، الذي ارتضى أن يكون منصة فيها.

وفي السياق نفسه وفي حوار لموقع رسالة بوست مع المستشار مروان الكعيد رئيس مجلس القضاء في حلب سابقآ،

وفي رده على سؤال  وما رأيه بالاتهامات التي طالت شخصيات معارضة. محسوبة على الإئتلاف ومنهم الرشيد ؟

بحسب الكعيد ما قدمته هيئة الائتلاف للثورة السورية لم تلبِ طموحات الشعب  إلا أن هناك قامات ثورية محسوبة على تلك الهيئة ولها دراساتها الخاصة التي تجيز معها وجود الائتلاف وعمله في الوقت الراهن

وما ورد بصحيفة عكاظ للنيل من الدكتور عماد رشيد وغيره برأيي لا يعدو أنيكون موقفاً سياسياً للنظام الحاكم في المملكة للنيل ضد كل من يلقى الحماية والدعم من الحكومة التركية.

ولست بصدد الدفاع عن الدكتور عماد رشيد أو غيره فغني عن البيان الحلقات التي قدمها الدكتور رشيد على قناة العربية  وغيرها من القنوات المدعومة سعوديا والتي كانت حينها تناصر الثورة السورية وشرح فيها الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بناء على وثائق قيصر أو سيزر

وعن رأي الكعيد فيما يكون حديث “عكاظ ” هو محاولات سعودية لابتزاز المعارضة

ذكر السيد الكعيد أن صحيفة عكاظ التي تصدر بمدينة جدة بالسعودية لا يمكن أن تحيد عن النظام الحاكم في المملكة وما حصل للصحفي جمال خاشقجي ( رحمه الله) وولي العهد السابق وعلماء الدين الذين يقبعون في غياهب سجون المملكة من الشواهد لكل من يخالف أو يحيد عن النظام الحاكم في السعودية

وغني عن البيان عداء النظام السعودي للحكومة التركية

فمن البديهي أن هذا العداء والكره سيمتد الى المعارضة السورية التي تتلقى الحماية والدعم من الحكومة التركية

بالنهاية إن سبب بقاء بشار الأسد ،على قيد الحياة حتى اليوم، هو أنه يعيش على تناقضات المجتمع الدولي، واختلاف استراتيجيتهم تجاه  سوريا،

وهو في المقام نفسه المستفيد من التناقضات، التي يحاول كل من الروس والإيرانيين إخفاءها في ما بينهم، ناهيك عن اختلاف الدول العربية حول سوريا بين مؤيد ومتحفظ

وهو كذلك أي “الأسد” المستفيد الأكبر من انقسام المعارضات واختلاف الرايات ،وتعدد المسميات الفصائلية وارتباطاتها الخارجيه ،

 هذا بالتحديد الذي يبقي نظام الأسد، على قيد الحياة حتى اليوم،

الغريب أن مستقبل سورية يرسم الآن ،ونظام الأسد يترنح، ورأس الأسد في المزاد، كم هو معيب ومخز  أن لا نشاهد المعارضة بكامل أطيافها على قلب رجل واحد، وهم أي المعارضة التي تمثل أعظم ثورة في التاريخ، يلعبون بمصير السوريين،  وأخيرامن ذلك الشخص الذي لن يضيع دم مليون شهيد سوري ويكون رجلآ لهذه المهمة العاجلة .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى