مقالات

ترميم خاطئ لسمعة جنرال قاتل

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

بعيدا عن الفن ورسالته التي كانت سامية ثم أصبحت في الحضيض وفي قبضة الكاب ، شأن غالبية مجالات الحياة في الأنظمة العسكرية البغيضة ، وبعيدا عن الصراع الذي انتجه السيسي الانقلابي وبقصد كمبرر لوجوده وشرعيته ، سنوات سبع كانت كافية وشافية للإطاحة بسمعة وتاريخ سبعون عاما لمؤسسة الجيش ، كشفت الغطاء عن حقيقة الإله الذي صنعوه وقدسوه ليقف عاريا بعد سقوط كل أوراق التوت عن عواراته ، كشف الغطاء وخرج المستور والمسكوت عنه لسنوات طوال ، حين خان الأمانة وغدر ، وحين سفك دماء قطاع من الشعب ، وحين قيد الحريات وسجن عشرات الآلاف وقتل خارج إطار القانون بل وهتك الأعراض، وحين فرط في التراب الوطني بالتنازل عن تيران وصنافير، وحين فرط في شريان حياة المصريين وحقهم في مياه النيل ، وحين تنازل عن آبار شرق المتوسط، وحين فرط في القيادة والريادة لمصر الكبيرة القديرة بل دخل في تبعية الصهاينة وكفالة الخليج ، والأخطر من هذا وذاك هو تغيير عقيدته العسكرية ليكون العدو حليف وصديق ويعادي الأخ والشقيق ، هذا فضلا عن استيلاء الجنرالات على مؤسسات الدولة برا وبحرا وجوا ، رصيد بضع سنوات للمؤسسة العسكرية المصرية ، بالفعل سمعة المؤسسة العسكرية بحاجة إلى ترميم وإعادة تزكية وتطهير ، وبدلا من التصحيح والعدالة الانتقالية ورد اعتبار المظلومين وتعويض المتضررين وإعادة الحقوق ، كان العكس، لانه في غياب الحكمة والحكماء وسيطرة أنصاف الكفاءات، يكون الترميم في نفس الاتجاه الخاطئ، مزيد من السيطرة على الفن والدراما، فهل يعقل أن ترمم سمعة مؤسسة بمسلسل درامي، هل من المعقول لمن لديهم عقول ان المسلسل سيتجاوز صفحة ملطخة بدماء أبناء الشعب وصفوته من الشباب والعلماء والدعاة وأساتذة الجامعات أى عقول هذه وكيف تفكر ، والملفت ان نهاية المسلسل تزامنت مع العفو الرئاسي عن المقدم أمن دولة محسن السكري قاتل سوزان تميم بعد العفو السابق عن شريكه ومحرضه هشام طلعت مصطفى وأكبر بلطجي في مصر صبري نخنوخ ، فهل الرسالة هي ان منسي وإخوانه ضحوا بأنفسهم حفاظا على حياة القتلة والمجرمين ، السيسي اختزل مصر في الجيش ، ثم اختزل الحيش في شخصه ، ثم أراد أن يجمل وجهه القبيح ويزيل اثار دماء الشعب من على وجهه ويديه ، فاستدعي شخصية ضابط ليغسل به اوساخ لا تزول إلا بالقصاص ، وليس حتى بالعفو ، فلا احد يملك العفو عمن قتل وغدر وخان ،،، لك الله يا مصر ،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى