حقوق وحريات

توضيح لابدّ منه..

حسين السيد

محام وسياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

يبدو أنّ خداع وتضليل الرأي العام السوري مؤخرًا آخر الوسائل وألأدوات التي تطلقها أجهزة الدول لإجهاض ووأد الثورة السورية، وهي تستخدم في ذلك بعض الطبول والمرضى النفسيين وأصحاب الأنا المنتفخة للترويج عن معلومات ومعطيات مزيفة بعيدة عن الحقيقة والمصداقية.
والمؤسف ،أن هناك من يسوق لها بحسن نية!

فالتضليل الحاصل فيما يتعلق بالموقف الروسي والإيراني من قضية تخليهما عن الخائن بشار الأسد ،لا يغدو أكثر من خداع متعمد تقوم بهما أجهزة تلك الدولتين من خلال قنوات سرية ومراكز أبحاث ودراسات وعبر أدوات وشخصيات سورية، والبعض منها محسوب على المعارضة السورية ! والغاية الرئيسة من ذلك هو خداع الطرف المتلقي لتلك الأخبار والمعلومات، وانشغاله بها مرحليًا والتلاعب بالرأي العام السوري ،و تضليل كافة الجهات المعنية بمتابعة العمل الثوري والسياسي والعسكري للثورة السورية عن طريق خلق واقع مزيف ومغلوط، بما يؤدي إلى حصول الإقناع بما فيه الكفاية والقبول بعدها بتعويم الأسد وعصابته خلال المرحلة الانتقالية،وتثبيته بعدها من خلال الدستور والانتخابات الجديدة القادمة تحت ذريعة الخلاص الكاذب، وعدم إمكانية وجود البديل الذي يعيد سورية إلى الاستقرار والوحدة !

إنّ ما يقوم به البعض من تسجيلات صوتية رغبوية لا تخلو من تضخيم الذات والإدعاء بمعرفة خفايا القرار الدولي ،ومصير سورية والمآلات التي ستنتهي إليه يجب الالتفات عنها، فهي تتضمن الكثير من المعلومات المزيفة والمضللة ،وهناك من يدعم نشرها ونقلها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فيتم التسويق الدعائي والسياسي لها بإلحاح ملفت للانتباه، رغم كل ما تحمله من معلومات كاذبة مفبركة تضع الشعب السوري في حالة الاستكانة والتسليم لكل ما يخططه الآخرون.

إن إيقاع قوى الثورة السورية والشعب السوري بالعموم في سلسلة تلك الأفخاخ التي مارستها ؛وما زالت تمارسها أجهزة تلك الدول منذ سنوات، لهو خطر عظيم يجب التنبه إليه والحذر منه في كل محطة من محطات الثورة، واستحقاقاتها التاريخية، فقد استطاعت تلك الأجهزة- وبكل أسف – ومن خلال تلك التسريبات المضللة انتزاع السيطرة على معظم الأراضي السورية التي كانت خارج سيطرتها في وقت سابق حتى من دون اي خسائر أو قتال يُذكرْ.

“ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى