مقالات

الطيور في التاريخ

محمود الجاف

كاتب وصحفي عراقي
عرض مقالات الكاتب

الطَّائِرُ أو الطَّيْرُ وتُجمع على طُيُورٌ أو أَطيَارٌ : هي مجموعةٌ من الفقاريَّات التي تتميَّز عن غيرها من الكائنات باكتسائها الريش وامتلاكها منقارًا عديم الأسنان وبِوضعها بُيوضاً ذات قشرة خارجيَّة سميكة وتمتُعها بِقلبٍ رُباعيّ الحُجُرات، وهيكلٍ عظميٍّ خفيف البُنية، ومتينٍ في آنٍ واحد . تنتشرُ في كافة أنحاء العالم وتقطنُ جميع الموائل الطبيعيَّة . أصغرها هو طنَّان النحلة ويبلغ حجمهُ 5 سنتيمترات (إنشان) وأكبرها هي النعامة التي تصل إلى 2.75 متر (9 أقدام) تتربع على عرش طائفة رُباعيَّات الأطراف بوصفها أكثر المجموعات التي يُقدِّر عددُها بنحو عشرة آلاف نوعٍ تقريبًا . أكثر من نصفها ينتمي إلى رُتبة الجواثم أو العُصفُوريَّات الشهيرة أيضًا باسم الطُيُور الغرِّيدة .

تحدث القرآن الكريم عنها كآية من آيات الله تعالى في خلقها ولحمٌ طيبٌ يأكلهُ الإنسان، ورسلٌ تحمل البريد والعذاب والوعيد للمُعتدين كالأبابيل ومن آيات الأنبياء إبراهيم وعيسى عليهما السلام .. والطير الذي كان يُسبّحُ مع داود عليه السلام وجنداً مع سُليمان . وكلنا نعلم أن حق النعمة هو الشكر حتى تدوم . أما جُحودها وكُفرها فيُعرضها إلى الزوال . فهل قابلنا هذه النعم بالشكر؟ وهل اكتفى حكامنا بالسرقات ؟ كلا . لم نثق أو يثقوا في استمرار الرزق وتغلب عليهم حُب الدنيا وملذاتها فصاروا يكنزون المال خوفاً من انقطاعه ..

إن في ثقافتنا الكثير من الحيوانات التي اتهمت زورا ومنها الذئب في قصة يوسف . لكن الله فضح إخوته لأنهم وضعوا على قميصه دماً كاذباً ونسوا أنّ له أسناناً كانت لتمزقه قبل أن تصل إلى لحم المقتول، واليوم يُتهمُ الحمام –  هذا الطائر الجميل الرقيق الذي تطاردهُ العيون في حله وترحاله – بأنه سرق 752 طناً من الحبوب . وكشفت الأقمار الاصطناعية أنه قد أنشأ جسرا جويا بين السايلو ومربيه الحقيقي خامنئي … هذا الرجل الذي يحمل أشد الأفكار كذبا ودموية وحقدا وإجراما عرفها التاريخ، وغلفها بالدين من أجل أن تذوق وبالها البشرية جمعاء . لم تنج منهم حتى هذه الكائنات التي لا تملك سوى الفضاء والبيئة التي تقضي فيها أوقاتًا عصيبة بين البحث عن الطعام او المطاردات مع النسور والصقور الجارحة التي تحاول افتراسها ولهذا جعلتها بعض الشعوب رمزًا للسلام والتفاؤل .

يتعرض الأشخاص والشعوب إلى العديد من الشخصيات الساخرة التي باتت تصرفاتهم مُزعجة وقد يعجز الفرد عن الإجابة عن سؤال . كيف تتعامل معهم ؟ هل التجاهل هو الأفضل؟ أم الرد بالأسلوب نفسه؟ وقد قدّم الباحثون في علم النفس خطواتٍ عمليّة للإجابة عن هذا السؤال ؟ منها : تجنب التفاعل مع الطاقة السلبية التي يبثها الشخص من خلال إشغال النّفس وإلهائها بفعلٍ ما كالكتابة مثلًا حتى يُنسى . أو سؤاله عما إذا كان هناك أمر ما يُزعجهُ وسيكون ذلك خطوة ذكية لإسكاته أولًا، ثم الحصول على حلّ لهُ على المُستوى البعيد ثانيًا . وفي حال لم يجد الساخر نفسهُ مُستعدًّا للاستماع للنصيحة بل يزداد تماديًا فلا بدّ على مَن يُستهزأ به من إظهار حدوده الشخصيّة بصريح العبارة مع بعض الجديّة أمام الناس وتجاه الشخص نفسه في الحالات التي سيضعه فيها في موقفٍ مُحرج ويدفعهُ الى تجنب تكراره في أماكن أخرى .

أما على مُستوى الدولة فإن الإصلاح لا يُمكن أن يتحقق إلا عندما تتوفر الإرادة على التغيير لدى عامة الناس والبداية تنطلق من الدائرة الأصغر فالأكبر . النفس ثم العائلة ثم المُجتمع ثم الأمة وكسر حاجز الصمت الناتج عن الخوف والرعب وضعف الوعي ؛ لأن من أهم أسباب انتشار الفساد الاجتماعي والإداري والسياسي هو سكوت الناس عما يحدث .

 إن عدم المطالبة بالحقوق ناتج عن فقدان الأمان وعدم القدرة على البوح والشكوى وغياب الاستعداد النفسي لمواجهة النتائج المترتبة على ذلك . ومجتمعاتنا للأسف قائمة على العادات والتقاليد القبلية والعائلة الكبيرة ومكانة الشيخ أو كبير العائلة وعلى الصغير الاحترام وعدم النقاش والانتقاد حتى لو كان يُؤدي إلى ضياع الحقوق كما تنتشر حالة المُجاملة في التعامل وعدم الصراحة والازدواجية في الشخصية داخل الوطن وخارجه!

وهذا هو أحد أسباب تخلف مُجتمعاتنا دينيا وعلميا وفكريا واقتصاديا وعدم بناء دولة وما الفساد الإداري والفقر والتشدد الديني والعصبية المذهبية وشيوع السرقات والاغتصاب وعدم احترام القوانين وزيادة معدلات الانتحار .. إلا نتائج  ذلك . والعلاج مسؤولية مُشتركة انطلاقا من المنزل وتعميم المُساواة والعدالة والوعي بالحقوق الوطنية وتفعيل لجان حقوق الإنسان والحريات الإعلامية والمُحاسبة وإعطاء فئة الشباب مساحة واسعة من التعبير والنقد فهُم مُستقبل الأمة .

 الخنوع ساهم في صناعة مُجتمع سلبي فاقد للوعي والحيوية ولا خيار أمام أفراده سوى التحرك للمُطالبة بحقوقهم وسن قوانين المُحاسبة ومنها من أين لك هذا؟ لكل مسؤول في الدولة والكبير قبل الصغير … يجب أن لا ننسى التصريحات التي أطلقها وزير النقل حول مطار الناصرية وكيف كان عمله قبل 5000 عام قبل الميلاد ولا ما قاله الشهرستاني حول تصدير الكهرباء الفائض في 2013 وملف النازحين والمُعتقلات والمُعتقلين وصخرة عبعوب ودبي زرق ورق وجرف الصخر وغرق العبارة في الموصل وضحايا الحويجة وجامع سارية والجروح كثيرة لاتعد ولاتحصى، فلا تعجبوا من اتهام الحمام فقد بلغ بهم الاستهتار حد الاستهزاء بنا لأنهم يعرفون أن لا أحدا يفتح فمه فالملالي ودينهم العفن الذي جيء به لتدمير الإسلام يُحلل لهُم كل الموبقات وأسهلها السرقة والعيب فينا لأن الكثيرين منا سكتوا عن الاحتلال والاعتداء على الأعراض وإذلال النساء والرجال والأطفال الذين تحولوا إلى مُتسولين وعن الدفاع عن كل القيم التي انتهكوها وصرنا عبيدا لملذات الدنيا وألِفنا الذُل والقادم أسوأ لأن من أمن العقاب أساء الادب .

أيها الشعب الطيب … لا تنسوا أن العمائم أكلوا العراق قبل الحمائم

وأن القوى الصليبية والصهيونية هُم الحُماة الحقيقيين لهُم وحاولوا أن تتذكروا ما قبل 2003 كيف أن طفلا لو عطس في أقصى الشمال أو الجنوب ستتناقل كافة وسائل الاعلام أخباره وأي خطأ يقع فيه جندي أو شرطي بسيط تعتبر الدولة مُذنبة وإذا ألقي القبض على مُجرم واحد تنقل فورا لكل الدنيا على أنه انتهاك لحقوق الإنسان وتتناقل الألسن دوما أقسى وأقوى الإشاعات والأمم المُتحدة جاهزة لاتخاذ القرارات . ولكن الآن الكل في صمت … رغم كل ما جرى ويجري  وسيجري .

فكروا وحاولوا اكتشاف السبَب والحَل ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى