أخبار

صحيفة تركية: بعد سوريا.. سنكون وجهًا لوجه مع الروس في ليبيا

سلطت صحيفة “يني شفق” التركية في مقال لها الضوء على تصاعد التوتر بين أنقرة وروسيا في ليبيا عقب هزيمة حليفها اللواء المتقاعد خليفة حفتر مؤخرًا أمام قوات حكومة الوفاق في طرابلس.

وقال الكاتب التركي “محمد أجات” في مقاله نشرته الصحيفة تحت عنوان “بعد سوريا.. هل سنكون وجهًا لوجه مع الروس أيضًا في ليبيا؟” نقلا عن مسؤول رفيع أن “الروس قد أسسوا خطًّا جويًّا يمتد من قاعدتهم حميميم في سوريا إلى ليبيا”.

وأضاف “بعد يوم فقط من هذا التصريح وصلت الأخبار من ليبيا تحدثت عن إرسال الروس 8 مقاتلات انطلقت من قاعدة حميميم الجوية بسوريا، لتحط في قواعد جوية تابعة لميليشيا حفتر في طبرق والجوفة بليبيا”.

وتابع: “يجب أن تتم قراءة الاجتماع الأمني الذي عقده الرئيس أردوغان يوم الأربعاء الماضي في قصر هوبر بإسطنبول بالأخبار المتعلقة بليبيا.

وأكمل “من الملاحظ أن حفتر الذي يعاني من حالة غضب جراء المناطق التي فقدها طيلة الأيام السابقة، وجد الجرأة من خلال المقاتلات التي أرسلتها له روسيا، كي يبعث بتصريحات تحمل تهديدات لأنقرة”.

الجواب من أنقرة لم يتأخر، حيث صرح مسؤول تركي رفيع المستوى، بأنّ “أي استهداف للأفراد الأتراك يمكن أن يقابل بشن هجمات انتقامية، بما في ذلك هجمات ضد مقر حفتر”.

وأوضح كاتب المقال “حينما صرحت أنقرة العام الماضي بأن ميليشيا حفتر ستكون هدفًا مشروعًا لها، سارع ذلك الانقلابي على الفور إلى إطلاق سراح المواطنين الأتراك الذي كان قد اعتقلهم. ما يعني أنه حصل حينها على الجواب بشكل دقيق”.

وفي الحقيقة لا يختلف اليوم عن الأمس في هذا الصدد. إلا أن المشكلة التي تبرز الآن في هذه المعادلة الجديدة، هي أن الروس يظهرون في ليبيا بنوع جديد من التحدي إضافة إلى تهديدات حفتر.

وأشار الكاتب إلى أن ليبيا قد تعود إلى حالة سوريا فيما لو دخلت المقالات الروسية على الخط.

وأضاف “حينما يتحدث المسؤولون الأتراك عن إنشاء روسيا لخط جوي بين قاعدة حميميم بسوريا وبين ليبيا، فإن هذا سرعان ما يعيد لأذهانهم الحالة السورية. تمامًا كما حدث في سبتمبر/أيلول 2015 عندما دخلت روسيا بعتادها الجوي بطريقة وحشية متجاهلة كل قوانين الحرب كي تدعم نظام الأسد، ولتستطيع تغيير المعادلة في سوريا في النهاية”.

ونوه إلى الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزيري الخارجية التركي والروسي، حيث تناولا الملف الليبي وآخر تطوراته.

الأخبار التي تناولت الاتصال تحدثت عن اتفاق في وجهات النظر بين الطرفين حول ضرورة تطبيق وقف عاجل وفوري لإطلاق النار.

وتساءل الكاتب التركي هل الروس بالفعل يريدون وقفًا لإطلاق النار، أم هناك نية أخرى مبيتة؟؛ هذا ليس واضحًا بعد.

وخلص الكاتب في ختام المقال إلى أن “الشيء الواضح الآن، هو أن تركيا وروسيا كما الحال في سوريا، ليسا على أرضية مشتركة في ليبيا كذلك، وبالتالي هذا الوضع يجلب معه مخاطر عديدة”.

وكانت تقارير غربية أكدت اليوم ،السبت، وصول طائرات روسية حربية إلى قاعدة “الجفرة” الليبية، تزامنًا مع التطورات العسكرية الأخيرة.

وذكر تقرير نشره موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي أن وصول الطائرات الروسية يحمل رسائل تتجاوز مجرد دعم حفتر بعد هزائمه الأخيرة، مضيفًا أن “الهدف الحقيقي هو محاولة ردع تركيا، بعد أن قلبت المشهد في ليبيا رأسًا على عقب”.

وجاء ذلك بعد تصاعد التوتر بين تركيا وروسيا في ليبيا بعد تدمير طائرات تركية منظومة الدفاع الجوية الروسية “بانستير” إضافة إلى التقدم الكبير لقوات حكومة الوفاق على حساب ميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مناطق محيطة بالعاصمة طرابلس.

الدرر الشامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى