تحقيقات

إعلام “كنّا عايشين” يواصل كذبه

فراس العبيد – رسالة بوست

السلام عليكم أيها السادة أمدكم الله بالهناء والسعادة:

وضمن السلسلة الشهيرة “كنّا عايشين”، في “حظيرة اﻷسد”، يواصل اﻹعلام الرديف، والذي تديره أقبية الظلام المخابراتية، بث الرسائل، والنعيق المكرر.

وبغض النظر عن مسمى تلك المواقع، التي تمرر بين سطورها يومياً، الفارق الكبير بين “عيشة الناس” قبل وبعد “المؤامرة على سيادته”، والتركيز على فكرة “وين كنا… وين صرنا”، توكل اﻻتهامات للمعارضة.

الملفت أنّ السيناريوهات التي تقدم تحمل طابع درامي تراجيدي، أشبه بالمسلسلات “المكسيكية”، من نموذج تلك العبارة؛ “باع كل شيء .. بيته .. غرفة نومه .. حتى صحون المطبخ.. ثم جائني مودعاً بعد أن أراح كتفه من “كيس خيش” فيه كتبه”.

أو تلك العبارة التي تقول؛ “لأني أريد أن أشرب ماء مثلّج.. أربع سنوات لم تأت الكهرباء ولم أشرب ماء بارد يا رجل، إفهمني لا أحد يفهمني هنا. لم تسقني هذه الحرب سوى الماء الـ….”.

أو تلك الصيغة المملة التي تكررت؛ “لأنك مثلي ضحية حرب لم تكن طرف فيها ، وفوق كل ذلك خسرنا كل شيء، و(هم) ربحوا كل شيء. أنظر كيف سرقوا أسلاك الهاتف يا رجل، ودمروا هذا الوطن. ثم أشار بيده الى حفرة قامت عناصر تتبع لاحدى فصائل المعارضة المسلحة بصنعها وسرقة خطوط الهاتف منها لبيعها.

أترك الحديث ياسادة للفنان “ياسر العظمة” صاحب الموقف المجهول من الثورة، في سلسلته الشهيرة “مرايا 88” ولوحة “يوميات مواطن”، وأغنية “مافي نتيجة يوميا عم يقطعوا الكهربا والفيجة” مروراً بـ”نوري طبشورة في مشفى المجانين” وغيرها، حتى نفهم “كيف كنا عايشين”.

تلك اللوحات التي جسدت المشهد السوري وحياة الناس، للصغار التي لم تحيا في “حظيرة حافظ أسد”، أمّا العجائز مثلي، فالذاكرة ممتلئة، بما هو أبشع، من مثال “خلع حجاب النساء زمن رفعت أسد”، وصوت جدتي التي منعت والدي من اصطحابي معه إلى صلاة الفجر، “يول لا تعلموا هالشغلة”، وذهب والدي ولم يرجع إﻻ بعد دفع “المعلوم” و”حفلة ثقافية ومدرسة فكرية” كما يصفها ذاك المنشق عن “فرع الخطيب/فرع ناصيف”، ولا أحب تلويث قلمي باسمه.

وعلى مبدأ أن الشيء بالشيء يذكر، كل فرع مخابرات يحمل اسم طاغيته، فرع ناصيف، ودوبا، والصافي، والقائمة طويلة.

وما بين كل مسجد ومسجد في حي العفيف مسجد، كان هذا في عهد قبل الأسد، وحين توﻻنا أصبح بين كل نفسٍ ونفس يخرج من صدرك، مخبر، ولكن “كنا عايشين”.

ومنعا للإسهاب واﻹطالة، هلل اﻹعلام الموالي، للاستقالة الثانية من مجلس إدارة سيرياتيل، بعد أن نشرت سوق دمشق للأوراق المالية، إفصاحاً يفيد باستقالة محمد الجلالي من عضوية مجلس إدارتها، وتأتي هذه الاستقالة بعد يومين من استقالة إيهاب مخلوف الذي حل محله علي مخلوف ابن رامي.

وحتى نعرف أيضاً “للشهود الحاضرين اليوم”، كيف “كنا عايشين”، فقد عيّن محمد الجلالي (وزير الاتصالات والتقانة السابق) عضواً في مجلس إدارة سيرياتيل ليحل مكان همام الجزائري (وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السابق) الذي استقال في 29 أيلول من العام المنصرم. علماً أن محمد الجلالي وهمام الجزائري شغلا مناصبهما الوزارية خلال نفس الفترة من27 آب 2014 إلى 3 تموز 2016 ضمن حكومة الحلقي.

كما يشار إلى أن شركة MTN سوريا المساهمة المغفلة أعلنت بتاريخ 10 أيار الجاري عن استقالة ثلاثة أعضاء من مجلس إدارتها، من بينهم رئيس مجلس الإدارة محمد بشير المنجد الذي شغل أيضاً وزيراً للاتصالات والتقانة.

ما يعني أن “البيضة والتقشيرة” كانت ضمن قسمة إرضاء السادة الوزراء بعد نفيهم من مناصبهم “على خلفيات مجهولة وﻻ نضع واحداً منهم في ذمتنا”، إلى مجالس إدراة شركات “آل مخلوف_اﻷسد”.

وتصبحون على وطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى