مقالات

آمال وآلام

مطيع السهو

سياسي وكاتب
عرض مقالات الكاتب

تقوم الشعوب بثورتها على الظلم ،ويحاربها الأعداء تشويهاً وتحريفاً، وان العقل الجمعي للجماعة أبعد ما يكون عن الخطأ، وهذا مدار عصمة الأمة والجماعة، وواهم من يتهم ثوبها بالدنس والتشويه

خرجت جموع السوريين في مطلع ربيع عام 2011م تصدح بنداءات التغيير، تثور على واقع أليم، تنشد الكرامة والحرية، وتنقلب على الاستبداد والاستعباد.

خرجنا بكل براءة وعفوية، ودون أن نقرأ الكيد السياسي من النظام العالمي المقيت، الذي ما زال يدعم العصابة المجرمة في دمشق.

لم نخرج قط لتدمير بلدنا، ولا لتخريب بيوتنا، ولا لفقد أعزائنا، ولا قتل فلذات أكبادنا، ولا استلاب أعرضنا.

أردناها ثورة سلمية، فدس الإجرام أصابعه في الميدان، ليخرج صورة الطهر الحقيقي عن مضمون الثورة، ويلبسها ثوب الإرهاب والتطرف والدمار.

دافعنا عن حقنا في تقرير مصيرنا، فوقف العالم كله ضدنا، ولن نحيد عن تحقيق أهداف ثورتنا مهما بلغت التكاليف.

لقد انكسر حاجز الخوف، وانطلقت كلمة الحق تجول في ميدانها، تصارع الباطل المسلح من قوى العالم العظمى، وكان الفيتو بالمرصاد للشعب السوري، في مسرحية هزلية مكشوفة، وتبادل أدوار بين أقطاب دول مجلس الأمن الخمسة.
إن أعداء الثورة جندوا باسم ثورتنا، وتحت علمها، وبلباس جيشها الحر، وفي أقبية السياسة عملاء أسافل، أعملوا معول الهدم في حصنها، وردموا على الطريق إلى دمشق العقبات الكؤود التي أرهقت المسيرة وأطالت الأزمة.

لقد انهزمت العصابة في دمشق، فجاءت بأزلام إيران، ثم جاءت روسيا بكل حجمها بتمويل عربي للأسف للقضاء على
ثورتنا العظيمة.

نحن لم ننكسر قط، ولم تفت بعزيمتنا عواصف الليل الطويل، وكواليس السياسة المارقة من مرتزقة الأقنعة السوداء والبيضاء والصفراء، وان الشعب السوري لديه من العظماء الذين ما زالوا يعملون ليل نهار دون كلل أو ملل، لتحقيق الهدف الكبير، الذي خرجت لأجله الجماهير، وعنه لن تحيد ولا تقيل ولن تستقيل.
لقد كشفت الأيام أقلاماً زيوفاً كتبت للباطل وناضلت من أجله، وهذه آثارهم فضحتهم في قارعة الطريق.

ستلتقي الجموع الثائرة قريباً جداً، وتصطف النخب في صفها الأمامي لتقود أمتها التي تنتظرها منذ زمن، فنحن لن نستسلم ننتصر أو نموت.
لن تقوى قوة في العالم مهما عظمت أن تردنا، ولن تستطيع أن تثنينا عن هدفنا الذي خرجنا من أجله، وسيندحر هذا الوضيع في خم عمالته وسفالته، وسيرتفع نشيد النصر عالياً، من فوق قاسيون، وإن غداً لناظره قريب.

نحن أمة لا تعرف اليأس، ولن تنظر للمخذِّلين الضعفاء، طريق ثورتنا طويل، وثورة البناء بانتظار كل الشرفاء، ولن نسمح أبداً لمتسلق عميل أن يصادر ثورتنا، وستعرف الأبطال منا وجوه الرجال من الأنذال، وإن رحم الثورة يعرف أبناءه، وللدعي المخاتل العار والهوان.

يا شعبنا السوري العظيم
ما لم نمتلك قرارنا السياسي السيادي الثوري السوري، فلن نستطيع أن نقارع العدو ظاهره وباطنه، وما يحيك من مؤامرات لتفريغ الأيام من تضحياتها، وستطول السنين في تيه جديد ينشد الكرامة المفقودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى