دين ودنيا

فتوى حول صلاة العيد

الـحَسن ولد ماديكْ

باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة
رئيس مركز إحياء للبحوث والدراسات
عرض مقالات الكاتب

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومَن وَالاهُ، وبعد:
فإن مِن مظاهرِ الهزيمة واختلالِ الموازين والمفاهيم وقُصورِ التصور حِرْصَ المسلم المعاصرِ على إقامةِ الشعائر الجماعيّة في الإسلام كصلاة الجمعة والعِيدَيْنِ والحج والعمرة في مرحلة الاستضعاف وغياب أُفُقِ تجاوُزِه.
ولا يُفَرِّقُ المسلم المعاصِرُ الحريصُ على إقامة الشعائر الجماعيّة في الإسلام بين مرحلة الاستضعاف والتشرُّدِ وبين مرحلتي الدِّفاعِ والتمكينِ.
ويتَـجَلَّـى ولا يَـخْفَى قُصورُ التسويَةِ بين مرحلة الاستضعاف والتَّشرُّدِ والصغار التي يعيشُها المسلمون اليوم وبين مرحة الدفاع أو التمكين.
ويلزَمُ الفروعيين فقهاءَ الوَرَقِ والوَرِقِ وهم يُـخَدِّرون الحاكم الوطنيّ بضرورة إقامةِ الشعائر الجماعيّة في الإسلام كصلاة الجمعة والعِيدَيْنِ والحج والعمرة القَوْلُ بصحّة مذْهب دُعاةِ التكفير والتفجير الحريصين على إقامة الشِّقِّ الثاني من الشعائر الجماعيّة في الإسلام كإقامة الحدود وإعلان النفير والقتال في مرحلة الاستضعاف وتشريد الشعوب وتثْبيتِ آلاف الأحرار ومئات الأخيار مقهورين يتلذّذ بتعذيبهم في مراكز الاختطاف السِّرِّيَّة رِجالُ خوْفٍ لا يفقهون أنهم بشَرٌ يُتاحُ لهم أن لا يكونوا شياطينَ.
وكان الاكتفاءُ ببعضِ التكاليف الجماعيّة وطَمْسِ بعضِها كإقامة الحدود وإعلان النفير والقتال سببا مباشرا لظهور التطرُّفِ والتكفير والتفجير بعد ظاهرة التعذيب في السجون الوطنية، وسببا آخر لنشأة الإسلام السياسي.
ولقد تنزَّلت سورة الكوثر ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ في بداية العهد المكي، وتنزل قوله تعالى ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾[الأعلى 14 ـ 15] في مكة قبل الهجرة، فكانتا صريحتين في صلاة العيدَيْنِ، وتعلَّقَ بمانِع الاستضعاف تمثُّلُ النبيِّ الأمِّيِّ صلّى اللهُ عليه وعلى ءالِه وسلّم الخطاب بهما سنين متتابعة حتى نشأ المجتمع المدني في المدينة في السنة الثانية بعد الهجرة ودخل مرحلة الدِّفاعِ مرحلة القيام بالتكاليف الجماعيّة.
وأفْتِـي بِضرورة إلحاق صلاتي الجمعة والجماعة بالتكاليف الفرديّة لحاجة مجتمعاتنا المسلمة إلى التذكرة والوعظ.
وأعجبُ مِن تكلُّف الفروعيين القولَ بجواز تعليق الجمعة والعيديْنِ في المساجد بسبب انتشار الوباء.
وفي صلاة العيد مظاهرُ فَرَحٍ ونَصْرٍ وعِزٍّ شُرِعَ فيها التكبير والزكاة والاحتفاءُ، فأيُّ فرَحٍ ونصْرٍ للمسلِمِ المعاصِرِ تشرِيدَ شعوب كاملة وتحريقَها وتهجيرَها؟ وأيُّ فَرَح ونصْرٍ للمسلمِ المعاصِرِ تثْبِيتَ آلاف الشباب والفتيات الطاهرات واغتصابهن وهنّ في قَعْرِ مُظلِمَةٍ لا حياءَ فيها ولا كرامة ولا كرامةَ؟ وأيُّ فَرَح ونصْرٍ للمسلمِ المعاصِرِ فِتَنًا كقِطَعِ الليلِ الْمُظْلمِ تخلَّلَتِ البيوتَ؟ وأيُّ فَرَح ونصْرٍ للمسلمِ المعاصِرِ نَهْبَ الأموالِ العموميّةِ وفسادَ التسييرِ ومكافأةَ سدَنَةِ الفسادِ بإمدادِهم بالوظائف والتكريم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى