مقالات

إنسحاب أم إعادة تموضع؟

محمد علي صابوني

كاتب وباحث سياسي.
عرض مقالات الكاتب

سبق أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن نية واشنطن الانسحاب من “اتفاقية السماوات المفتوحة” المبرمة بين الغرب وروسيا عام 1992 والتي بدأ العمل بها في أول كانون الثاني/يناير 2002
والاتفاقية التي وقعت عليها 34 دولة تسمح لجيش كل دولة بإجراء طلعات مراقبة جوية فوق أراضي الدولة الأخرى بعد وقت قصير من إعطاء إشعار بذلك.
لكن ترامب اليوم عاد وأثار الموضوع مع اتهامه لموسكو بخرق الاتفاقية ، ويبدو أن الإدارة الأمريكية جادة هذه المرة خاصة بعد تصريح ترامب، بأن بلاده لن تعود إلى المعاهدة إلى أن تفي روسيا بمسؤولياتها تجاه الاتفاقية.
وأضاف : “هذه فرصة عظيمة لعقد صفقة جديدة”. !!!
وأعرب عن اعتقاده بأن روسيا ستعود لإبرام صفقة جديدة مع الولايات المتحدة في هذا الشأن.
وفي ذات السياق، أعلن المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في “فيينا”، أمس الخميس، أن واشنطن قررت وضع معاهدة الأجواء المفتوحة “تحت رحمة السكين”، وأن هذه الفكرة تعود إلى الولايات المتحدة نفسها.!!
حيث صرح “أوليانوف” لوكالة “سبوتنيك” الروسية “بأن الولايات المتحدة قررت وضع اتفاق آخر متعدد الأطراف لتحديد الأسلحة تحت رحمة السكين، وهذه المرة اتفاق تعود فكرته إلى الولايات المتحدة نفسها. ففي العام 1955 أطلق الرئيس “ايزنهاور” مبادرة لمراقبة جوية مقننة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي”.
وأكدت الخارجية الروسية من جهتها أن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة “الأجواء المفتوحة” خطوة مؤسفة، لأنها الوثيقة الأساسية لضمان الثقة المتبادلة في أوروبا.
يبدو أن عهد ترامب شهد ويشهد وسيشهد تطورات جديدة في السياسة الأمريكية ولا أقول “تغيّرات” فهناك ثوابت عهدناها في سياسة واشنطن ليس بمقدور رئيس من الرؤساء الأمريكيين أن يبدّلها أو أن يحيد عنها ، لكن الجديد في سياسة الإدارة الحالية هو الأسلوب في التعامل مع المستجدات والزيادة في حدة اقتناص الفرص واستغلال الظروف المواتية إلى أقصى ما يمكن التوصل إليه والإجهار بكل ذلك على طريقة ((على عينك يا تاجر))
خاصة إذا ما استذكرنا انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني في أيار/ مايو عام 2018
وانسحابها رسمياً من “اتفاقية باريس للمناخ” في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019 ، وقد أعربت فرنسا حينها عن “أسفها” لهذا القرار الأمريكي
لكن يبدو أن هدف الإدارة الأمريكية من تصريح “ترامب” الجديد هذا هو إنجاز “اتفاقية جديدة” .. لكن بشروطٍ وإملاءات أمريكية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى