مقالات

معركة الوعي (بين التطبيع والتركيع)

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

منذ بدأت الانتفاضة الفلسطينية المباركة في ال 8 من ديسمبر 1987 وكانت نقطة التحول في الفكر الإستراتيجي للكيان الصهيوني ،، الذي صدم بأطفال يتصدون للدبابات والجنود المسلحين،، العالم أسماهم أطفال الحجارة بدلا من أطفال المساجد،،حتى تبقى المساجد خارج حلبة الصراع وتبقى ميكرفونات الأنظمة حاضرة ،،

بعد 5 سنوات من التخطيط الصهيوعربي وفي العام 92 بدأ التنفيذ في مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في داكار بالسنغال باسقاط الجهاد كمصطلح من القاموس العربي لأنظمة الحكم وبدأ العبث بالمناهج الدراسية بريادة مصرية لوزير التعليم المصري آنذاك الدكتور حسين كامل بهاء الدين الذي أعلن أنه سيحارب التطرف والإرهاب من التعليم الأساسي.

في العام 2008 وبعد حرب حزب الله ضد إسرائيل بعامين والتي اتضح أنها تمثيلية بين ذراع الصفيونية في مواجهة الصهيونية للتغطية على ترتيبات قادمة فضحتها الثورة السورية فيما بعد، تم إسقاط مصطلح المقاومة، وفتح المجال لمصطلحات الصواريخ العبثية، ومواسير حماس ،وتحميل المقاومة مسؤولية ما تعانيه غزة ،وليس تحميل المسؤلية للمحتل الغاصب والجوار العربي الداعم.
ثم كانت ثورات الربيع العربي التي أعادت الملف الفلسطيني والعلم الفلسطيني، بل وشعارات المقاومة والجهاد إلى المقدمة مرة أخرى، وكانت من أسباب انتفاض الثورات المضادة التي أدارتها إسرائيل ومن خلفها الخليج خاصة الإمارات والسعودية والبحرين، وبدأ يخرج للعلن المشروع الصهيو خليجي بقيادة محمد بن زايد ،وغلمان الخليج يديرون المنطقة لصالح إسرائيل مع صببان العسكر في مصر وليبيا والسودان واليمن وغيرهم .

من بعد العام 2013 تم إسقاط حق التظاهر ،وأصبح محرمًا بل تحول إلى مواد دستورية وقوانين شرعتها برلمانات الأجهزة الأمنية ( قرابة 20 ألف مصري في سجون السيسي بهذه التهمة فقط ) وفي دول الخليج تصل عقوبة التظاهر أو مجرد الدعوة إليه إلى إسقاط الجنسية ،وربما الإعدام بتهمة محاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض !

على الخط الموازي يقوم عدد غير قليل من التيار العلماني العربي بالتشكيك في ثوابت دينية، وحقوق تاريخية للشعب الفلسطيني، هذا فضلاً عن الدراما العربية الخاضعه للأجهزة الأمنية و التي ظهرت بوضوح في شهر رمضان الداعية علنًا للتطبيع مع إسرائيل في الكويت ،وباقي دول الخليج ومصر ،،

يدخل على الخط بامتياز مشروع تجديد الخطاب الديني (الإسلامي فقط) وهو المشروع الاستراتيجي للسيسي شخصيًا والذي يسوق فيه المؤسسات الدينية المصرية رغما عنها في هذا الاتجاه وما عرضه صراحة رئيس جامعة القاهرة الدكتور الخشت ومن خلفه التيار العلماني معلوم لكل متابع،،

هذا هو محور الصراع الدائر في بلدان العرب وحكامهم وكلاء إسرائيل ضد المعارضة العربية والكيانات والشعوب ذات الهوى والهوية الإسلامية .

من هنا يظهر بوضوح حاجة الشعوب لمنصات فكرية لنشر الوعي وتوضيح الرؤى وتدقيق وتوثيق الوقائع لتبقى الشعوب حاضرة باسلامها بل وحاسمة في حلبة الصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى