دين ودنيا

زكاة الفطر

شُرعت زكاة الفطر مع صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة. ودليل مشروعيتها خبر ابن عباس رضي عنهما، قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين …) و غير ذلك من الأخبار التي أفاد مجموعها وجوب صدقة الفطر على كل مسلم .
حكم زكاة الفطر :
ذهب الجمهور إلى أن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، عاقل أو مجنون؛ ويشترط لوجوبها أمران: الإسلام، ومُلْكُ النِّصِاب .
على من تجب؟ :
تجب زكاة الفطر على كل من مَلك قوته ،وقوت من تلزمه نفقته،ليلة العيد ويومه،من ولد صغير أو غير عاقل.
ويُلزم الأب بفطرة أبنائه الصغار حتى البلوغ، فإن أصبحوا من أهل التكليف، فلا يجب عليه إخراج الزكاة عنهم؛ وإذا كان للصغار مال، فتجب الزكاة في مالهم، ولا تجب في مال الأب.
والراجح عند أهل العلم،أن الدَّيْن ليس مانعًا من زكاة الفطر . وهي تجب في مال الزوجة، وفي مال الوالدين.
وقت إخراجها:
يجب إخراجها عند غروب شمس ليلة عيد الفطر، ولا تسقط بتأخير أو موت بل تبقى في الذمة حتى تؤدى .
وقالوا: يجب إخراجها قبل صلاة العيد، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( أغنوهم عن الطلب هذا اليوم ) ؛ فإذا أُخِّرت فهي صدقة من الصدقات ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) ، وذلك لفوات المعنى المقصود منها، وهو دفع حاجة الفقراء والمحتاجين .
جنسها ومقدارها :
إن الجنس الواجب إخراجه يكون من قمح أو شعير أو تمر، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ( كنا نُخْرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، صاعًا من طعام، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعاً من زبيب …) رواه البخاري و مسلم .
والأنسب، أن تُخْرج زكاة الفطر من غالب قوت البلد، لما في ذلك من مصلحة لدافع الزكاة وللفقير معًا .
ومقدار الواجب إخراجه، صاع من البُّرِّ،أو الشعير، أو التمر.
والصاع عبارة عن أربعة أمداد ، والمدّ هو ملء كفي الانسان البالغ المعتدل.
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين” أنه تم العثور على مدّ حسان بن ثابت الذي كان يستخدم أيام الرسول عليه الصلاة والسلام”.
والصاع وحدة حجم لا وحدة وزن فهو كالليتر لا كالكيلو غرام،وبالتالي يختلف وزن الصاع باختلاف محتواه وقد قدر بعض أهل العلم أن وزن صاع القمح يعادل ٢٠٤٠غ، ووزن صاع الأرز ٢٣٠٠غ ووزن صاع التمر١٨٠٠غ، ومن زاد بالوزن فهو خير إن شاء الله.
وهي تدفع إلى الفقراء والمحتاجين، ولا يجوز دفعها إلى من تجب على الإنسان نفقته .
ويجوز دفع زكاة الفطر لفقير واحد، أو عدة فقراء؛ والأولى دفعها إلى الأقرباء، الذين لا تجب نفقتهم على المزكي .
وقد أفتى عدد من أهل العلم ومنهم ؛ أبو حنيفة بجواز إخراج قيمة زكاة الفطر نقدًا إذا كان في ذلك مصلحة للفقير وبخاصة في وقتنا الحالي ،حيث المال أكثر فائدة للفقير من الطعام ،لقوله صلى الله عليه وسلم: ( أغنوهم عن الطلب هذا اليوم ) .
الحكمة من تشريعها:
شُرعت زكاة الفطر لحِكَمٍ عديدة؛ منها: جبران نقص الصوم؛ فهي كما في الحديث: ( زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث ) وقال بعض أهل العلم: زكاة الفطر كسجدة السهو للصلاة، تجبر نقصان الصوم، كما يجبر سجود السهو نقصان الصلاة .
وأيضًا: إغناء الفقراء عن السؤال والحاجة، فهي: ( طعمة للمساكين ) ، فضلاً عما تؤدي إليه هذه الصدقة من التكافل بين أعضاء المجتمع، والتراحم بين طبقاته، وشعور بعضهم ببعض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى