مقالات

علي بابا يبعث حيا

د. مصطفى عبد القادر

أديب وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

إن المتتبع لنشوء العصابات المنظمة في مختلف بقاع العالم يعي أن غايتها القصوى جني المال عبر كل طرق الانحدار الأخلاقي اللاإنساني سلوكا وتعاملا، فهي تفرض حمايتها على المناطق التي تسيطر عليها بمقابل مادي مدفوع،كما تقوم بالاتجار بالمخدرات والسلاح إضافة لإدارة واستثمار بيوتات الدعارة وأندية القمار…..الخ
كلنا يذكر (الكابوني) رئيس عصابة المافيا الإيطالية الأمريكية، (وبابلو أوسكوبار)أكبر تاجر مخدرات في العالم، و(سلفاتوري ريتا) زعيم أخطر عصابة دموية في صقلية…وقد جرت العادة أن يتمتع رئيس العصابة بمواصفات تميزه عمن يعملون تحت إمرته،وتدفعه بقوة لأن يتقدم عليهم جميعا،فلولا ذلك التمايز ماكان هو المسيطر،والمخطط،والعقل المفكر لكل شؤون عصابته.
في سني مراهقتنا شغفنا وشغلنا بالأفلام (العصاباتية) الأمريكية،وموجة الأفلام الفرنسية، وكذا العربية بما قدمت لنا من نجوم شر طبعوا في ذاكرتنا الجمعية وبقوة،ففي الأفلام الهوليودية مثلا لمع نجم(تيلي سافالاس)الملقب بكوجاك،وفي السينما الفرنسية برزت نجومية (ميشال دلبيش)بأدائه المتقن ،أما في السينما العربية برز في الواجهة ثلاثة عمالقة للشر هم محمود المليجي،وعادل أدهم،وتوفيق الدقن رحمهم الله. إن هذه الكوكبة من النجوم (الشرانية) استطاعت استقطاب الجمهور العريض في أي مكان تعرض فيه أفلامها مثلما فرضت نفسها على شبابيك التذاكر ولعقود نظرا للأداء الرفيع الذي كانت تؤديه عبر الشخصيات السلبية التي تقمصتها وبإبهار،ماأكسبها تعاطف ومحبة الجمهور لها رغم فظاعة ماارتكبته من قتل ونهب وسلب،
أما في بلد (المليون قتيل) لم نعد نعرف من هو رئيس العصابة (الحاكم بأمره)، صاحب الكلمة الفصل في انتهاك الحقوق والقتل، والدوس على كل مايمت بصلة للعدل، والسبب في ذلك كثرة عدد رؤوساء العصابات الصغار أصلا، وعدم خضوعهم لرأس كبير مسموع الكلمة، مهاب الجانب، يفرق بين (القيادة والقوادة) قادر على (ضبع) تلك العصابات المنفلتة و(ضبضبتها) بنظرة واحدة دون الحاجة للتكشير عن أنيابه، ولعلة نباحه.
(نتمنى أن نعرف من هو رئيس العصابة لدينا)، فلو عرفناه على الأقل كنا تعاطفنا معه لأجل إجادته وتنفيذه للدور المرسوم له وبحرفنة عالية؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى