تحقيقات

الجزيرة وقاسم سليماني والجدل مستمر

أحمد الحسين – رسالة بوست

بثت شبكة الجزيرة الأعلامية، عبر حساب منصتها “الجزيرة بودكاست” في “تويتر”، الاثنين 11 من شهر أيار / مايو ملخص عن قاسم سليماني الجنرال السابق في فيلق مايسمى بالقدس المنتسب للحرس الثوري الإيراني حمل عنوان
“أنا قاسم سليماني، الجندي الذي كرّس حياته لخدمة الإسلام والثورة الإسلامية وعزتها وكرامتها الاسم الذي يهابه الشيطان الأكبر والعدو الصهيوني”.
قاد قاسم سليماني “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، ويعتبر رأس حربة إيران، الذي نفذ العمليات العسكرية والاستخباراتية لإيران خارج أراضيها.

وذاع صيت سليماني في السنوات الماضية، في أثناء مشاركته بالعمليات العسكرية المساندة لقوات النظام السوري في سوريا، و”الحشد الشعبي” في العراق.
أثار المقطع جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فاستنكر ناشطون تمجيد قائد عسكري، كان لقواته دور بمقتل مدنيين في دول المنطقة، لا سيما في سوريا والعراق .

تم حذف المقطع لاحقًا لكنه بقي جزء من حلقة كاملة مدتها 26دقيقة، ضمن سلسلة “رموز”، ونشرته الشبكة في قناتها على منصة “يويتوب“،
ردود الفعل كانت غاضبة جدآ ،
بدأها الأديب السوري ماهر شرف الدين، الذي نشر عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”

لكن دعونا نتذكر
المشكلة التي حدثت هو التسويق الإعلامي بدون الخوض في التفاصيل، كما حدث في اعلان فيلم “بشار الأسد على ميدان”

حدثت ضجة كبيرة بسبب البوستر الدعائي للفيلم (هكذا انتصر بشار الأسد) وظن الناس أن هناك تغيرًا كبيرًا في أداء قناة الجزيرة، وان الفيلم يروج لانتصار الأسد..
لكن حين عرض الفيلم تبين العكس تمامًا..
الكاتب السوري بسام جعارة في تغريدة له قال:


جعارة محق جميعنا كشعوب عربية لا نكره ونحتقر سليماني فحسب، بل نتمنى لو يخرج سليماني من قبره فقط ليموت ميتته التي ماتها وكيف تحول إلى أشلاء آلاف المرات؟
شخصيًا، فلا أكرهَ عليّ منه إلا بشار الأسد وحسن نصرالله.
لكن ما يهمني المادة التي طرحتها شبكة الجزيرة.
المادة منفذة باتقان، ولو لم تكن كذلك لماوصلَ الأثر، الذي كان مزيجًا بين الوثائقي والمسلسلات الاذاعية مثل (حكم العدالة) استعملت الحكاية ضمير المتكلم بحيث كانت الشخصية تسرد قصتها بنفسها، لكن ليس كما يحلو لها كان هناك شخصية اسمها “سيلينا” لاتكف عن احراج سليماني ومواجهته بالأسئلة في كل جزء من الحكاية).
بشكل عام المادة ليس فيها أخطاء من الناحية التوثيقية، إلّا مايفرضهُ طبيعة الموقف السياسي من هذه الشخصية،
قرأت معظم ماظهر أمامي من مآخذ عن الموضوع، يمكن أجمالها بمأخذين رئيسين:
الأول: هل قاسم سليماني رمز؟
رموز هو اسم القسم الذي نشرت فيه المادة على بودكاست الجزيرة، وقد وُضع تعريف شارح للقسم (في الصورة المرفقة).

Image

ليس بالضرورة أن يكون الرمز جيدًا. حاتم الطائي كان رمزًا للكرم، . والطنبوري رمزٌ للبخل. كما أن ماهو ليس رمزًا لك قد يكون رمزًا لغيرك، الحيادية مطلوبه
حافظ الأسد مثلآ بالنسبة للسوريين المؤيدين “الأب المؤسس” والقائد الخالد وبالنسبة للمعارضة “ملعون “. كذلك هتلر وصدام حسين وغيرهم.
بشار الأسد اليوم بالنسبة للمعارضة هو رمز، لكنه رمز للدمار والاستبداد والتوحش والخيانة، وكل الأوصاف ذات الصلة.

المأخذ الثاني، أن العمل لايحترم مشاعر الناس المتأذية منه:
هذا المأخذ عاطفي وليس مهنيًا، وأقرب للصواب من الأول. لكن لو تحقق شرطان: أن سليماني على قيد الحياة. أو مات للتو!
حينها سيكونُ بالفعل تحديًا صارخًا لمشاعر الناس، كما حدث في وفاة الساروت، حين بدأ البعض يسخر منه ويتهمه بالتطرف، أو يترحم عليه وينتقده في ذات الوقت ويقول لكنه كان كذا وكذا. وكانت ردة فعل الناس عنيفة ضدهم

من يسمع البودكاست للنهاية، يشمت بسليماني وبكثير من معاونيه الذين قتلوا على حياته ومنهم مغنية. وقد تمت محاورته ومواجهته بكل الأسئلة التي تخطر ببال المشاهد عن إجرامه، وتورطه بقتل الشعب السوري والعراقي، وكذبة طريق القدس، وكانت إجابته ركيكة تؤكد تورطه في آخر البودكاست تقول سيلينا -التي تلعب دور المحاور في البودكاست -: كانت هذه قصة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال المثير للجدل، لكن أثره باق في تراث مجتمعه وشعبه ومن أحبه ومن كرهه، أما الحكم الحقيقي والعادل بحقه، فيبقى للتاريخ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى