مقالات

الثورات المضادة… ومؤشر الهبوط

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

ظن المربع الصهيوخليجي ( إسرائيل والامارات والسعودية ومصر ) أن أمور المنطقة خاصة بلدان الربيع العربي قد دانت له تماما وأن كل شئ تحت سيطرة الوكلاء والوسطاء السماسرة ، وبدأ محمد بن زايد يجوب البلدان في ثوب الباشا صاحب الاقطاعيات وحوله شيوخ الخفر والعمد ( السيسي مصر وحفتر ليبيا وحميدتي السودان وبن بريك اليمن )كمشهد معهود في الدراما المصرية في ستينيات القرن الماضي عندما أراد إعلام عبد الناصر تشويه عصر الملكية قبل انقلاب يوليو 1952 ،، بالفعل لم يكن هناك تكافؤ في موازين القوى ولا إتاحة الفرص بين مربع الثورات المضادة ذو الطابع العسكري الدموي والمدارة اقليميا من الإمارات و المدعومة خارجيا بصورة مباشرة وغير مباشرة من فرنسا وروسيا وأمريكا ، حيث اجتمعت المصالح طمعا في النفط الليبي وجغرافيا المنطقة فضلا عن احهاض ثورات الشعوب لؤد المسار الديمقراطي المنتظر حماية لعروش غلمان الخليج وكراسي صبيان العسكر، واخيرا القضاء على الاسلام السياسي حماية لأمن إسرائيل والاجهاز على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ،ظل الحال بهذا الشكل من انقلاب السيسي فى يوليو 2013وحتى نهاية عام 2019 ،،، ثم كان الجديد في المشهد بدخول ثلاثة عوامل على خط المواجهة المباشرة ،،، الأول ،، التحالف التركي الليبي، والثاني ،، فيروس كورونا ،، والثالث ،، معارك النفط الطاحنة ،،
تركيا التي غيرت المعادلة تماما وأثبت للواء المنشق ومن يدعمه وهم كثر ( الإمارات والسعودية ومصر وإسرائيل وفرنسا وأمريكا وروسيا ) انها قوة أساسية في المنطقة ولا يمكن أحداث اي ترتيبات دونها ،، ثم كان فيروس كورونا الذي كبد العالم خسائر الحروب العالمية دون رصاصة واحدة من هنا او هناك ،، ثم كانت معارك النفط بين روسيا والسعودية والتي جاءت معها الأخبار والتوقعات السوداء للذهب الأسود ،، فضلا عن الاشتباك الحادث داخل المربع الداعم والطامع ،، السيسي مازال يطمع في المزيد من مليارات الخليج لأن ال 92 مليار التي حصل عليها لم تشبعه ولم تملأ عينه، ، والإمارات طامعة في الكعكة المصرية بالكامل برا وبحرا وجوا ،، وكلاهما مع فرنسا يطمعون في النفط الليبي ،، وها هي أمريكا تدخل مرة أخرى على خط الابتزاز للسعودية لتخفيض إنتاج النفط وطلب تعويضات مالية كبيرة وربما تواصل الضغط لفك الحصار عن قطر ،، هذا بخلاف الخسائر الفادحة بالمليارات داخل الخزينة السعودية و الامارتية ،،الخلاصة ،، أن تدابير البشر الذين يظنون أنهم على كل شئ قدير لم تصمد وأن منحنى التراجع سريع وغير متوقع ،، وربما نسمع ونرى في الأيام القليلة القادمة تغيرا للمشهد في ليبيا واليمن بصفة خاصة ويبقى الوضع في مصر والسودان على قائمة الانتظار ،، وربما نشهد تغيرا أسرع في دول الخليج بسبب جنون ابن زايد وبن سلمان ،، النهاية والإفادة ،، لا تراهنوا على تدابير البشر خاصة ذات الطابع المدمر ،، وايقنوا بتدابير الله التى تحمل الخير لكل البشر ،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى