مقالات

الخبر السوري.. واستقطاب الإعلام العربي.. ونخبه

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

الخبر السوري مضيع مهمل مزدرى متجاوز عليه في جملة مؤسسات الاعلام العربي ، في القنوات وفِي الصحف وفِي مراكز الدراسات بل وفِي مصانع القرار ..
الخبر السوري المضرج بدم الطفل والمرأة ، بألم المشردين ، بخوف المهددين بالبراميل وبالكورونا وبجملة القتلة روسي وإيراني سيحرر القدس بذبح آخر طفل سوري ، وأسدي يعلم أن مشروعه في سورية أصبح ان يحسّن التوازن بين هذا وذاك
الخبر السوري الإنساني والثوري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي قد نحي عن أجندة أطراف ” الهوشة ” العربية حسب تعبير وزير خارجية قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم ..
عملية الاستقطاب التي تجعل دولا ونخبا بكل حجمها تلعب لعبة ” الدقرة والنقرة ” فتعطي لخبر عطسة جدي في حشد أحد القطبين أهمية أكثر من الحديث عن قضية كل ما فيها مثخن وراعف ..لم تعد ” الصيدة ” تلوح في الأفق فعلام يهوشون ؟!
خذوا مثلا عنوانا ضخما مثل ” التطبيع مع العدو الصهيوني ” فالحديث عنه يبقى مهما ومتقدما عند الفريقين مادام الصراع يدور على مستوى التعليقات على المسلسلات والتغريدات والتفحيطات ،
ولكنه يصبح حديثا متنحيا وقليل الأهمية عندما يتعلق بأبعاد التفاهمات الجديدة التي ينسجها إيراني وصهيوني على الارض السورية تحت عنوان تفاهمات ” قواعد اشتباك ” جديد تحدد المساحات والمسافات والأدوات والمباحات والمحظورات ..على نحو ما فعل كسينجر في سورية ١٩٧٤ ، أو حزب الله في لبنان ٢٠٠٦ ، تفاهمات تؤسس ” لخوش آمديد “
مديد .
قطب في إعلام الهوشة العربي يرى ان الاقتراب من هذا يضر في علاقاته التي يحاول أن يؤسس ..
وقطب يرى أن الاقتراب من ذاك يضر بعلاقاته التي يحرص على ان يصحح !!
وكذا ما يدور بين روسية وبشار ، وكذا كورونا التي تفتك بالمجتمع السوري ، والجوع الذي يحاصر السوريين بعد انخفاض قيمة ليرتهم .
لم يناقش أحد في الإعلام العربي ، تصريحات بشار الاسد : الموت بسبب الجوع يقيني وكلي والموت بسبب كورونا ظني وجزئي فليحتمل السوريون الظني والجزئي ليدرؤوا عن أنفسهم اليقيني والكلي ..
هذا المنطق الخشبي البراميليدلا يستحق من منظمة الصحة العالمية أي تعليق !! ولا من قنوات الأخبار العاجلة عن عطسات الجديان …
في حالة الاستقطاب التي تشل الاعلام العربي عن أداء مهمته بحرفية وموضوعية ، قيمة عدة أفراد عالقين في بعض أطراف الأرض أكبر ألف مرة من شعب عالق برجاله ونسائه وأطفاله بين براثن ثالوث القتل والمرض والجوع ..
الأعجب من كل ذلك استقطاب النخب العربية تبعا لاستقطاب حكامهم ..
فكل فريق من هؤلاء الحكام يحشد خلفه حبلا طويلا من المؤيدين والمطيبين والمطبلين ..
ولعل الأعجب من كل عجيب أن كثيرا من السوريين أنفسهم يعيدون اصطفافاتهم على أصدق قاعدة وضعها بشار …
بشار بن برد أقصد :
يسقط الطير حيث ينتثر الحب ..وتغشى منازل الكرماء
كرماء الموائد والجيوب يقصد وليس كرماء القلوب والنفوس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى