مقالات

الحلف التاريخي العربي الكردي

عامر الحموي

كاتب وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

بدأ هذا الحلف عندما قام ملك الكلدانيين العرب “نبوخذ نصر” (بختنصر) صاحب السبي الثاني لليهود بعد قضائه على مملكة يهوذه ثم سبي أبنائها بعد تمردهم عليه عام 586 ق.م (يأتي ذلك بعد السبي الأول لليهود من قبل “سرجون الثاني” عام 721 ق.م والذي قضى على مملكة إسرائيل وسبى أبناءها أحفاد القبائل الإحدى عشر اليهودية وأكمل سنحاريب الآشوري عام 697 ق.م سبي من تبقى من مملكة إسرائيل عندما تآمر أبناؤها مع الفراعنة ضد الآشوريين) بعقد حلف مع ملك الميديين الكرد “كخسرو” (كاوا الحداد) للقضاء على الإمبراطورية الآشورية العربية وتدمير عاصمتها آشور بسبب استعبادها للناس وظلمها وتجبرها.

وزادت أواصر هذا الحلف عندما صاهر ملك بابل العربي الكلداني نبوخذ نصر ملك الكرد كيخسرو وتزوج من ابنته “سمير أميس” وأسكنها بابل، وحينما شعر نبوخذ باشتياق سمير أميس لطبيعة بلادها من الجبال والغابات وشعورها بالحنين لذلك، بنى لها كبرهان على حبه لها أحد عجائب الدنيا السبع في بابل وهي الحدائق المعلقة لتذكرها تلك الحدائق بموطنها الأصلي في الجبال.

هنا تآمر “قورش الإخميني” الفارسي أحد قادة الميديين وحاكم ولاية فارس الميدية مع اليهود المسبيين في المملكتين واستطاع عن طريق خيانة اليهود القضاء على حكم الأكراد الميديين والبابليين العرب الكلدانيين عام 539 ق.م، “وبذلك تحقق علو اليهود الأول”. ثم تآمرت “أستير” اليهودية -التي تزوجها كسرى الفرس “أحشويرش” (سرخس) لتقوية حلفه مع اليهود- على قتل وزيره العربي هامان وقتل مؤيديه ثم الانتقام من العرب لسبيهم اليهود، والانتقام من الأكراد لإبقاء اليهود في السبي وعبيد عندهم، ونشر اليهود بعدها بين المجوس معتقدات “بأن الأكراد أبناء الجن يجب قتلهم”. وبدأ عصر الاستعباد والاحتقار الفارسي للعرب والأكراد حتى جاء الإسلام ليوحدهم مرة أخرى ويخلصهم من هؤلاء المجوس واليهود.

فقد بين الله في محكم كتابه أن بني إسرائيل سيفسدون في الأرض مرتين وسيعلون علوا كبيرا. قال الله تعالى: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا {الإسراء: 4 ـ 5 } .
قال الشيخ السعدي: وقضينا إلى بني إسرائيل… الآية. أي تقدمنا وعهدنا إليهم وأخبرناهم في كتابهم أنهم لا بد أن يقع منهم إفساد في الأرض مرتين بعمل المعاصي والبطر لنعم الله، والعلو في الأرض والتكبر فيها، وأنه إذا وقع واحد منها سلط الله عليهم الأعداء وانتقم منهم… فإذا جاء وعد أولاهما، أي أولى المرتين اللتين يفسدون فيهما، أي إذا وقع منهم ذلك الفساد” بعثنا عليكم، بعثا قدريا، وسلطنا عليكم تسليطا كونيا جزائيا” …

وما نعيشه اليوم هو العلو الثاني لليهود قال تعالى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا {الإسراء: 7 } 
قال الشيخ السعدي: “فإذا جاء وعد الآخرة، أي المرة الأخرى التي تفسدون فيها في الأرض سلطنا علكيم الأعداء. “ليسوءوا وجوهكم، بانتصارهم عليكم وسبيكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى