مقالات

المثقف الوطني والانتهازي المأجور…

مطيع السهو

سياسي وكاتب
عرض مقالات الكاتب

المثقف هو الذي يضع نفسه في المكان الذي يريد من خلال تبنيه القضايا الاجتماعيه ، فهو ملتزم بقضايا شعبه ووطنه، عكس الباحثين عن السلطة والمال والجاه والشهرة ،وعكس المأجورين ، ومن يميلون نحو التطرف والقتل ..والفرق بينه وبين أولئك بمسمياتهم المتعددة
.. أن المثقف الوطني هو الذي يظهر بعد كل هذا الدمار الذي يحل في المجتمع والقتل والتهجير ليصبح الضمير المقاوم في وطنه بتصديه للاستبداد من خلال عمله الطوعي لقضايا الوطن والمظلومين والتزامه بالدفاع عن حقهم في الحرية والحياة الكريمة .. و انتصاره للإنسان وللقضايا الإنسانية.
لهذا نجد المثقف السطحي، يدور مع الأشخاص والأحزاب والاهواء والامزجة حيثما دارت. أما المثقف الوطني فهو ضمير شعبه ويظل واعيًا ومؤكدًا للقيم الوطنية، والانسانية، النبيلة، العابرة للطوائف والايديولوجيات، والفئات، والمناطق ؤالجهات….
والمثقف في مراحل التحولات الكبرى،لايمكنه ان ينحاز إلا لمشروع وطني جامع.
إن أسوأ وأخطر ما في نُخبةِ الموهومين بالثقافة أنّهم يغضون الطرف عن بعضهم بعضًا حفاظًا على المواقع التي يشتغلونها والمكاسب التي يجنونها! مع العلم أن خيانة المثقف أخطر من خيانة الحاكم ، لأنّ الحاكم حين يخون يكون خرابه على الأموال أو حدود البلاد ، أما خيانة المثقف فتجلب الخراب على عقول الأجيال وهويّة الأمة وذاكرتها ، والعقول هي حصنُ الجماعة البشرية وخطّ دفاعها الأول والأخير إذا وصل إليها الخراب فلا شيء يُرجى صلاحه أو بقاؤه قائمًا بعد خرابها .
لهذا أصبح الغرب يقدم نُخَبًا اخرى كنخب الثقافة والأصوات الخطابية ، تلك التي يتناسب دورها ومجالها مع مرحلة وعصر الإعلام المفتوح، وهي الوكيل الحالي الذي يتم بواسطته اختراق الشعوب واستقطابهم طواعية إلى ما كان يحملهم عليه الحكام بالقسر في مرحلة ازدهار الوكالة بالحكم ، أما اليوم فقد أصبح العمل مع الغرب بالثقافة أو بالأصح بوهم الثقافة وتزييف الوعي والتبعية الطوعية سوقًا رائجة ..وقدانتقل الشعب من عصر تصنيم الحاكم إلى عصر تصنيم المثقف الإنتهازي والخطيب المخادع والواعظ المستثمر لإيمان مرتاديه ومتابعيه .
وعليه، فإنّ الأصالة الوطنية تفرض على الإنسان الوطني أن يعيش في بلده بالمقومات الروحية والفكرية الوطنية.
أما الإنسان الذي يعيش في وطنه بمقومات روحية وفكرية أجنبية فإنه يعد “أجنبيا” في وطنه لأنه يكون فاقدًا لولائه لوطنه، وهذا ما ترمي إليه «الإيديولوجيات» الأجنبية، وهو “الهدف الغالي” للغزو الفكري الأجنبي!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نحن بالفعل بأمس الحاجة اليوم الى المثقف الوطني الذي يمثل ضمير وطنه وشبه ويظل واعيًا ومؤكدًا للقيم الوطنية، والانسانية العابرة للطوائف والايديولوجيات، والفئات، والمناطق ؤالجهات….
    أحسنت أستاذ أبو سعد وبوركت ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى