مقالات

ذهب مسيلمة وبقي القرآن

بشير بن حسن

مفكر إسلامي
عرض مقالات الكاتب

قديما حاول مسيلمة الكذاب أن ينسج من خياله المريض قرآنًا يضاهي به القرآن الكريم فيذكر أنه التقى، بـ (عمر بن العاص) قبل إسلامه (فسأله مسيلمة: ماذا أنزل على صاحبكم في هذا الحين؟ فقال له عمرو: لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة. فقال: وما هي؟ قال: أنزل عليه: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر].

قال: ففكر مسيلمة ساعة، ثم رفع رأسه فقال: ولقد أنزل عليَّ مثلها. فقال له عمرو: وما هو؟، قال مسيلمة: “يَا وَبَرُ يَا وَبَرُ، إِنَّمَا أَنْتِ أُذُنَانِ وَصَدْرٌ، وَسَائِرُكِ حَقْرٌ نَقْرٌ”. ثم قال: كيف ترى يا عمرو؟

فقال عمرو: والله إنك لتعلم أني أعلم إنك لتكذب فاشتهر في حينها بمسيلمة الكذاب.
ومن القرآن الذي ألفه من نسج خياله محاولًا أن يضاهي القرآن الكريم:

سورة الفيل:

(الْفِيلُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْفِيلُ، لَهُ زَلُّومٌ طَوِيلٌ، إِنَّ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا الْجَلِيلِ الْفِيلُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْفِيلُ، لَهُ ذَنَبٌ وَبِيلٌ، وَخُرْطُومٌ طَوِيلٌ).

سورة الضفدع:

يَا ضِفْدَعُ بِنْتُ ضِفْدَعِينَ، نِقِّي مَا تَنِقِّينَ، نِصْفُكِ فِي المَاءِ وَنِصْفُكِ فِي الطِّينِ، لَا الْمَاءَ تُكَدِّرِينَ، وَلَا الشَّارِبَ تَمْنَعِينَ.

سورة الخابزات

والمُبذرات زرعًا، والحاصدات حصدًا، والذاريات قمحًا، والطاحنات طحنًا، والعاجنات عجنًا، والخابزات خبزًا، والثاردات ثردًا، واللاقمات لقمًا).

سورة النساء

(إن الله خلق النساء أفواجًا، وجعل الرجال لهن أزواجًا، فنولج فيهن قَعسا إيلاجًا، ثم نخرجها إذا شئنا إخراجًا، فينتجن لنا سِخالًا نِتاجًا).

(ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، ما بين صفاق وحَشا).

الجماهر

(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْجَمَاهِرْ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَهَاجِرْ، وَلَا تُطِعْ كُلَّ سَاحِرٍ وَكَافِر).

لقد ذهب مسيلمة الكذاب إلى مزبلة التاريخ ، واندثر ما ألفه سخرية و استهزاء بعقله المريض ،
وبقي القرآن الكريم محفوظا بحفظ الذي تكفل به فقال ( أنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )،

بل والتحدي لا يزال قائما إلى يوم القيامة ،
قال تعالى (  قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) أي معينا .

فخفف الله التحدي فقال ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (14)  ) هود .

فخفف الله التحدي فقال ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)) البقرة.

وبالمناسبة ، إذا عجز فطاحلة اللغة والأدب والشعر قديما عن مضاهاة القرآن الكريم ، فهل سينجح جهلة هذا الزمان و أعياء الفكر واللغة ؟؟
إنكم واهمون ، وإلى مزبلة التاريخ سائرون ، وفي سخط الله تغدون وتروحون .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سورة إحذروا من الملاك الساقط لوسيفر
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وما قدروا النجس حق قدره (1) ويحمل طيزة يومئذً ثمانية (2) إلى بحيرة النار والكبريت (2) ويقول النجس ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي (3) إن المخدوعين لهم عذابَ أليم (4) ويوم يعض المخدوع على يديه (5) يا ليتني لم أتَخذ قثم خليلا (6) لقد أضلني عن يسوع (8) وكان الملاك الساقط للإنسان عدوا مبينا (9) . صدق الحق المبين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى