حقوق وحريات

مما رأيت وشاهدت!!

محمد الفضلي

كاتب وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

مرةً وقبل الثورة
أحضرت لي دورة من الأمن العسكري أحد الأشخاص، وسلموه لقسم الشرطة
كانوا قد أشبعوه ضرباً، وآثار ذلك واضح عليه.
حِرتُ في الأمر في البداية:
كيف للأمن العسكري أن يسلموا الشرطة أحد الموقوفين؟!!
هم في الأوقات العادية… يأخذوه، ويخفوه في جحيم معتقلاتهم، ولايسلموا أي موقوف للشرطة، كونهم عناصر أمن، وهم فوق أي مساءلة، ولايجري عليهم حكم القانون.
لما أُدخل لعندي قبل استلامه
عرفته… كان مشهوراً في المنطقة، ويعاني من خلل عقلي، ودائما مايكون سكرانا. ولعدم الاهتمام بشكله من قبل أحد، فلقد طالت لحيته، وصارت كثيفة بشكل كبير كان اسمه “خلف” ويسكن في منطقة عملي
قلت لهم: ألا تعرفوا هذا؟!!
ألا يظهر عليه أنه مجنون؟!!!
قال رئيس الدورية وبلهجة ساحلية:
آبعرف كنا م نتجول، وشفت ذقنه طويلة قلت: هذا سلفي!!
سألته: ورائحة الخمر ؟!!
قال: فكرته م يموّه!!
قلت: ما شاء الله حولكم
أول الأمر رفضت استلامه (وهنا يحق لي عدم استلامه، بسبب وجود آثار ضرب) ثم أعدت التفكير قلت لنفسي:
استلمه يا محمد، حتى لا يخفوه، أو يوقفوه لديهم.
فاستلمته، وأطلقت سراحه.

ويسألونك: هل هذه القصص حقيقية؟!
وأجيبه: هل أنت حقاً كنت تعيش في سورية؟!
والله لو عملتم يوماُ واحداً في مراكز الشرطة في سورية، لشاب شعر رأسكم مما كنتم ستقابلون، وتسمعون، وتعيشون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى