مقالات

جنود إبليس

بشير بن حسن

مفكر إسلامي
عرض مقالات الكاتب

وإن كان شهر رمضان المبارك قد خصّه الله عز وجل بخصوصيات كثيرة منها ، أنه أنزل فيه القرآن الكريم ؛ ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ ) ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة و غلّقت أبواب النار وصفّدت الشياطين ) رواه البخاري ومسلم زاد الترمذي ( ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ) .
فهؤلاء هم شياطين الجن ، بل المردة منهم كما في ألفاظ بعض الروايات الصحيحة ، إلا أن الشيطان له جنود من الجنسين من الجن والإنس ، وهذا ثابت في كتاب الله تعالى ، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال سبحانه ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ )
وقال أيضا ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (97) ) .

وفي صحيح مسلم ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال دخلت يوما المسجد فصليت ركعتين ، فناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( يا أبا ذر استعذ بالله تعالى من شياطين الإنس والجن فقلت يا رسول الله وفي الإنس شياطين؟ قال نعم في الإنس شياطين ) .
وها نحن نراهم ونسمعهم في هذا الشهر ، بكل جلاء ووضوح ، قد صفّدت كثير من شياطين الجن لكن هؤلاء لا يصفّدون ، ولا يتورّعون ، ولا يرعوون ، بل ينطلقون في رمضان خاصة لمزيد من الإفساد في الأرض ، يؤزون الناس الى المعاصي أزّا ، و يدفعون الخلق إلى الإساءة دفعا ،
ومن هؤلاء الشياطين ، كثير ممن يتصدّر المشهد الإعلامي ، أو العمل الدرامي ،، سواء بعض الصحافيين ، أو الممثلين أو المهرجين ، فلا يكفي تفاهة إنتاجهم وخلاءه من كل طعم و إبداع ، بل انه يحتوي على ما يهدم العقيدة والأخلاق الحميدة ،في استهداف واضح لمقومات الشعوب العربية والإسلامية في دينها وقيمها وموروثها ، فهؤلاء جنود إبليس الذين ينفذون مخططاته بدلا عنه في هذا الشهر الفضيل ،
ومن شياطين الإنس أيضا ، مجرموا العربان ، وطغاة الجهل والتخلف والرجعية ، من بعض حكام الخليج ، الذين يموّلون بأموال شعوبهم وثروات بلادهم الانقلابات ، و يشعلون نار الفتنة داخل البلاد العربية ، كليبيا و مصر والسودان واليمن وتونس والمغرب وغيرها ، ويعملون جاهدين على دعم كل عميل وفاسد ومجرم ، لإبقاء الشعوب تحت أحذية الطغاة ، وليدوم لهم الملك في الأرض ، فهؤلاء جميعا لا يردعهم رمضان ولا سائر الشهور المحرّمة والشريفة ، فإنهم سرطان الأمة الذي يمنع تقدمها ونهوضها الحضاري و العلمي ، والذي يجب استئصاله و اجتثاث خلاياه حتى يتعافى جسد الأمة العليل منهم ، والمعركة لا تزال طويلة .

فاللهم يا من صفّدت مردة شياطين الجن ، عجّل بأخذ شياطين الإنس العرب خاصة ، وردّ كيدهم في نحورهم ، وأرح المسلمين من شرورهم إنك على كل شيء قدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى