مقالات

متى ستحرر إيران القدس وضواحيها؟

داود البصري

كاتب وصحفي عراقي
عرض مقالات الكاتب

منذ أن حققت الماسونية الدولية حلمها السعيد بتمزيق الإسلام من الداخل من خلال العمل على إقامة نقاط تمزيق مركزية في العمق الإسلامي يصبح معه تشتيت المسلمين و تدميرهم هدفًا يوميًا ثابتًا ، بل مستمرًا طيلة عقود ، ومنذ أن حملت تلك الطائرة الفرنسية اللعينة الخميني من منفاه الباريسي لتنشر فايروسات فكره القاتلة في الشرق القديم ، والصهيونية العالمية تعيش أحلى أيامها ، وأزهى عصورها! فقد جاء الخميني والنظام الذي أسسه أو تم تأسيسه وسط جعجعة شعارات كبرى حول تحرير الإنسان و الإرادة وحول قضايا إنسانية وجماهيرية كبرى لم يتحقق منها شيء ، وكان من بينها حكاية أو حدوتة تحرير القدس!! وهي أبشع كذبة أطلقها ذلك النظام القادم من غبار التاريخ و من عصور الفتنة و أطلقها ولا زال يعيش على إفرازاتها ، بل لا زالت الجموع المرتبطة ماديا و مصلحيا بذلك النظام تركض وراء سراب شعاراتها الزائفة رغم إنكشاف اللعبة منذ عقود ، ورغم التشخيص الدقيق والذي أيدته الأحداث لطبيعة ذلك النظام الطائفي المافيوزي التدميري الذي أحرق الشرق الأوسط وقدم خدمات كبرى وجليلة للصهيونية العالمية ولكل أعداء العرب و المسلمين و بالمجان وبدماء الشعوب الإيرانية وشعوب المنطقة ، ولن ندخل في إستعراض الخلفيات التاريخية لأحداث أربعين عاما ماضيات من الفوضى و الدمار ، ولكن فقط لنذكر بأنه لولا النظام الإيراني ماسقطت بيروت عام 1982 تحت الإحتلال الإسرائيلي ، و ما تدمرت منظمة التحرير ، ولا إنقسم الشرق الأوسط و لما تم إحتلال العراق بالصيغة التي تمت و بالتواطيء المعروف ، لقد كان النظام الإيراني يتلاعب بشعوب المنطقة مستغلا العواطف الطائفية و التيارات الكامنة التي أنعشها والتي دخلت ضمن سياق تمزيق الأمة وليس تعزيز مسيرتها ، ففي صيف عام 1982 وبعد أن وصلت الحرب العراقية/ الإيرانية وقتذاك لطريق مسدود بعد إنسحاب الجيش العراقي من العمق الإيراني في شهر مايو من ذلك العام رفض النظام الإيراني اللجوء لطاولة المفاوضات و إنهاء ذلك الصراع العبثي التدميري و أصر على إجتياح العراق بالكامل تحت ذريعة أن كربلاء هي الطريق لتحرير القدس!!! ، رغم أن الجيش الصهيوني قد شن آنذاك حربه في لبنان مدمرا منظمة التحرير وسالكا الطريق نحو بيروت فيما كانت جيوش آيات الله تحث الخطى بإتجاه مدينة البصرة لإسقاطها و إقامة الكيان الشيعي شمال الخليج العربي تمهيدا لضم العراق تحت عباءة نظام الولي السفيه فيما كانت التغطية الإعلامية تتحدث عن تحرير القدس!!، ولم يتوقف آيات الله عن سفك دماء العرب و المسلمين في معارك خاسرة سلفا فيما كان الجيش الصهيوني يدمر المقاومة الفلسطينية وينطلق لإحتلال بيروت التي كانت ثاني عاصمة عربية بعد القدس تسقط تحت الإحتلال قبل أن تكون بغداد بعد عقود هي العاصمة الثالثة التي تسقط تحت الإحتلال الأمريكي الصهيوني المدعوم إيرانيا وحيث حصدت إيران النتائج النهائية لتكون هي المستفيد الأكبر من ذلك الإحتلال من خلال إعتماد الولايات المتحدة للنظام الإيراني ووكلائه كبديل موضوعي لإدارة العراق و تدميره و شرذمته من الداخل وبطريقة شيطانية خبيثة!! ، وهنا كانت المفارقة الكبرى فكربلاء التي طالما تحدثوا بإسمها ورفعوا رايتها كطريق مرور لتحرير القدس قد سقطت بأيديهم و أصبحوا حكامها ومعها كل العراق ، فهل لجأ الإيرانيون لتنفيذ وعدهم بتحرير القدس من خلالها؟ أم أنهم كالعادة إختبأوا خلف شعارات دجل جديدة من بينها إن القدس لا يحررها إلا مهديهم المنتظر و تحت رايته فعليهم الإنتظار إذن حتى يظهر الغائب!! وهو طبعا لن يظهر أبد الدهر!!!؟، المهم إن النظام الإيراني لم يكتف بكربلاء التي كانت حلما حققها لهم الأمريكان بل توسع شرقا وهيمن في قفزة ستراتيجية غير معقولة ولا منتظرة على عاصمة الأمويين دمشق لتقترب خطوطهم العسكرية أكثر و أكثر من القدس ولكن هل تحقق شيء فعلا من وعود الماضي؟ كل ماتحقق هو مباشرة الصفحة الأخرى من الدور الصهيوني الإيراني وهو تدمير سوريا من الداخل ودعم النظام الإرهابي المنهار و المشاركة الفاعلة في قتل الشعب السوري وزرع الطائفية و تدمير تراثه و تاريخه و تشويه طابعه الجميل ،وهنا جاءت لحظات الحقيقة بعد أن قام الطيران الإسرائيلي بتوجيه ضرباته شبه اليومية لقطعان الحرس الثوري ولقوات النظام السورية و تدمير مراكزه الحيوية وتشتيت عصابات إيران الطائفية دون أن نرى ردا من ذلك النظام الذي أسس جيشا بإسم القدس كانت مهمته تدمير الأمة العربية  !، فمتى يسلك ذلك الجيش طريق القدس؟ رغم إقترابه من حدودها وحصونها؟ جيش القدس الذي هلك قائده المثروم سليماني دون أن يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل هو مجرد يافطة طائفية ساقطة لنظام يتخبط في أوحال  فشله و خيباته ، وهذا الجيش الكارتوني سيدخل مزبلة التاريخ بإعتباره أكبر أداة نصب على شعوب الشرق ، القدس لن يحررها طائفيون قتلة عتاة بل ستتحرر بإرادة أحرار أمتها العاملين بجد على إسقاط المشروع الصفيوني الذي بإنهياره الحتمي القريب ستتغير الصورة نهائيا ، ويكيدون كيدا و أكيد كيدا فمهل الكافرين إمهلهم رويدا…واللعنة على قتلة الشعوب تحت يافطات الشعارات المزيفة البراقة…

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. مقال رائع يبين ويعري الدور الايراني الموكل اليه من قبل الغرب لتدمير بلداننا العربيه والاجهاز عليها عن طريق الخرافات وتحت شعار تحرير القدس للمتاجره بها ! وعلى الرغم من سقوط الاقنعه عن الوجه القبيح للنظام الملالي الا انني اعتقد بأن المهام المرسومه له من سلطه رأس المال العالمي ما زالت قيد التنفيذ ولم تصل لنهايتها بعد ، لذلك نرى ونلمس طبيعه العقوبات الامريكيه الهزيله المفروضه عليه اضافه للتصريحات التي تؤكد تقليم بعض اضافر ايران وليس القضاء عليه ، لانه يشكل رصيدا لا يستهان به للمشروع الصهيوامريكي في المنطقه ،

  2. مقال رائع يبين ويعري الدور الايراني الموكل اليه من قبل الغرب لتدمير بلداننا العربيه والاجهاز عليها عن طريق الخرافات وتحت شعار تحرير القدس للمتاجره بها ! وعلى الرغم من سقوط الاقنعه عن الوجه القبيح للنظام الملالي الا انني اعتقد بأن المهام المرسومه له من سلطه رأس المال العالمي ما زالت قيد التنفيذ ولم تصل لنهايتها بعد ، لذلك نرى ونلمس طبيعه العقوبات الامريكيه الهزيله المفروضه عليه اضافه للتصريحات التي تؤكد تقليم بعض اضافر ايران وليس القضاء عليه ، لانه يشكل رصيدا لا يستهان به للمشروع الصهيوامريكي في المنطقه ،

اترك رداً على وضاح الوالي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى