مقالات

مرحلة ما بعد الجماعات

عبد المجيد حزين

كاتب مصري.
عرض مقالات الكاتب

فى عام 1986 ، دعاني الأخ الليبي احمد عميش -حفظه الله ورعاه -إلى مؤتمر كبير لجماعة الإخوان المسلمين فى الشمال البريطانى ، وبعد مداولات ومحاورات مع أخي أحمد عميش ، والذى كان نجمًا في دعوة التبليغ والدعوة بلندن ، قبل التحاقه بجماعة الإخوان المسلمين وافقت .
ذهبت معه وجلست مدة ثلاثة أيام فى المؤتمر – إن لم تخني الذاكرة – فتقابلت فى المؤتمر مع شيخ فاضل من جماعة الإخوان المسلمين هو فضيلة الشيخ عبدالمتعال الجبري رحمه الله، وهو صاحب كتاب لا نسخ فى القرآن ،عندما ألقى الشيخ عبدالمتعال محاضرته لفت نظري أنه ذكر اسم الشيخ حسن البنا رحمه الله رحمة واسعة ثمانية عشر مرة تقريبًا ، وذكر اسم النبى صل الله عليه وسلم مرتين فقط ! فقلت في نفسي: هذا هو السقوط الكبير ، فالأصل أصل ، والفرع فرع ، لذلك سقطت وستسقط أي جماعة – مهما كانت – إذا أصبحت الجماعة بديل بطريق مباشر أو غير مباشر عن الإسلام ، أو لو كان اسم شيخ أو أمير الجماعة يسبق اسم النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن هذه التذكرة ، وربما هي وقفات كثيرة مع إحداث متعددة ، أتوجه فيه بالنصح لإخواننا في جماعة الإخوان المسلمين، ولكل جماعة أو حزب قدّم أصحابه فكرهم على النهج القويم أو هكذا يفعلون .
العلاج :
١ – يجب أن يكون الولاء والبراء في الإسلام قبل الولاء والبراء في الجماعة أو الحزب أو الأشخاص .
٢ – يجب التفريق بين الجماعة الإسلامية الحقيقية، والجماعة السياسية بنكهة إسلامية .
الجماعة الإسلامية الحقيقية ؛ هى الجماعة التى تهتم بعقيدة التوحيد وتعمل بها وتنشرها بين الناس ، وإذا ما وصلت إلى سدة الحكم حكمت بالشريعة الإسلامية وتطبق الحدود، على من يستحق أن يطبق فيه حدود الله عز وجل .
أما الجماعة السياسية بنكهة إسلامية ؛ فهى جماعة سياسية لا تهتم بتدريس عقيدة التوحيد على أصول أهل السنة والجماعة ، هذه الجماعات تستبدل الديموقراطية بشريعة محمد صل الله عليه وسلم ، وإذا ما وصلت إلى سدة الحكم حكمت بغير ما أنزل الله بحجة الظرف الدولي والخوف من أعداء الإسلام .
٣ – يجب أن تتخطى الأمة مرحلة الجماعات الإسلامية إلى مفهوم الأمة الواحدة ( منهج أهل السنة والجماعة ).
٤ – يجب على كل الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة الآن ، حل نفسها لصالح تيار سني واحد ، يتحدى الجاهلية الموجودة في بعض بلاد المسلمين ، بخاصة البلاد التيط يحكمها عسكر أو طغاة . ليعلم الجميع أن معالم معركتنا حتى نحقق أهدافنا ضد أعداء الله ترتكز على ركيزتين :
أولا : معركتنا معركة مناهج ، فمن كان على عقيدة التوحيد الخالصة ، كان هو أجدر بقيادة الأمة وتصدر المشهد .
ثانيا : معركتنا معركة عسكرية بامتياز فالطاغية لن يترك أو يسلم كرسي الحكم لأهل السنة والجماعة ببساطة ، بل يجب أن يجبر إجبارا وهو صاغر ذليل ، والمعركة العسكرية يجب أن يقودها عسكري ، لا شيخ أو افندي لم ير في حياته أي سلاح ، أو لم يكلف نفسه بتطبيق الحكم الشرعي ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى