تحقيقات

الركبان وثنائية الهاشمية – سايكس بيكو

فراس العبيد – رسالة بوست

أبلغ وزير الخارجية اﻷردني، أيمن الصفدي، في اتصال هاتفي المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، بأنه لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى سكان مخيم الركبان في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن تحسباً لفيروس كورونا المستجد. وفقاً لبيانٍ نشرته وزارة الخارجية اﻷردنية قبل يومين.

والمتتبع لمسار السياسة اﻷردنية “خارجياً” و”داخلياً”، رغم أنها تتبع مسمى “المملكة” بعبارةٍ تداعب “عواطف” الشارع، إﻻ أنها تصرّ على اﻻبتعاد عن “الهاشمية”، في حال صدقت في نسبة نفسها للعشيرة!

مالناش علاقة!

ويبدو التخبط السياسي واضحاً، في سياسة اﻷردن، التي ﻻ تفرق بين ما “هو إنساني” بأدنى أبعاده، و”سياسي” من جهةٍ أخرى، وتجاهل عملياً، شعارها “الهاشمي” وما يترتب عليه، من اقتداء بشرفاء “آل البيت” رضي الله عنهم، ونهج الشريعة الذي يؤكد “إنما المؤمنون إخوة”.

وﻻ يبدو أنّ الأردن – على المستوى الرسمي – يتعامل مع مخيم الركبان، ضمن سياسة “التطنيش” أو “مالناش علاقة!، بل إنها تتعمد التواطؤ مع نظام اﻷسد، في خلق حالة أشبه بالمعتقل الكبير، بذريعة الخوف من “تسلل إرهابيين” وأن الموضوع سوري بحت!

سايكس _بيكو أردني:

وبالمجمل؛ تؤكد السياسة العربية عموماً تبنيها تقسيم “ساكس-بيكو”، وتبنيها تلك المؤامرة على اﻹسلام، وتكريسها واقعاً، رغم خرافة “الجامعة العربية” التي تفترض أنها وجدت لحماية مصالح “الشارع العربي”، وتحاول اﻷردن تجسيده بكل أبعاده بذريعة واهية.

ويتبين هذا بدقة في كلام وزير الخارجية اﻷردني، الذي أكد لبيدرسن أن “الأردن لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى تجمع الركبان من أراضيه أو دخول أي شخص من التجمع إلى أراضي المملكة لأي سبب كان وأن حماية مواطنيه من جائحة كورونا هي الأولوية الأولى”.

يذكر أنّ الشعب الأردني يعيش في ظل ظروفٍ إنسانية ومعيشيةٍ صعبة وكان خرج متظاهرون رددوا عبارةٍ تفضح الملك قالوا فيها؛ ” يا ﻻ العار.. الملك يلعب قمار!!”.

وبالعودة إلى الصفدي الذي برر أن “تجمَع الركبان للنازحيين السوريين هو مسؤولية أممية-سورية حيث إنه تجمع لمواطنين سوريين على أرض سورية وأن أي مساعدات إنسانية أو طبية يحتاجها المخيم يجب أن تأتي من الداخل السوري”.

المملكة.. كأنك مفيش!

ويشار إلى أنّ الهيئة السياسية للمخيم قامت بمناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للتدخل والضغط على روسيا لفكّ الحصار المفروض على المخيم منذ أكثر من عام، وأوضحت أن “الركبان” يقبع تحت ظلم ميليشيات الأسد وروسيا وإيران وتفرض حصاراً عليه منذ أكثر من عام غير آبِهة بمصير الأهالي والأطفال الذين يقاومون الجوع والمرض”.

وطالب بيان الهيئة بإحالة ملف حصار المخيم إلى محكمة الجنايات الدولية، واعتبار ما يحدث فيه جريمة إبادة جماعية، محذِّراً المجتمع الدولي من تَبِعات هذا الحصار واستمراره.

ويبدو أنّ “المملكة الهاشمية”!!، لم تسمع بمعاناة المخيم أو تلك المناشدات، على مبدأ “سيدتك مطنش كأنك مفيش”!

إذا لم تستحِ فتنافس مع اﻹمارات:

وعلى ذات الخطى التي خطتها دولة “المؤامرات/اﻹمارات العربية”، التي مدت يدها لمساعدة اﻷسد، بذريعة كورونا، تنصلت اﻷردن من مساعدة المحاصرين بذات الحجة، لتتعدد الوجوه والذريعة واحدة، والمستهدف في اﻹنعاش نظام اﻷسد!

ويذكر أن الأردن أغلق النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم سابقاً الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة، كما أغلق الحدود ضمن إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا.

كما أغلقت اﻷردن حدودها بشكل كامل، ورفضت استقبال الحالات الطبية بما فيها حالات الولادة.

ورغم توجيه نداءات إستغاثة من طرف هيئة العلاقات العامة والسياسية في المخيم، إلى اﻷردن طالبت فيه بالسماح بعلاج الحالات الحَرِجة من قاطني المخيم، وضرورة مساعدة النساء اللواتي يحتجن إلى عمليات قيصرية من أجل الولادة، إﻻ أنّها بلا أثر على أرض الواقع.

ويذكر أن المخيم أنشئ عام 2014، وينحدر معظم القاطنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، وتديره فصائل معارضة مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتخذ من منطقة التنف المحاذية كبرى قواعدها العسكرية في سوريا.

فأين هم من؟

وبعيداً عن التحليلات السياسية، وغيرها، يدور التساؤل الذي يضعه التاريخ بين يدي “المملكة الهاشمية”، انطلاقاً من حديثٍ يرويه ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه: كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)). متفق عليه [379].

ألم تجد الهاشمية صيغة إنسانية على اﻷقل تتماشى فيها مع وصية النبي صلى الله عليه وسلم، أم هو استسلام كامل إلى سايكس بيكو، حول القضية اﻹسلامية إلى عربية، والعربية إلى قضية حارات وشوارع!!

والجديد بالذكر أن مخيم الركبان يخضع لحصار خانق بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط ((روسي))، وإغلاق طريق الضمير من قبل عصابات النظام، إضافة إلى إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.

ويسجل التاريخ بالتفاصيل أنّ الأردن يرفض إدخال المساعدات إلى”الركبان”.. والمخيم يتعرض للإبادة على عينك يا تاجر!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى