غير مصنف

من ينقذ سفينة الوطن؟؟

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

السقوط الأخلاقي بلاقاع أحد أدوات نظم الاستبداد والفساد والفشل في شغل الرأي العام والسيطرة على الشعوب بعيدا عن قضاياه المصيرية في حفظ الدين وحقوق الدنيا، ،، وهو إحدى الصور البديلة للإدمان ونشر المخدرات لتغييب الوعي وترسيخ اليأس والإحباط التي تقوم به الأجهزة الأمنية والمخابراتية ….. نمط متكرر في الأنظمة العربية الفاشلة وأجهزتها غير الأخلاقية ،،، والتي كان رئيس مجلس شورى مبارك قائد لها في ستينيات القرن الماضي ، واقع هذا السقوط ليس بعيدا عن أحد، ، خاصة بعد انقلاب ال 3 من يوليو 2013 ،، لشغل الفراغ الذي تركته جماعة الإخوان والحركة الإسلامية.

نفس الأجواء في السقوط غير الاخلاقي عاشته مصر بعد نكسة العام 1967 وحتى بدايات السبعينيات ،، عندما اجتاحت مصر سلسلة من الافلام السينمائية التي تروج للرذيلة وهدم الاخلاق المصرية والإسلامية التي يعتز بها شعب مصر حتى غير الملتزمين دينيا منهم ،،، ثم قدر الله الخير لهذا البلد فكان العود الحميد للأخلاق بدايات الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة والتي كان شعارها الله اكبر والذي هز وجدان الجنود والشعب وكان النصر من الله مؤزر.

السقوط الاخلاقي والفكري والعقدي في السنوات ال 7 الأخيرة يمثل ثقوب غائرة تهدد سفينة الوطن بالغرق في تكرار مخزى لفترة نهاية الستينيات وكأننا لم ولن نتعلم ،، سيطرة الأجهزة الامنية و المخابراتية على نفس الوسط المسمى بالفني وإدارة الممثلين والممثلات والغناء والدراما بالريموت كنترول وكأنهم دمى على خشبة مسرح الكوميديا السوداء .. زد على ذلك حالة التيه التي يعيشها ملايين الشباب … رصيد الأمة.. فلا علم ولا تعليم حقيقي لكن عبث في عبث.

فترة الستينيات انتهت بالهزيمة النكراء والتي سميت بالنكسة .. على غرار لا أكذب لكني أتجمل… كنوع من الفهلوة المصرية المعهودة وان كانت إلى النكبة أقرب فقد ضاعت الأرض والكرامة وسحقت الجيوش العربية سحقا.

في فترة ما بعد الانقلاب .. سلمت الأرض تسليم مفتاح بتأييد معتوه للنظام والمخابرات والأمن والإعلام والبرلمان والنخبة الموالية، ،وفرط في الثروات ،، آبار غاز شرق المتوسط ،، وانشغل الجيش عن عمد بالأعمال التجارية العقارية والمشروعات الاستثمارية … بعيدا عن رسالته المقدسة في حماية الحدود ،، لذا كان دوره في القضاء على الإرهاب في سيناء محير ويثير تساؤلات لا إجابة لها .

خلاصة المسألة، ،، عندما ثقبت سفينة الوطن في العام 67 وما بعده قيض الله لهذا الوطن زمرة طاهرة من الشرفاء الوطنيين من النخبة السياسية وطلاب الجامعات والاتحادات العمالية كان لها الدور والأثر في العود للمسار الصحيح الذي يليق لمصر الكبيرة.. وكان نصر أكتوبر والصحوة الإسلامية المباركة.

ويبقى السؤال، ،، من لهذه المرحلة وسفينة الوطن على وشك الغرق المتعمد ؟ في نفس الوقت الذي يبطش فيه نظام الانقلاب بكل من يحاول الانقاذ، ،، ؟؟

ألا من بقية خير في هذا الشعب الجريح المكلوم ،،، في الداخل او المنافي ،، كل حسب طاقته وظروفه ،،، يتقدم الصفوف ،، بعيدا عن الاشتباكات و الانشغالات الفارغة ،، ينشر الوعي ويصحح المفاهيم ويوضح الرؤى ويكشف الحقائق ويشد العزائم ويعزز الثقة ، ليكون سببا في فتح من الله قريب ،،، حتى تدق ساعة الخلاص فيكون الشعب حاضرا وليس مغيبا ،،، حفظك الله يا مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى