مقالات

حرب اليمن 1994.. حربٌ مشروعة لمواجهة الصلف الخليجي

محمد الخامري

كاتب ومحلل سياسي يمني
رئيس تحرير صحيفة إيلاف اليمنية
عرض مقالات الكاتب

كثر الحديث عن حرب صيف 94 وماعرفت حينها بحرب الردة والانفصال في اليمن، وأصبح الاقتراب منها تابوهًا مخيفًا يتبعه تصنيف أخوف وتهم جاهزة ومعلبة لتجريمك، وهي رغبة إقليمية لتمرير أجندات سياسية مشبوهة تستهدف اليمن ارضا وانسانا، دون فرق، ورغبة محلية لدى بعض الأيادي القذرة التي تجد ضالتها في الأزمات والحروب وغياب الدولة، وتراها فرصة سانحة للتربح والإثراء على حساب اليمن..

البعض يحصر تلك الحرب التي بدأت في 27 ابريل 94، وانتهت 7 يوليو من نفس العام في أفق ضيق لاستهداف حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين الذين شغلوا أبوظبي وأصبحوا شغلها الشاغل)، وأصبح الاصلاح مهمومًا بكيفية مواجهة الموجة التي تستهدفه، ويحاول عبثًا تجميل موقفه، والتبرؤ من تلك الحرب، ورمي تبعاتها كاملة على الرئيس السابق علي عبدالله صالح رغم انه كان أحد أطرافها الفاعلين باصطفافه وخوضه الحرب إلى جانب الشرعية ضد الانفصال آنذاك، كموقف وطني مشرف..

وللتدليل على أن مايثار من غبار ونبش وتهكم ومحاكمات عبثية للمواقف والنوايا حول تلك الحرب ،إنما هي أجندات سياسية قذرة ونزق مدفوع، وليست انتصارًا للجنوب ومظلوميته؛ يلاحظ عدم الحديث عن الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان رأس الحربة الأولى في حسم تلك الحرب، وهو من أعلن انتصار الشرعية ودخوله بقواته من (الزمرة) عدن يو 7/7، وكان قد كوفئ أثناء الحرب؛ كجرعة تحفيزية بتعيينه وزيرا للدفاع، وبعدها بثلاثة أشهر فقط تم تنصيبه نائباً لرئيس الجمهورية..!!

شخصياً كنت ولازلت أرى انها كانت حربًا مشروعة، تم فرضها على الرئيس السابق آنذاك من قبل مموليها الخليجيين، الذين دفعوا المليارات للعودة للانفصال وإشعال حرب اهلية بين الشطرين؛ تأكل الأخضر واليابس، لاسيما مع وجود قوتين عسكريتين آنذاك (جنوبية وشمالية) بكافة تشكيلاتها وقوامها وعتادها وعدتها كجيشين منظمين، ولم يجد الرئيس صالح حينها بُداً من خوض تلك الحرب دفاعًا عن نظامه وبلاده ووحدته وشعبه، كحق مكفول شرعاً وقانوناً، وتنص عليه مواثيق الأمم المتحدة..

الممارسات التي انتهجها النظام السابق المأخوذ بنشوة النصر بعد الحرب؛ من الإقصاء والتهميش والفصل التعسفي والإحالة الجماعية للتقاعد، ومارافق ذلك من النهب المنظم للأراضي والممتلكات الخاصة والعامة وغيرها من الممارسات غير السوية التي مارسها النظام بعقلية المنتصر آنذاك؛ هي الجريمة الحقيقية التي تؤخذ عليه تاريخيًا، وستلاحق كل من تورط بها أدبيًا كنظام سمح وتراخى حيالها ،بل وشجعها ومارسها، وماديًا كأفراد مستفيدين من عبث تلك المرحلة، بمن فيهم قيادات اليوم في الشرعية كالرئيس هادي ونائبه الاحمر، وبعض المسئولين المدنيين والعسكريين..!!

الخلط بين النقطتين (الحرب وممارسات مابعدها) جريمة مقصودة لخلط الأوراق وتعميق الشرخ المجتمعي بين اليمنيين، وإثارة حرب استنزافية أخرى على أساس جغرافي بين الشمال والجنوب رغم أن الحرب آنذاك لم تكن بينهما كشعب، بل كانت بين قوتين سياسيتين (طرفا اتفاق الوحدة) تمتلكان قوتين عسكريتين، وكان هناك تجييش شعبي مع وضد لكلا الطرفين على حد سواء..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى