مقالات

طوفان كورونا وطوق النجاة

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

مرة أخرى يعيش سكان الأرض طوفان جديد ،، جاء الطوفان الأول في عهد نوح عليه السلام ليطهر الأرض مما اثقلها من الشرك ومجاهرة الله بالمعاصي والإعراض عن هدى الأنبياء ،، وها هو الطوفان الثاني ،، جاء ليطهرها من كبر الإنسان وغروره وظلمه وفجوره ،، بعد ان اختلت كل الموازين ،،، فلا عدل ولا رحمة بل ظلم وقسوة ،،، يموت مئات الالاف قهرا وجوعا وفتكا ،،، ويسجن مئات الالاف ظلما وكيدا ،،، ويموت عشرات الآلاف هربا وغرقا ،،، فكان لابد من تدخل لاعادة الضبط ،، حتى تكمل الحياة مسيرتها.

ها هو العالم بغربه وشرقه يترنح كالسكران او كالمجنون تحت ضربات فيروس لا يرى بالعين المجردة ،، اوهمونا او اوهموا أنفسهم ،، بقوة الغرب ،، وبقوة أمريكا ،، وما ادراك أمريكا ،، قبلة الحكام ،، وجنة الإنسان ،،، فانظر ايها العاقل ماذا حدث ويحدث ، بل وماذا سيحدث.

واقع كارثي على جميع المستويات انهارت أمامه الإمكانات وفشلت الاستراتيجيات وانفرط عقد التحالفات ،، وبات الإنسان الغربي بصفة خاصة ، الانسان الذي ظن أنه سيد الكون بل والهه ،، تائها حائرا منهزما ،، بل ارتد إلى عصوره الأولى، ، عصور البدائية والتخلف، ، راجع مشاهد الاشتباكات العنيفة في محلات ومراكز بيع السلع الغذائية في مدينة الضباب ومدينة النور ،، لندن وباريس ،

أما عالمنا العربي وغالبية الإسلامي فلا جديد، ، مازال نمط الإدارة الفاشل والفاسد هو السائد، ، تعتيم وتضليل ،، وادعاءات كاذبة بخادعون الله في حياة البشر وما يخدعون الا أنفسهم ،،

طال الزمن او قصر ستمر جائحة كورونا بما لها من دروس و رسائل وما عليها من تداعيات و خسائر ،، على الأرواح والاقتصاد والسياسة والاجتماع، ، يتوقع البعض أنها ستكون على غرار خسائر وتداعيات الحروب العالمية السابقة ،،

ويبقى السؤال ،،، وماذا عن مصرنا ؟ فالغرب لا يحتاج نصائحنا ،، وما هو طوق النجاة من هذا الطوفان ؟

اولا ،،، اتخاذ كافة التدابير الصحية بجد وحزم ومصداقية وتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة من ميزانية الدولة جنبا إلى جنب مع تطوعات القطاع الأهلي الخاص والخيري، ، ولو وثق الناس في جهة الإدارة لتبرعوا بأرواحهم ودمائهم لكن فقدان الثقة ازمة تحرم الخير وتمنع البركة

ثانيا ،،، فتح مجال المشاركة المجتمعية للنقابات خاصة المهن الطبية ،، والجمعيات الأهلية، ، والكيانات و الائتلافات والأحزاب السياسية، ،، اما اختزال مؤسسات الدولة في مؤسسة الجيش فقط فهي خطيئة جديدة مضافة

ثالثا ،،، التقرب إلى الله ،،، بالمصالحة المجتمعية وإنهاء الانقسام والتشرذم ،، ووقف الانتهاكات والمظالم التي تحرم التوفيق وتعوق قبول الدعاء بل وتنزل البلاء ،، وإطلاق سراح السجناء السياسيين بتهم هي أقرب لأوسمة الشرف ،، ورد الحقوق والممتلكات التي نهبت واخذت ظلما وزورا ،

،،، أيها الحكام ومن تبعهم من القطعان ،،، الظلم ظلمات في الدنيا ،، كورونا وغيرها ،، وفي الآخرة ،، كفاكم حربا لله بانتهاك حرماته في الارواح والأموال والدماء، ،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى