مقالات

تشريح الكورونا بالشكوك

الدكتور عزت السيد أحمد

كاتب ومفكر سوري
عرض مقالات الكاتب

وتتصاعد أزمة الكورونا علىٰ غير المتوقَّع. ويزداد انتشار هٰذا الفيروس بطريقةٍ عجيبةٍ تستدعي الكثير من علامات الاستفهام، ويزداد عدد الضحايا علىٰ نحو متسارعٍ ما بَيْنَ إصابات ووفيات. كل هٰذا علىٰ الرَّغْمِ من كلِّ الاحتياطات والتَّشديد في إجراءات الحجر والحظر ومنع التَّجول بمختلف أنواعه في مختلف أنحاء العالم تقريباً… بل علىٰ الرَّغْمِ من الاحتياطات السابقة علىٰ انتشار الوباء خلاف ما يزعم الجميع منن أنَّهُ بوغتوا وكأنهم تلقوا وعودا من قيادثة ثورة الكورونا بأنها لن تهاجمهم وهاجمتهم مخلفة وعودها!!!

على الرغم من كل الاحتياطات فإنَّ أرقام الإصابات في ازديادٍ مريبٍ. تصاعدٌ مثيرٌ للقلق والرُّعب في حقيقة الأمر، ومثيرٌ للتَّساؤلات المريبة بل المثيرة للدَّهشة فيما يمكن تخيله من محتملاتٍ وراء هٰذه التَّساؤلات وما يتوقع من إجابات عليها… والدعوة إلىٰ التفكير مليًّا في هٰذا الوباء وأصوله وأسبابه ونتائجه وغاياته ومآلاته إثر هٰذه التَّساؤلات.

الحكومات متشدِّدةٌ وتتَّخذ إجراءاتٍ مشدَّدة، ولٰكنَّهَا في الحقيقة، أيْ الإجراءات والتَّشدُّد، في ظاهر الأقوال والتَّصريحات التي باتت معلومة عن الكورونا وفيروسها، لا تتناسب أبداً مع المعطيات المرفقة عن طبيعة هٰذا الوباء ومدىٰ الخطورة التي يصورها الأطباء، وحَتَّىٰ عن كيفيَّة أو كيفيَّات الوقاية… كلُّ هٰذه المعطيات تجعلك تقف حيراناً مندهشاً أمام التَّشدد والكثرة في الإجراءات التي تتَّخذها، حَتَّىٰ باتت أكثر دول العالم في حالةٍ حجرٍ صحيٍّ شاملٍ وشبه حظر تجوُّلٍ في الشَّوارع علىٰ مدار اليوم. ولتزداد المفارقة إدهاشاً فإنَّ أكثر هٰذه الدُّول التي اتَّخذت هٰذه الإجراءات ليست دولاً عادية ولا بسيطة إنَّهَا الدول المتطوِّرة بل أكثرها تطوُّراً وتقدُّماً علميًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا. ومعها كثيرٌ من دول العالم الثالث في المنحىٰ انجرفت وراء هٰذه الإجراءات بداعي الهلع أو رُبَّما بدواعٍ أُخْرَىٰ نجهلها وقد نتخيلها.

أمرٌ مريب حقًّا.

هل تمتلك هٰذه الدُّول بيانات تخفيها عن النَّاس عن مدىٰ خطورة هٰذا المرض وآليات انتشاره؟ أم تظلُّ فرضيَّة اللعبة والعبث بالشُّعوب أمراً قائماً بقوَّة كما يطرح الكثيرون. ولا غرو في ذٰلك فقد تابعنا عشرات التَّقارير المحوريَّة التي تحفر حول هٰذا الوباء وأصوله وتثير الشُّكوك حوله، وتزامنت معها تقارير وتصريحات من شخصيًّات مهمة وعلىٰ بيِّنة وبينات من الحقائق تثيرُ الشُّكوك في الأهداف من حملة التَّهويل والرُّعب والكذب في التَّعامل مع وباء الكورونا.

ليس من العجيب ولا الغريب أن يقوم النَّاس من مختلف الأديان بمواجهة هٰذا الوباء وما مثله بالدُّعاء والتَّضرعُّ. وهٰذا ما كان فعلاً إذ كثرت الأدعية ليس التي يدعوها النَّاس فرادىٰ وجماعاتٍ وحسب بل التي يسجلونها ويتداولونها من خلال وسائط التَّواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها. بعضها من باب الحرص علىٰ النَّاس وحبِّ الخير للناس.

لا يوجد أيُّ غرابةٍ في ذٰلك الأمر، حَتَّىٰ لقد وجدنا قادة دول علمانيَّة وقادة علمانيون يتضرَّعون إلىٰ الله أن يقف معهم في مواجهة هٰذا الوباء، وعلىٰ رأسهم الرَّئيس الأمريكي رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم الذي دعا إلىٰ إعلان يومٍ وطنيٍّ للدُّعاء والتَّضرع إلىٰ الله، بل وهو العدو اللدود للإسلام والمسلمين صار يتردَّد علىٰ المساجد ويكثر من لقاءاته من المسلمين، ويستمع للقرآن وينتظر دعاء الشيوخ!!! ومثله تقريباً فعل عددٌ من قادة العالم… ما عدا قوَّاد دول المسلمين فإنَّهَم لم يفكِّروا في ذٰلك، بل رفضوا ذٰلك، بل حاربوا ذٰلك، بل إنَّ بعضهم اعتقل من أصرَّ علىٰ الذَّهاب إلىٰ المسجد للدَّعاء لرفع البلاء، وأودعه السجن واتهمه بالخيانة الوطنيَّة!!!

من الحماقة بمكان الطَّعن في حقيقة الوباء الذي أوصل العالم اليوم إلىٰ مرحلة الشلل؛ الشلل شبه التَّام في كلِّ شيءٍ، والتَّام في قطاعاتٍ كثيرةٍ.

ومن الحماقة بمكان أيضاً التَّقليل من خطورة هٰذا الوباء من النَّاحية البيولوجية والفزيولوجية.

ومن الحماقة بمكان غضُّ النَّظر عن الآثار النَّفسية الخطيرة التي انعكست عنه حَتَّىٰ الآن علىٰ الشُّعوب جماعات وأفراداً، وستنعكس لاحقاً علىٰ البشر في أصقاع الأرض.

لا يوجد شكٌّ في أنَّ هٰذا الفيروس خطير ومهلك وغير ذٰلك مما يقال عنه.

نحن لا ننكر صفات الفيروس وفاعليته.

ولٰكن من الحماقة بمكان التَّغاضي أو عدم التَّفكير فيما قد يكون كامناً للبشرية في الزوايا فيما لو صدقت توقعات الكثيرين بأنَّهُ لعبة سواء أفلتت من السيطرة أو أنَّها ما زالت تحت السَّيطرة. ففي الحالين: أكان أفلت من السيطرة أم لم يزل تحت التَّحكم، فإنَّ التَّبعات أخطر من أن يمكن إدراكها، وما أمكن إدراكه حَتَّىٰ الآن أشدُّ خطورةً من أن يستطيع تخليه الكثيرون.

إنَّنا أمام أمرٍ جللٍ بكلِّ المعايير والمقاييس والحسابات. ولذٰلك لا يجوز بحالٍ من الأحوال أن نغمض أعيننا أبداً عن التَّساؤلات الكثيرة المريبة والخطيرة التي تحيط بانتشار وباء الكورونا بهٰذه الطَّريقة والتَّهويل من جهات ثلاث: الآليَّة والكميَّة والنَّوعيَّة. فالآلية ذاتها مريبة وتثير العديد من التساؤلات، والكمية أو الأعداد التي يتم الإعلام عنها أيضاً لافتةٌ وتثير الريبة والشكوك إذا ما أخذنا بعين الحسبان ما يتداوله النشطاء من معلومات علىٰ وسائط التَّواصل الاجتماعي، والنَّوعيَّة من جهة البيئات التي استشرى فيها والأشخاص الذين أصابهم هٰذا الوباء.

التساؤلات هي التي تفرض ذاتها بذاتها وتفقأ أعين من لا ينتبه إليها بعدما انتشر واشتهر من معلومات وبيانات، فنحن إذن لن نخترع التساؤلات من محض الخيال، ولن نختلق المشكلات حبًّا في اختلاق المشكلات، ولا رغبةً في المشاكسة ولا ولعاً بالمناكفة. نحن أمام تساؤلات مريبة جديَّة تمام الجديَّة تفرضها الأحداث علينا فرضاً، وإن كنت أتحدث فيها وأثيرها فلا أظنُّ أنَّني من اكتشفها أو أول من اكتشفها، وإن لم يخل بعضها من هٰذا القبيل، إنَّهَا من شدَّة الانتشار ما جعلها فيما أظن تتراقص أمام أعين الجميع في أرجاء العالم. هٰذه التَّساؤلات مع الأسف ستزيد الغموض في المسألة أكثر مما هي غامضة بطبيعة حالها. وستزيد الأمور إرباكاً أكثر مما هي مربكة بطبيعة حالها… وفي الوقت ذاته ستفتح أمامنا آفاق تساؤلاتٍ كثيرة لا تقلُّ عنها في الخطورة. وتفرض علينا التفكير فيما سينجلي عنها من نتائج محتملة.

أول هٰذه الأسئلة وأخطرها فيما أظن يدور حول طريقة الوقاية من الفيروس فيما لو أصيب المرء، أو ظن أن أصيب أو ما يجب أن يفعله حَتَّىٰ يقهر فيروس الكورونا فيما لو انتقل إليه من دون أن يدري.

انظروا إلىٰ الأمر وفكروا معي قليلاً في الموضوع:

إنَّ التَّقارير الطبية في أرجاء العالم تجمع إجماعاً غير مسبوق في بقية الفيروسات الوبائية السابقة وغيرها من الفيروسات غير الوبائية مثل الإنفلونزة أو الأيدز… أكرر: تجمع كلها علىٰ أنَّهُ الوقاية من هٰذا الفيروس حَتَّىٰ لو تمت الإصابة به تكون بالغسيل والمضمضة واستشاق الماء (مثل الوضوء)، فإنَّ هٰذه العملية تقوم بقتل فيروس الكورونا، والأدهى من ذٰلك أن تزحطه وتشحطه إلىٰ المعدة بدل جهاز التنفس، فتقضي عليه المهدة.

دعك من تزحطه وتشحطه وليست مزاحاً بأي حال، فإنَّ هٰذا اغسيل يؤدي إلىٰ القضاء علىٰ فيروس الكورونا!!!

هٰذا ليس فيلماً هنديًّا. بالغسيل والتمضمض واستنشاق الماء تنتهي فاعلية الفايروس.

فكروا الآن قليلاً:

بداية لماذا فيروس الكورونا دون سائر الفيروسات يمكن القضاء عليه بهٰذه السُّهولة، وبهٰذه الطَّريقة السهلة البسيطة المجانية، ولا يمكن ذٰلك مع الفيروسات الأُخْرَىٰ العادية والأخطر والأقل خطورة؟!!!

ثمَّ بعد ذٰلك، واترك الفيروسات الأُخْرَىٰ بحالها. دعونا نتساءل:

أين شاهدنا هٰذه الطريقة في التعامل للتخفيف من خطر ما ورُبَّما القضاء عليه ولو نسبيًّا؟!

ألا تذكرنا هٰذه الطريقة بطريقة السيطرة علىٰ السارين؛ السلاح الكيميائي؟!

والآن ينتصب السؤال القديم من جديد: لماذا لا تتم الوقاية من الفيروسات الأُخْرَىٰ بهٰذه الطريقة؟ أليست في المبدأ واحدة؟ أم فيروس الكورونا من عائلة فقيرة ويستسلم أم رشة ماء؟!

هنا ينفتح الأفق علىٰ بعض التقارير العلمية التصريحات الطبية لمسؤولين طبيين كبار التي تذهب إلىٰ انَّ الفيروس الكوروني ليس فيروساً وإنما هو سلاح بيولوجي، بل الأخطر من ذٰلك أنَّهُ سلاح بيولوجي جيني محدد الأهداف، ضحاياه المميزون يتسمون بخصائص بيولوجية محددة. ولا ينتقل كما قالوا بالعطس والنفخ والمصافحة والمرافسة، وإنَّما ينتقل عبر الهواء مثل الأوبئة الهوائيَّة كالطَّاعون والكوليرا.

هٰذا التفسير مرعب في حقيقة الأمر، يفسر لنا هٰذا الانتشار المريب العجيب في أصقاع الأرض إذا كانت الأرقام المعلن صحيحة. ولٰكنَّهُ في الوقت ذاته يضعنا ويضع البشرية أمام السؤال الأكثر إحراجاً وإرباكاً، وهو:

عندما كانت البشرية متخلِّفة، لا تمتلك واحداً بالمليار من قدراتنا العلمية والتقنية اليوم والتكنولوجية والتواصلية، لم يكن الوباء ليتجاوز حدود دولة أو اثنتين أو ثلاث بالأكثر أو رُبَّما نصف قارة، ولم يحدث أبداً أن عمَّ وباء قارَّةً كلها. فكيف ولماذا وتحت أي بند اخترق هٰذا الفيروس كل دول الأرض، أظن ولست علىٰ يقين أنَّهُ لا توجد دولة في العالم اليوم ليس فيها الكورونا قليلاً أو كثيراً.

قد يقول بعض: اليوم توجد الطائرات والحافلات والتنقل السريع. سأقبل بذٰلك ولٰكنَّ ذٰلك أيضاً لن يقدم تفسيراً كافياً لانتشار هٰذا الفيروس بهٰذه الطريقة الجنونية الواسعة. سنعود إلىٰ ذٰلك بعد قليل.

في المسألة الثانية نجدنا أمام فكرة المباغتة، الكوميدية في حقيقة الأمر. لنقبل أنَّ إيطاليا بوغتت بهجوم المورونا ولم تكن حاضرة ولا مستعدة ولم تكن مهيأة، وهلمَّ جرًّا فكان ما كان من انهيار جميع الجبهات كما وصلتنا المعلومات. وهي، أي إيطاليا، دولة ليست بالعظمى ولٰكنَّهُ ليست متخلفة بحال من الأحوال، إنها في مصاف الدول السبع الكبرى في العالم، وفي الحلين يوجد ما يبرر انهيارها انهيار المرعب هٰذا.

مع ذٰلك لنقبل أنَّها بسبب الغدر الكورونوي انهارت، فماذا عن الانهيار الأمريكي. أي كلام عن عدم استعداد أو جهل أو غدر أو مباغتة كلام فارغ حتماً كما يعلم الجميع. فما مبرر الارتباك الأمريكي من عجزها عن مواجهة هذا الفيروس ليس من الناحية العلاجية وحسب، بل وعجزها عن تقديم الكمامات بثمنها للمواطنين حَتَّىٰ قبلت المساعدات الإغاثيَّة من عدوها أو خصمها اللدود روسيا، هٰذا في حين أن تركيا علىٰ سبيل المثال توزع هٰذه الكمامات أسبوعيًّا مجاناً لكلِّ المواطنين من دون استثناء، بل توصل الكمامات إلىٰ بيوت المواطني، بل وترسل طائرات الكمامات مساعدات إغاثية لعدد من دول العالم.

ألا يوجد شيء من التمثيل في الانهيار الأمريكي؟

وقبل أن أغادر الولايات المتحدة الأمريكيَّة، لست أنا بل الكثيرون في أرجاء العالم شاهدوا حملة يوتيوبات شباب أمريكيين تجوب المشافي والمشافي الميداني وتفضح مزاعم وجود المصابين وعلاجهم. وانتشار السُّؤال العريض في الولايات المتحدة أكثر من غيرها عن سبب الكذب… حَتَّىٰ أرغمت عضو كونجرس أمريكي علىٰ طرح هٰذه المشكلة في الكونجرس والتساؤل عن مدى جدية الموضوع…

وقبل أن نغادر الارتباك والعجز الأمريكي الذي لا نعرف فعلاً إن كان مزعوماً أم حقيقة نلتفت بالطريقة ذاتها إلىٰ الدول الأوروبية الكبرى فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وأيضاً إيطاليا وهي أكبر الدول الأوروبية وهي تصرخ وتولول من الكورونا، مبدية عجزها وانعدام حيلتها حَتَّىٰ وصل الأمر بهٰذه الدول أو بعضها إلىٰ اتسابق في قرصنة بواخر الكمامات في عرض البحر…

فيلم هندي؟! لا، الفيلم الهندي أكثر إقناعاً من ذٰلك.

ولتزداد دهشة، ونبقى في أوروبا، فإن هٰذه هي الدول الأوروبية الأقوى والأكبر بكل المستويات في أوروبا والعالم، فيما دول أوروبية عادية شرقية وغربية لم تتشاكى وتتباكى وبدي عجزها وارتباكها مثل هٰذه الدول الكبرى!!!

أليس في ذٰلك ما يدعوك إلىٰ الدهشة؟!

في المسألة الثالثة دعونا نعد إلىٰ بلد المنشأ. إلىٰ مدينة هوهان أو ووهان أو هيهان الصينية التي ظهر فيها الوباء في أيلول من العام الماضي، واستمر فيها ثلاثة أشهر ينشر بكثرة وبائية ولم ينتقل إلىٰ أي دولة في العالم في تلك الأشهر علىٰ الرَّغْمِ من أنَّ المطارات مفتوحة والسفر متواصل وهلم جرًّا، إذ لم يفرض الحظر إلا بعد أكثر من شهرين من بداية الوباء.

تخيلوا معي الآن هٰذه المفارقة المدهشة إلىٰ أبعد مما تتخيلون:

الغريب المدهش العجيب الرهيب أنَّ الفيروس الكورونوي لم ينتشر في العالم إلا بعد فرض الحظر علىٰ ووهان وإغلاقها. ثلاثة أشهر من تفشيه في ووهان لم يغادرها إلىٰ أي بلد في العالم علىٰ الرَّغْمِ من النشاط والحركة التي لم تتوقف. وفجأة عندما تم فرض الحظر علىٰ ووهان وإغلاقها انتشر في العالم.

الأغرب من ذٰلك والأعجب أن فيروس الكورونا هٰذا قد وثب وثبة طوووويلة إلىٰ إيران وإيطاليا ولم ينتقل إلىٰ أي مدينة صينية حَتَّىٰ المدن المجاورة. تخيل أنَّ العاصمة بكين تبعد نحو ساعة أو ساعتين عن ووهان، وشنغهاي تبعد أكثر قليلاً، وهما من أكثر مدن الصين وربما العالم ازدحاماً… وتواصلاً مع ووهان، ومع ذٰلك لم تعرفها شيئاً عن الكورونا، ولم تغلق فيهما حَتَّىٰ دكان بيع دخان صغيرة!! ولٰكنَّهُ انتقل إلىٰ إيران وإيطاليا!!! إِنَّهُ أمر مثير للدهشة.

والأكثر إدهاشاً من ذٰلك أنَّهُ علىٰ الرَّغْمِ من الاحتياطات العالمية الهائلة بعد تفشي الوباء في إيطاليا وإيران فإنَّ هاتان الدَّولتان كانتا محطتي التَّصدير الأساسيتين لكل دول العالم، بسبب توقف ووهان عن التصدير فيما يبدو، بل لأنَّ ووهان، فيما يفترض باتت مغلقة أصلاً قبل شهرين.

هٰذا يقودنا إلىٰ المسألة الرابعة. ثَمَّة إذن فيما سبق ما يلفت الانتباه ويثير الريبة:

بلد المصدر مغلق مقفل، والعالم احتاط تمام الاحتياط، ومع ذٰلك يتواثب الكورونا بَيْنَ الدُّول وكأنَّه يركب بساط الريح، بل بساط الريح لا يمكنه الانتشار مثله، قل كأنَّهُ يركب الأوكسجين… بل حَتَّىٰ الأوكسجين لا يسير ولا يطير بسرعة طيران الكورونا!!! وهٰذه حقيقة يعترف بها العلماء العقلاء إذا فكروا في الموضوع قليلاً. وإليك بيان توضحي.

انتقلت العدوى إلىٰ الولايات المتحدة الأمريكية بشخصٍ واحدٍ… وعرفوه… ومع ذٰلك نقل العدوى إلىٰ مئات الألوف في أرجاء أمريكا… أيعقل ذٰلك؟؟

مجنون يحكي وعاقل يسمع، أو عاقل يحكي ومجنون يسمع، لا هكذا يمكن الفهم، ولا هكذا.

من الطبيعي أنَّ الشعوب التي لم يصل إليها الوباء أن تظلَّ تتعامل معه بنوعٍ من اللامبالاة وعدم الاهتمام أو الاكتراث. رُبَّما تكون العقليَّة الاجتماعيَّة والثقافة المجتمعية هي السَّبب في عدم هٰذه المبالاة، ورُبَّما يكون السَّبب كما أشرنا عدم وصول الوباء إليها أو لأنَّ حالات الإصابة فيها قليلة أو نادرة، ولٰكنَّ إذا نظرنا إلىٰ خريطة القرارات العالمية في مواجهة الكورونا وجدنا دلالة واحدة هي الرعب الهستيري الذي يكاد أو رُبَّما وصل إلىٰ حالة الرهاب أو الفوبيا…. ولٰكنَّهُم لا تنتقل بَيْنَهم العدوى بهٰذه الطَّريقة الجنونيَّة علىٰ الرَّغْمِ من عدم احتياطهم بَيْنَما رجل واحد نقل العدوى إلىٰ مئات آلاف الأمريكيين في أرجاء الولايات المتحدة مع كلِّ الاحتياطات التي اتخذتها… هٰذا علىٰ الرَّغْمِ من التزام الأمريكيين بالحظر والحجر أكثر من الأسيويين بألف ألف مرة. فكيف يمكن أن نفهم ذٰلك؟

هٰذا يقودنا إلىٰ المسألة الخامسة. من اللافت للانتباه والمثير للتساؤلات أنَّهُ منذ ما قبل وجود أكثر من عشرين حالة في الولايات المتحدة الأمريكية صرح حاكم ولاية أوهايو بأنَّهُ يتوقَّع أن يصاب مليون ونصف شخص في الولاية وحدها، وأن يموت مئات الآلاف.

أنا لا أعرف إن كان حكام الولايات الأمريكية يعلمون في التنجيم في أثناء الدوام الرسمي. وحَتَّىٰ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب نفسه عزف علىٰ هٰذا الوتر ذاته وراح يكرر التوقعات ذاتها منتقلاً في الحكم من مستوى ولاية أوهايو إلىٰ عموم الولايات المتحدة؛ كل يتحدث حسب مساحة حكمه.

علىٰ أيِّ أساس توقعوا هٰذه التَّوقعات؟

أليس في ذٰلك ما يثير الريبة أيضاً؟

والذي يزيد الارتباك والحيرة في فهم الموقف هو الاحتياط لمواجهة الكورونا. فكيف أمكن استنتاج أنَّ عشرين شخصاً سينقلون العدوى إلىٰ ملايين الأشخاص.

والمريب أكثر أنَّ ما تنبأ به ترامب وحاكم ولاية أوهايو قد تحقق بالفعل.

وتزداد الدهشة والريبة مع اليوتيوبات التي أشرنا إليها عن كذب السلطات الأمريكية وفراغ المستشفيات الرسمية والميدانية من أي مصابين يتم علاجهم.

المسألة السادسة المثيرة للريبة والاستغراب هي جغرافيا انتشار الكورونا. نعم، فهمنا كما قالوا أنَّ فيروس الكورونا يهوى الأجواء الباردة، وهي بيئته المناسبة للنشا. ولذٰلك كثرت التوقعاتً بأنَّ نهاية الفيروس ستكون علىٰ يد الشوب في فصل الصيف. ولذٰلك أيضاً ذهب بعضهم إلىٰ تسويغ عدم انتشار في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية بسبب ارتفاع درجة الحرارة فيها، أو علىٰ الأقل عدم انتشاره بالشِّدَّة التي يعيث فيها في أوروبا وأمريكا الشمالية، لأنَّ درجة الحرارة عالية في إفريقيا وآسيا.

لا أستطيع الجزم فيما إذا كان ذٰلك دقيقاً أم غير دقيق، أو صحيحاً أم غير صحيح. فإننا إن قبلنا به تواجهنا مشكلات وتساؤلات، وإن لم نقبل به ستواجهنا مشكلات وتساؤلات, لنذهب إلىٰ ترجيح هٰذا القول وترجيحه هو الأقرب إلىٰ الحقيقة وفق المعطيات السائدة، سنقبل به.

إذا قبلنا ستأخذنا التساؤلات إلىٰ روسيا وكوريا الشمالية ورُبَّما اليابان، حَيْثُ الأجواء البادرة جدًّا وخاصَّة في روسيا؛ نصف روسيا لا يعرف الدفء، ولا يرى الشمس، ومع ذٰلك لا يوجد ايُّ كلام عن انتشار الكورونا في روسيا، ولا حَتَّىٰ في مناطقها الباردة!!!

لماذا؟

هل برد روسيا غير برد أوروبا وأمريكا الشَّمالية مثلاً؟

أم لأن فيروس كورونا لا يتكلم اللغة الروسية؟

واللافت أيضاً أنَّ روسيا في الوقت ذاته من الدول العظمى، شأنها شأن الدول المنكوبة بفيروس كورونا… بما يعني أنَّ كلَّ شروط انتشار الكورونا متحقِّقة فيها، ومع ذٰلك لا يوجد أيُّ حديث عن وباء الكورونا في روسيا لدرجة أنَّهَا متفرِّغة لتبيض التنظير ومساومة من ترسل لهم المساعدات الإغاثية، ومناكفة السعودية في حرب النفط غير مبالية بما تتكبده من خسائر في هٰذه الظروف العصيبة.

فكيف يمكن تفسير ذٰلك؟ وكيف يمكن فهمه؟

المسألة السابعة العجيبة من سلة التساؤلات تنقلنا إلىٰ مناخ آخر. صحيحٌ أنَّ هيجل أحد أعظم الفلاسفة عبر التاريخ وأحد أبرز المشاهير عبر التَّاريخ قد توفي في وباء، لأنَّهُ كان نبيلاً وآثر عدم الهروب ونقل الوباء إلىٰ مكان آخر. إلا أننا لم نسمع عن أديب أو فنان أو شاعر أو سياسي أو أمير أو وال أو ملك عبر سائر التاريخ قد تعرض لوباء أو علىٰ الأقل مات بوباء. بينما مع فيروس كورونا انقلبت الموازين لأول مرة في التاريخ، لن أتحدث عن البرلمانيين الذين أصيبوا بالكورونا فلم يعد لهم حضورة في حضرة القامات الكبرى التي اخترقها فيروس الكورونا، من دون مبالغة فإنَّ فيروس قد اصاب الكورونا العشرات أو ما لا يقل عن أربعين بالمئة أو خمسين بالمئة من ملوك ورؤساء ورؤوساء وزراء ووزراء أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية. هٰذا وحده أمر مريب جدًّا.

هل هٰذا كذب؟

أم هو تمثيل؟

أم هو حقيقة؟

لا ندري الحقيقة.

ولكننا ندري أنَّهُ عندما خرج بوريس جونسون من المشفى الذي يتعالج فيه من الكورونا لم يكن فرد واحد كان يرتدي كمامة أو قفازات أو أي واقٍ من الفيروس… مئات الموجودين في المستشفى الذي ظهروا في خبر خروجه من المستشفى من أطباء وممرضين وإداريين كانوا كأنَّهُم في نزهة ربيعية وكأنَّ شيئاً لم يكن…

وسيزداد الأمر غرابة ودهشة وريبة في هٰذا الشأن تحديداً أن تعلم أنَّهُ في حين قد أصيب زعماء الدول العظمى هؤلاء كلُّهم الذين تحدثت عنهم وسائل الإعلام فإنَّهُ لم يصب رئيس ولا ملك عربي بفيروس كرورونا، بل ولا رئيس وزراء عربي، بل ولا وزير عربي، بل ولا حَتَّىٰ برلماني عربي. أليس في ذٰلك ما يدعو إلىٰ الاستفهام والاستغراب والاستعجاب والاندهاش؟!!!

وينسجم مع هٰذا السياق من الدهشة والريبة أنَّنا لم نسمع أيضاً عن إصابة أيِّ زعيم من أيِّ درجة ليس في العالم العربي فقط بل إفريقيا وآسيا قاطبة بما فيها الصِّين التي هي بلد المنشا، وهٰذا علىٰ الرَّغْمِ من أن الرئيس الصيني زار مرتين مدينة ووهان بؤرة الوباء.

أوليس في ذٰلك ايضاً ما يدعو إلىٰ الشكوك والريبة؟!

قد يتنطع بعض للدفاع عن ارئيس الصيني والزعماء العرب والآسيويين وزعماء العالم الثالث بأنَّهُم كان محتاطين. هٰذا جميل، سنقبل بذٰلك. ألم يكن زعماء أوروبا وأمريكا والسياسيون الذي أصيبوا بمحتاطين؟!

وعلىٰ فرض، سنقبل بأنَّ الفيروس باغاتهم كلهم، واخترقهم كلهم علىٰ حين غرتةٍ منهم كونهم لم يلبسوا الكمامات وغيرها، وهٰذا بالمقايسة غير مقبول. فما بال فريق فالنسيا الإسباني الذي ذهب إلىٰ إيطاليا ولعب مبارة وهو محتاط كلَّ الاحتياطات ومع ذٰلك عندما عاد إلىٰ إسبانيا وفحص الوفد وجد أنَّ 35 بالمئة من أعضاء الوفد مصابين بالكورونا. وتخيلوا أنَّ اللاعبين الذي يحتكون باللاعبين من دون كمامات لم يصابوا، بَيْنَما الكادر الإداري المحتاط كلَّ الاحتياطات قد أصيب أمثر من نصفه بالكورونا!!! أليس ذلك أمراً مريباً وداعياً إلىٰ الشكوك والتساؤلات؟!.

المسألة الثامنة وهي من المسائل المهمة والخطيرة والمريبة في الوقت ذاته. فقد بات من الواضح لدى، وفق مختلف التقارير ووسائل الإعلام في أرجاء العالم، أمران مهمان مصيريان وحاسممان:

أولهما: أنَّ كبار السِّنِّ هم الضَّحايا المضمونين لفيروس الكورونا.

ثانيهماً: أنَّهُ لم يتم اكتشاف العلاج للكورونا. وهٰذا قطعي لا جدال فيه وفق كل المعطيات المتاحة بَيْنَ أيدينا.

عنصران معاً إذا وضعناهما أمامنا ونظرنا أيضاً في المعطيات القطعية وفق وسائل الإعلام فإننا سنكون أمام مفارقة عجيبة وشكوك مريبة. والسؤال الذي يفرض ذاته الآن بقوة: ملكة بريطانيا التي عمرها فوق المئة سنة، وولي عهدها وأكثر من واحد من أبنائها ورُبَّما زوجها جميعاً أصابهم فيروس الكورونا. ومعهم الرئيس الأمريكي ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ونتن ياهو، وغيرهم كثيرٌ من كبار المسؤولين الذين أشرنا إليهم في العالم الغربي… كلهم طاعنون في السن أو كبار السن وأصيبوا بالكورونا، ولٰكن مع ذٰلك فهم يتواثبون تواثب الخيل في البرية، ولم يموت أحدٌ منهم، وتم شفاؤهم مع عدم وجود علاج!!!

أليس في ذلك ما يدعونا للتساؤل والريبة؟!

أم أنَّها فعلاً لعبة؟

إذا كانت لعبة فإنَّ المعترضين كثيرون، وقد اعترضوا منذ البداية قائلين:

ـ كيف تكون لعبة والكل خاسر، والخسائر بترليونات الدولارات. العالم كله متوقف بكل مفاصله وتفاصيله الصغير والكبيرة…

هٰذا يعني أنَّهُ مهما كانت الأرباح التي ستجنيها الأطراف التي تلعب اللعبة فإنها لن تعامل واحدا بالمئة ألف أو رُبَّما من أكثر بكثير من الخسائر التي تعرضت له هٰذه الدول ذاتها وسائر دول العالم.

اعترض منطقي فيما لو كان الذي سيربح قد خسر فعلاً.

ومن الحماقة بمكان تخيل أن شركات الأدوية هي التي لعبت اللعبة. لأنَّ هٰذا يفترض وجود شراكة بَيْنَ شركات الأدوية في العالم، ويفترض افتراضات كثيرة غير منطقية ولا واقعية ولا ممكنة، ولا توصل في المحصلة إلىٰ تكوين برهان يقنع بأن شركات الأدوية هي التي تلعب هٰذه اللعبة.

هٰذا سيعيدنا إلىٰ الحرب البيولوجية، بل والأخطر أن تكون حرباً جينية.

إذا سرنا في هٰذا الاحتمال فأنا أستبعد أن تكون حرباً بيولوجية وإنما أفترض وأتوقع أن تكون تجربة لسلاح بيولوجي أو كما قلت الأخطر سلاح جيني بناء علىٰ بعض المعطيات التي اشار إليها بعض الخبراء والمختصين.

وإذا كان الأمر كذٰلكَ فإن الخسائر كلها لا قيمة لها أمام نجاح التجربة.

وفي هٰذا السياق ذاته طرح عدد من المختصين المتباعدين في أرجاء العالم فرضية أنَّ هٰذا تمهيد لما يسمى (5G) ووضع العالم تحت سلطة الإدارة الإلكترونية للبشرية، وهٰذه فرضية مطروحة قبل الكورونا بعشرين سنة علىٰ الأقل ولم تظهر بسبب الكورونا.

وهنا ينتصب سؤالٌ جديد بالضرورة: من هو الذي يقود هٰذه التجربة؟

بعضهم يقول الصِّين، وبعضهم يقول أمريكا، وبعض أدرج فرنسا. والكل يستبعد روسيا الضليعة بمشروع السارين.

الخيوط الظاهرة تشير إلىٰ وجود جوقة عابرة للحدود تقود العملية، إذا كانت فعلاً تجربة لسلاح بيولوجي أو جيني وتمهيداً لجيل قادم من البشرية، ولا يمكن أن تكون سلطة دولة محددة بعينها. والأمر الأكثر إدهاشاً وريبة في الموضوع هو اكتشاف عدد من الكتب نشرت في غضون العقود الثلاثة المنصرمة، أي قبل الكورونا بربع قرن أو أكثر أو أقل قليلاً تتضمن تحديدات دقيقة لظهور هٰذا الوباء بالاسم أو بالشكل في هٰذا العام تحديداً، ولا أدري مدى دقة الناقلين لأني لم أطلع علىٰ أي كتاب منها اطلاعاً مباشراً. ولٰكنَّهَا تبقى في عين الحسبان.

وختاماً، لا أظن أنَّني طرحت كل التساؤلات التي يمكن أو يجب طرحها في هٰذا الموضوع الخطير الذي شل الكرة الأرضية تقريباً. لا شكَّ في أنَّ ثَمَّة غيرها ورُبَّما غير قليل عدداً وليس أقل ريبة. علىٰ أنَّ ما يجب أن أنهي به الكلام في هٰذا الموضوع الآن، وهو ما قد يكون موضوع مقال آخر:

كل هٰذه التساؤلات لا تنفي أبداً أن يكون هٰذا الوباء بهٰذا الشَّكل ابتلاء إلهيًّا. فلا تعارض بَيْنَ المسارين بحال من الأحوال. فالابتلاء الإلهي ليس بالضَّرورة حجارة سجيل تلقيها طيور لا تعرف الحياة الأرضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى