مقالات

مصطفى كاظمي عميل إيران الأول في العراق؟

داود البصري

كاتب وصحفي عراقي
عرض مقالات الكاتب

لا يحتاج المرء لجهد في إقرار حقيقة ميدانية متجسدة في الواقع العراقي تقول صراحة بأن عراق اليوم ومنذ سبعة عشر عاما كاملات هو ملعب إيراني كامل المواصفات ، بل أن البلد بقضه وقضيضه بعربه و أكراده تحت سطوة النظام الإيراني مهما تذرعت الحكومات العراقية المتعاقبة بنغمة السيادة النشاز ، وهي نغمة أضحت مستهلكة ولاقيمة حقيقية لها ، و إذا كانت التظاهرات الشعبية العراقية التي إنطلقت في أكتوبر الماضي كانت تمثل صحوة شعبية وشبابية ضد الأوضاع السائدة وهي بمثابة الربيع العراقي و الخريف الإيراني إلا أن أساليب التخطيط الإيراني الخبيث وعفوية الجماهير و بساطتها و حجم الخبث المتجسد في الأحزاب و الجماعات الطائفية العراقية إضافة لجائحة كورونا قد تجمعت جميعها لتحد من إنطلاقة الحركة التغييرية و لتفرض واقعا جامدا يمكن معه لدوائر الخبث الإيرانية أن تلعب لعبتها القذرة وهي خبيرة بتلك الآلعاب أي التتنكر لمطالب الجماهير و إستعمال أقصى أدوات العنف و أساليبه مع عدم وجود رأي عام دولي حقيقي أو أداة ضغط دولية فاعلة تمنع العصابات الطائفية من ممارسة جرائمها القذرة و الإرهابية ضد الجماهير ، لقد قدم الشباب العراقي مئات الضحايا و آلاف الجرحى دون أن تتزعزع لبنة من لبنات البناء السياسي العراقي الهش ، والذي دخل مع تكليف رئيس مايسمى بالمخابرات العراقية مصطفى مشتت كاظمي بتشكيل الحكومة في منعطف جديد ، فمجيء شخص لاقيمة حقيقية له في أوساط المعارضين العراقييين السابقين لنظام صدام حسين وهو من المغمورين جدا و من نوعية الذين لاظلال لهم قد رسم علامة إستفهام كبرى مع حفلة الزار الكبرى التي ظهرت لتعميده و إبرازه بشكل توافقي غير مسبوق بين القوى العراقية المتشاحنة حتى على العظام! ، شخص بمواصفات مصطفى كاظمي أقصى منصب يمكن أن يصل له و بالمجاملة هو مدير دائرة صغيرة!! أما أن يقفز تلك الطفرة الجينية فهو أمر عجيب و لكن يزول العجب حين معرفة السبب ؟ و السبب يكمن في أن ترشيح الحرس الثوري الإيراني لكاظمي لهذا المنصب المهم في العراق كان بسبب الخدمات الجليلة التي قدمها كاظمي لجهاز المخابرات الإيراني و لعلي شمخاني شخصيا وهو دوره الكببير والقذر في تسليم المعارض الإيراني المقيم في فرنسا روح الله زم للحرس الثوري عن طريق خدعة بسيطة وقع في حبالها ذلك المعارض الإيراني الساذج على مايبدو والمعارض لنظام ولاية الفقيه عن طريق إستدراجه لدعوة لزيارة النجف لحضور مؤتمر وهمي برعاية السيستاني!! وقد جندت المخابرات العراقية عناصر نسوية أيضا لإستدراج ذلك الإيراني والذي تم تسليمه لعناصر الحرس الثوري تسليم اليد لينقل لطهران!! في فضيحة سكتت عنها المخابرات الفرنسية وحتى الأمريكيةوبشكل مثير للدهشة !! ولا أدري كيف لم يعلم ذلك المعارض الإيراني بأن العراق منطقة نفوذ وقتل إيرانية محضة و إن كل النظام السياسي العراقي القائم بعربه و أكراده و سنته و شيعته هونظام عميل وبشكل مخجل للنظام الإيراني ، و إن شخص تافه من أمثال مصطفى كاظمي أصبح يصول و يجول وهو الذي فشل في الحصول على إجازة سوق من السويد حيث كان يعيش قبل أن يذهب لبريطانيا وحيث تعشعش هناك كل أدوات النصب و العمالة الدولية!! ، العراق مع مصطفى كاظمي و أمثاله من العملاء الصغار و الغدارين تحول لمستنقع حقيقي للحشرات و الطفيليات الإيرانية و أي مسعى عربي أو إقليمي أو دولي يحاول إسباغ المصداقية أو الشرعية على النظام هو مسعى مشبوه ، فكاظمي سبق أن إتهمته عصابات الحشد الشيعية بدور مهم في توفير المعلومات التي أدت لقتل الإرهابيين قاسم سليماني وجمال جعفر المهندس وعدد آخر من الإرهابيين في مطار بغداد يوم 3 يناير!، وطبعا ذلك الإتهام كان للتمويه و التغطية على عمالة كاظمي للمخابرات الإيرانية ، كما أن إستمرار التهديدات الحشدية له هي من ضمن الخطة التسويقية التي كشفت!!، أعتقد إن على العراقيين تقع مسؤولية كبرى في محاصرة و إنهاء تلك الرموز الخيانية البائسة التي تعملقت رغم هزالها ، و العراقيون أمام خيارات تاريخية حاسمة ، فإما إسترداد الوطن نهائيا أو ضياعه للأبد.. إنها لحظات التحدي التاريخية فهل نرى إستجابة؟ أم أن اللطم كالعادة يظل سيد الموقف!!!!

تلك هي المسألة….

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال يعتمد على الواقعيه في التحليل يستند على المعطيات الكارثيه التي يمر بها العراق واستمرار النفوذ الايراني وتحكمه بمراكز القرار في العراق وفرض هيمنته على كل مفاصله ، فاذا كان قد تحدث يوما المقبور سليماني بعبارته التي اشتهرت (لقد سجلنا ثلاثه نقاط لقاء صفر لامريكا ) في العراق بعد تنصيب حكومه عادل عبد المهدي ، فاليوم يعاد نفس السيناريو ولكن برتوش مختلفه قليلا نظرا للتغير في المزاج العام العراقي والذي ليس لصالح ايران وذيولها وتصاعد النقمة الجماهيريه التي خرجت عن السيطره والتي لم تؤخذ بالحسبان بعد ان بلغ السيل الزبى ، فالايام المقبله حبلى بما سيشهده العراق !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى