بحوث ودراسات

مستقبل الحداثة في ظلِّ ريادة أمريكا 1 من 6

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن

أكاديمي مصري.
عرض مقالات الكاتب

يقول الكاتب هشام كمال عبد الحميد في مقدِّمة الطبعة الثانية لكتابه هلاك ودمار أمريكا في الكُتُب السماويَّة (2012)، الذي أصدره دار الكتاب العربي لأوَّل مرَّة عام 1997 ميلاديًّا، أنَّه تنبَّأ بأحداث جرت بالفعل لاحقًا، أخذت صورة أزمات اقتصاديَّة ومواجهات شرسة واجهتها الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة في العالم الإسلامي، أصبحت تهدِّد بزوالها. وضعت أمريكا، بحروبها في العالم الإسلامي، ورغبتها الجامحة في السيطرة عليه؛ لتنفيذ مخططات إعادة تقسيمه، بما يضمن مصالح حليفتها الأهم في المنطقة، الكيان الصهيوني، في مأزق “بدأ يهدِّد وجودها وبقاءها، ويعجِّل بانهيارها وسقوطها بوتيرة أسرع” (ص5). يؤيِّد عبد الحميد رأي سوزان لينداور في كتابها آنف الذكر (2010) في تواطؤ الإدارة الأمريكيَّة في تنفيذ أحداث 11 سبتمبر الشهيرة مع “الصهيونيَّة العالميَّة أو حكومة العالم الخفيَّة؛ لغزو العالم والانفراد بالسيطرة والهيمنة عليه” (ص5). جلبت مواجهات أمريكا في العالم الإسلامي مزيدًا من الكراهية، ومن الاتهامات بالتآمر على المسلمين لصالح اليهود، وكذلك من النفور من السياسات الغربيَّة تجاه العالم الإسلامي. الأهم من ذلك، أنَّ القدرة الإلهيَّة بدأت تقهر العنفوان الأمريكي، بالتسبُّب في أزمات اقتصاديَّة تخلخل البنيان الأمريكي؛ ناهيك عن الأحداث الكونيَّة، من أعاصير وفيضانات وحرائق طبيعيَّة، التي تخلِّف ضحايا وترهق ميزانيَّة الدولة بالتعويضات والإصلاحات. يتحدَّى الكاتب الزعم الغربي بأنَّ الأمَّة الإسلاميَّة آخذة في الزوال، وأنَّها لن تستمرَّ طويلًا بعد نفاد النفط الخليجي، مستندًا إلى المبشِّرات النبويَّة بانصلاح حال الأمَّة، وانهيار الأمم المتربِّصة بها.

يجد الكاتب في أمريكا مجرَّد أداة استخدمها الصهاينة، منذ إشعال الثورة الأمريكيَّة (1765-1783 ميلاديًّا)، واستقلال الولايات المتَّحدة عن بريطانيا، في سبيل تنفيذ مخطَّطهم للسيطرة على العالم، بنشر ثقافة عالميَّة تحارب الوحي السماوي، وتفرض وعيًا موحَّدًا، ومن يحيد عنه يُنبذ. ويرى الكاتب أنَّ التاريخ وكأنَّما يعيد نفسه؛ فأمريكا اليوم سيف على رقاب المسلمين، كما كان البابليُّون والرومان سيفًا أباد بني إسرائيل عن بَكرة أبيهم. المثير أنَّ الكاتب يتوقَّع أن تعصف بأمريكا مصائب، جزاءً من الله على ما جنته أيديها؛ وفي هذا يقول “سنشهد المزيـد مـن الكـوارث والمـصائب التـي سـتحيط بالإمبراطوريـَّة الـشيطانيَّة الأمريكيـَّة، حتى تـأتي اللحظـة التـي يحـشد الله فيهـا المـسلمين وأوروبـا ومعظـم دول العـالم ضـد أمريكـا” (ص6).

نشأة أمريكا ودور اليهود في تأسيسها

يفترض الكاتب من البداية أنَّ أمريكا وإسرائيل ليستا دولتين منفصلتين؛ إنَّما هما دولة واحدة، تحكمها الصهيونيَّة العالميَّة، أو ما يُعرف بـ “حكومة العالم الخفيَّة، أو السريَّة” (ص10) -رأينا في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الأيباك في مارس 2018 إشارة إلى أنَّ أمريكا وإسرائيل تربطهما “أواصر لا يمكن كسرها”. يستعرض الكاتب تاريخ نشأة الولايات الأمريكيَّة في صورة مستعمرات، احتلَّها المستعمر البريطاني واحدةً تلو الأخرى، في حرب إبادة للسكَّان الأصليِّين-Native Americans، الذي أُطلق عليهم الاسم التحقيري Red Indians، أو الهنود الحُمر-استمرَّت لعقود، من أواخر القرن الخامس عشر، وحتَّى النصف الثاني من القرن الثامن عشر. لم تقتصر الحرب على القتل بالسلاح، إنَّما امتدَّ الأمر إلى نشر الأوبئة، والتهجير القصري إلى قارَّة أمريكا الجنوبيَّة. وبعد أن استتبت الأمور للحكومة البريطانيَّة في أمريكا، أرادت الإمبراطوريَّة الاستعماريَّة الأشرس حينها تمويل لما تنفقه في حروبها؛ فاقترضت من البنوك التي أدارها المرابون اليهود، وفرضت على المواطنين ضرائب لتعويض خسائرها.  ويرى عبد الحميد أنَّ أزمة فرض الضرائب، المفترض أن تكون السبب في إشعال الثورة الأمريكيَّة، لم تكن سوى أزمة مفتعلة، أراد بها آل روتشيلد، أباطرة المال في العالم، كما يُطلق عليهم، “السيطرة على حقِّ إصدار النقد في الولايات الأمريكيَّة” (ص14).

وبذِكر الرِّبا، يعيد عبد الحميد إلى الأذهان تاريخ اليهود مع أكل الأموال بالباطل، واعتقادهم أنَّ ذلك المال هو دعامة حياتهم الدنيا، وسبيل سيطرتهم على العالم مجيء المخلِّص. وكما أنذرهم المسيح في فترة بعثته إليهم بالهلاك بسبب الربا والممارسات الماليَّة الباطلة، صدق الله وعد رسوله ونبيِّه عيسى بأن أهلك بني إسرائيل، الذين هادوا، وتنصَّلوا من عقيدة السماء التي جاء بها أنبياؤهم. كان الهلاك على يد الرومان، الذين جُرَّ ملكهم نيرون إلى التعامل مع المرابين اليهود، الذين روَّجوا لديانة جديدة قوامها انتظار مُخلِّص، حلَّ عليه الروح القُدُس، وصار تجسيدًا للربِّ. استجاب نيرون في البداية لخديعة اليهود، ولكنَّه انقلب عليهم لمَّا انكشفت حقيقتهم، كما سبقت الإشارة في أكثر من دراسة. نعرف من الدراسة السابقة عن التبشير والاستشراق أنَّ بنى إسرائيل تفرَّقوا في بلاد العالم، بحثًا عن الفرص النفعيَّة، وسعيًا إلى نشر عقيدتهم المبشِّرة بمجيء المخلِّص؛ وكانت أوروبا من بين وجهاتهم، وبالذَّات جنوبها. غير أنَّ بطش الرومان ببني إسرائيل أجبرهم على النزوح شمالًا، إلى ما يُعرف اليوم بأوروبا الاسكندنافيَّة، هربًا من البطش. وبرغم ما لاقاه بنو إسرائيل من أذىً بسبب ممارساتهم غير المشروعة، لم يمتنع هؤلاء عن مواصلة نشاطهم في الربا، بل عملوا في تجارة المخدِّرات، والدعارة، والتهريب، دون امتناع عن أيِّ فعل فاحش، وفق ما قاله وليم جاي كار في كتابه الشهير أحجار على رُقعة الشطرنج (1955). وآخر ما يجدر بالتذكير في هذا الصدد، اعتبار كار في الكتاب آنف الذكر أنَّ المستفيد الأساسي من الحروب الصليبيَّة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر للميلاد كان اليهود؛ بما قدَّموه من قروض ربويَّة للدول الأوروبيَّة المحاربة، أملًا في نيل نصيب من غنائمها.

حقيقة النظام الاقتصادي العالمي وملابسات تأسيسه

بدأت الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، والتحرُّر من قيود الكنيسة بعد انعقاد المجمع المسكوني الرابع عام 1215 ميلاديًّا، ونظره في مسألة التجاوزات اليهوديَّة؛ وقرر المجمع وضع حدٍّ للممارسات الربويَّة لليهود، بل وأمر بعزل اليهود عن باقي سكَّان المُدن، وعيشهم في جماعات منفصلة تُعرف بالجيتو. وفي عام 1253 ميلاديًّا، قرَّرت فرنسا وضح حدٍّ نهائي لممارسات اليهود، بطردهم، وحينها وجد اليهود في إنجلترا الحماية والأمان. استثمر هؤلاء أموالهم بنفس الطرق، ومارسوا نفس النشاطات، لكنَّهم واجهوا مضايقات في بلاد أوروبيَّة أخرى أُجبروا على الخروج منها، وكان شمال أوروبا دائمًا الملجأ الآمن على أرواحهم وأموالهم. تكرَّر طرد اليهود من دول أوروبا، لكنَّ أوضاعهم استقرَّت في الدولة العثمانيَّة، منذ هجرة نسبة كبيرة منهم إليها في القرن السادس عشر. وعاد اليهود إلى شمال أوروبا في القرن السابع عشر، تزامنًا مع الطفرة العلميَّة، الناتجة عن الثورة الاستعرافيَّة، واتِّباع المنهج العقلاني في العلوم. استطاع اليهود تكوين إمبراطوريَّة ماليَّة سيطرت على أموال الشعوب من خلال التجارة، وكذلك النشاطات الماليَّة الربويَّة. وكانت عائلة الدرع الأحمر الشهيرة هي صاحبة السبق في تكوين شبكة غزت عواصم أوروبا، وزرعت فيها من سلب أموال الناس، واحتكر جهودهم في مقابل أوراق ماليَّة، هي عبارة عن سندات للثروة المعدنيَّة الفعليَّة. أسس المرابون اليهود الطائفة النورانيَّة، التي تتحكَّم في سياسة العالم، وبالتالي في اقتصاده، من خلف الستار، وظلَّت شبكتهم تتشعَّب في الولايات المتَّحدة حتَّى سيطروا من خلالها على العالم بأسره.

باختصار، لعب المرابون اليهود دورًا لا يُمكن تصوُّره في إخضاع العالم تحت سلطانهم، من خلال استغلال تهافُت ضعاف النفوس على المال، وسعيهم إلى تأسيس إمبراطوريَّات وتوريثها إلى نسلهم، بغضِّ النظر عن مدى تأثير ذلك على الشعوب، ومدى أحقيَّة تلك الشعوب في الأموال التي يدفعها أصحاب السلطة للمرابين نظير القروض. أصبح المذهب البروتستانتي مفروضًا على النظام الحاكم في إنجلترا منذ القرن السابع عشر، حتَّى أنَّ الملك جيمس الثاني لمَّا أراد إعادة المذهب الكاثوليكي بعد تولِّيه الحكم عام 1685 ميلاديًّا، سارع اليهود بإزاحته، ونصَّبوا مكانه وليم-أمير أورانج الهولندي-بعد زواجه من ابنة جيمس الثاني، ماري، ليصبحا معًا الملكان الحاكمان، وليم الثالث وماري الثانية، في عام 1689 ميلاديًّا. كانت مكافأة وليم الثالث للمرابين اليهود، الذين نصَّبوه ملكًا، أن أقنع الخزانة باقتراض مليون جنيه إسترليني وربع المليون، وما كان من المرابين إلَّا أن وافقوا على الطلب، ولكن بشروط، هي: الحفاظ على سريَّة المقرضين؛ ومنح المرابين ميثاقًا لتأسيس بنك إنجلترا، مع الحق في تحديد سعر العملة مقارنةً بالذهب؛ وفرض ضرائب على الشعب لتسديد القرض.

بعد موافقة الجانب الإنجليزي على تلك الشروط، مُنح المرابون اليهود حقَّ إصدار النقد، وبالتالي أصبح هؤلاء المرابون هم المتحكمين في كل شيء في بريطانيا، سواء في السياسات الداخليَّة أو الخارجيَّة”، كما يشير عبد الحميد (ص26). ويستند الكاتب في افتراضه أنَّ اليهود هم الحاكم الفعلي لأيِّ بلد من خلال مقولة مؤسس عائلة الدرع الأحمر، أو روتشيلد، “دعنا نُصدر النقد في أيِّ بلد، ولا تسأل بعد ذلك من الذي يحكم البلد“. المثير للاهتمام أنَّ الاقتراض لم يقتصر على قرض المليون وربع المليون، بل تواصل السحب من المرابين، إلى أن بلغ الدين 22 مليارًا ونصف في عام 1945 ميلاديًّا.

سبقت الإشارة إلى أنَّ المذهب البروتستانتي، المستند إلى العهد القديم، والمعتمد في مفهومه الأساسي على فكرة عودة المخلِّص آخر الزمان؛ لتأسيس دولة إسرائيل، وجمع شتات بني إسرائيل الموطِّئين لحُكمه، وإظهارهم على الأمم. وانتقل هذا المذهب مع المهاجرين الأوائل إلى المستعمرات الجديدة في أمريكا الشماليَّة. يذكر عبد الحميد أنَّ عائلة روتشيلد، بمعاونة مرابين يهود آخرين، أسست جماعة النُّورانيين، تحت إشراف كبار الحاخامات؛ بهدف “إحكام السيطرة على أمم الأرض، وتدميرها، وتدمير جميع الأديان؛ لتمهيد الأرض لحُكم مسيح اليهود المنتظر (المسيح الدجَّال)” (ص28). ولأنَّ المستعمرات الأمريكيَّة حديثة التأسيس كانت تنعم بازدهار اقتصادي، وتُصدر عملتها بنفسها، سعى المرابون اليهود إلى السيطرة على تلك الولايات، فما كان من أمشيل ماير روتشيلد إلَّا أن طلب من الحكومة البريطانيَّة أن تستصدر قانونًا يمنع المستعمرات في أمريكا من إصدار عملتها بنفسها. استغلَّ روتشيلد، الذي كان يعيش أصلًا في ألمانيا ويدير منها مؤسسات مصرفيَّة متعدِّدة، منها بنك إنجلترا، نفوذه في بريطانيا، التي كانت تقترض منه ومن مرابين آخرين الأموال لأغراض البذخ والترف.

اشتعلت الثورة الأمريكيَّة من جرَّاء سنِّ ذلك القانون، وانتهت باستقلال المستعمرات الأمريكيَّة عن بريطانيا، لكن هذا لا يعني أنَّ عائلة روتشيلد لم تحقِّق أهدافها. فإلى جانب جني أرباح هائلة مقابل تزويد بريطانيا بجنود مرتزقة في حربها مع أمريكا، نجحت تلك العائلة في إجبار الإدارة الأمريكيَّة الجديدة على منحها حقِّ إصدار العملة النقديَّة في الدولة الجديدة المستقلَّة. وفي هذا، يقول عبد الحميد، نقلًا عن كتاب أحجار على رُقعة الشطرنج (1955)، أنَّ روبرت موريس، المراقب المالي للكونجرس الأمريكي نجح في إصابة الخزانة الأمريكيَّة بعجز تامٍّ؛ فلم يعد هناك مفرٌّ من الاقتراض من المرابين اليهود. كان موريس هذا عميلًا للمرابين، كما يذكر الكاتب، فأقنع الخزانة الأمريكيَّة بتنفيذ فكرة ألكسندر هاملتون، مندوب بنك إنجلترا في أمريكا، بتأسيس مصرف فيدرالي يمتلكه القطاع الخاص بمبلغ 12 مليون دولار، يدفع مليونين منها أثرياء أمريكا. وبالفعل، تأسس بنك أوف أمريكا، وكان مؤسساه في الأصل عميلين لآل روتشيلد. وبوصول ألكسندر هاملتون إلى منصب وزير الماليَّة، أصبحت موافقة الإدارة الأمريكيَّة على منح بنك أوف أمريكا على حقَّ إصدار النقد محسومة.

جدير بالذكر أنَّ الشعار الذي اتَّخذته جماعة اليهود النُّورانيين عند تأسيسها عام 1776 ميلاديًّا موجود على الدُّولار، كما أنَّ الرقم المكتوب بالأحرف الرومانيَّة أسفل الهرم-MOCCLXXVI-هو 1776، المفترض أن يكون تاريخ وثيقة الاستقلال الأمريكيَّة، ولكنَّه في الأصل تاريخ تأسيس جماعة النُّورانيين.

 
صورة 1-شعار النُّورانيين  صورة 2-شعار النُّورانيين على الدُّولار

يتطرّق عبد الحميد إلى مسألة تمركُز الأنشطة اليهوديَّة في هذه الآونة في الولايات المتَّحدة، من خلال المؤسسات الماليَّة والتجاريَّة. وكانت أول رحلة حملت جماعة من اليهود إلى المستعمرات الأمريكيَّة قد رست على ميناء أمستردام (نيويورك لاحقًا) في سبتمبر من عام 1654 ميلاديًّا، وكانت تضمُّ 23 شخصًا. وتواصل تدفُق اليهود إلى أمريكا، وإن كانت النسبة الأكبر من هؤلاء قد قدمت إلى هناك بعد تأسيس بنك أو أمريكا، وازدياد السيطرة الماليَّة لليهود في عالم التجارة الأمريكي. ويتراوح عدد اليهود في أمريكا في هذه الآونة، وفق إحصاءات ديموغرافيَّة أُجريت عام 2012 ميلاديًّا، ما بين 8 و10 ملايين شخص، يتركَّزون في المدن المعروفة بنشاطها التجاري والسياحي، مثل نيويورك، وسان فرانسيسكو، وميامي، وبالتيمور، وبوسطن، وشيكاغو. وأهم مجالات استثمار اليهود السينما والإعلام والبنوك والبورصات والتجارة العابرة للقارَّات. وبما أنَّ عدد اليهود في إسرائيل ذاتها لا يتجاوز 6.5 مليون، وفق تقديرات نشرتها موسوعة ويكيبيديا الرقميَّة، فإنَّ أمريكا تحتضن أكبر عدد من اليهود في دولة واحدة، مما يعني أنَّ “الحكومة الإسرائيليَّة خاضعة أوَّلًا وأخيرًا لما يمليه عليها سادة اليهود الموجودون بأمريكا”، كما يرى عبد الحميد (ص41).

مؤامرات يهود أمريكا لاحتلال الأرض المقدَّسة ثمَّ السيطرة على العالم

نأتي إلى مسألة في غاية الأهميَّة، وهي سعي اليهود تأسيس منظَّمة، أو لتقل حكومة، عالميَّة تُخضع العالم إلى سُلطانها، وتعدُّ العدَّة لاستقبال المخلِّص في آخر الزمان. وتحقَّق الحُلم، وتمَّ لليهود ما أرادوا، بتأسيس عُصبة الأمم عام 1919 ميلاديًّا، تزامنًا مع نهاية الحرب العالميَّة الأولى، باعتبار تأسيسها من بين توصيات مؤتمر السلام في باريس. ووفقًا لما جاء في كتاب حكومة العالم الخفيَّة (1926) للكاتب آرثر-شيريب سبيريدوفيتش، قال الكاتب البريطاني يسرائيل زانغويل “هذه العصبة هي سفارة إسرائيل“. يشير عبد الحميد إلى ما ذكره الكاتب يوسف محمود يوسف في كتابه إسرائيل البداية والنهاية، عن أنَّ أول أعمال عصبة الأمم كان إرسال طمأنة لحاييم وايزمان، زعيم الصهيونيَّة بعد هرتزل، وأول رئيس لدولة إسرائيل، لأنَّ حماية مصالح اليهود من أولويَّات العصبة؛ والأكثر إثارة للاهتمام أنَّ أوَّل أعمال عُصبة الأمم كان فرض الانتداب البريطاني على فلسطينفي سبيل تنفيذ وعد بلفور (ص58). وبعد الحرب العالميَّة الثانية، تأسست منظَّمة الأمم المتَّحدة، تحديدًا عام 1945 ميلاديًّا، وشكَّل اليهود نواة الهيكل الإداري للمنظَّمة العالميَّة، وعلى رأسهم تريجفى لي، الأمين العام الأوَّل للأمم المتَّحدة، وبنيامين كوهين، مساعده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى