مقالات

صفحات من تاريخ غير مكتوب.. (2)

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

“جميل يونس” وشبكة كوهين المتستر عليها

نحن الآن في العام الدراسي 1964 – 1965 ..
في مدينة حلب ..
كاتب هذه الشهادة الذي هو أنا بين السادسة عشرة والسابعة عشرة . في الصف الثاني الثانوي / في ثانوية المأمون / التجهيز الأولى – الشعبة الأولى ..
سأذكر في هذه الشهادة أسماء زميلي ” ش . ش ” و ” م . ع ” والترميز لاسميهما لأنني منذ سنين طوال لا أعلم شيئا عن ظروفهما ، ولا أعلم أفي الأحياء هما أو في الأموات رحمنا الله جميعا أحياء وأمواتا ..
وفي قلب الصيف يتواصل مع الزميل ( ش . ش ) ويخبرني : زهير مدرسة جديدة للغات افتتحت في حلب ، تحت عنوان ” دار النهضة للغات ” وقد زرتها ، وتعرفت على مديرها ، وكلمته عن إمكانية أن يقدم لنا دورة في كتابنا المدرسي للغة الفرنسية . ووافق ونريد أن نشكل مجموعة فما رأيك ؟ ثم يدخل معي في تفصيلات الانتساب إلى دورة في اللغة الفرنسية ندرس فيها منهاجنا المدرسي ، فأوافق ، وتكون البداية ..
ونلتحق بالدورة أو بالمدرسة إذا شئتم ، حصتان في الأسبوع ، كل حصة ساعتان . وبدأنا …والتحق معنا بالدورة زميلنا ” م . ع ” والتحقت بنا رابعا فتاة من ثانوية معاوية للبنات ، من غير طريق فكنا أربعة طلاب .
كانت المدرسة لمن يتذكر عنوانها من أبناء حلب ” دار النهضة للغات ” في شارع اسكندرون ، على يسار الداخل من الجميلية باتجاه ثانوية المأمون . مبنى مؤلف من طابق واحد فقط . وهو شقة قديمة الطراز فيها أربع غرف فقط ، لم أتجول فيها قط ، بل كنت دائما من باب المدرسة إلى غرفة الدرس المخصصة لنا . فيما بعد صرت أفكر ، أن المبنى ربما يكون بعض أملاك الغائبين من اليهود .
من الحصة الأولى تعرفنا على صاحب المدرسة ومديرها ومدرسنا ..رجل يحوم حول الثلاثين يقف دونها أو يتجاوزها ، مربوع القامة ، أسمر البشرة ، ممتلئ الجسم ، يتكلم اللهجة المصرية ، قدم لنا نفسه على أنه من أصل مصري اسكندراني ، اغترب مع أسرته ، وأن اسمه ” جميل يونس ” وأن إقامته الأخيرة كانت في ألمانيا ، وتحدث عن ثراء وجدة ورياضة خيل وأشياء كثيرة ، وأهم شيء أنه يجيد خمس أو ست لغات منها الانكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية ..
وكانت إجادته للغات الثلاث الأولى أنه كان يعلمها جميعا كلما اقتضاه الأمر في المدرسة التي أسسها . ومن هنا كان يعلمنا الفرنسية ، وللشهادة بالحق فقد نم تعليمه لنا عن مهنية واقتدار ..
وكان أثناء الحصة المخصصة ، يشرد أو يستطرد بنا في حكايات ثقافية عن العالم الذي يعرفه فيشرق ويغرب فيحكي لنا مثلا من أين جاءت ” القلبة ” على رجل البنطلون السفلى ، وكانت تلك القلبة من الزي الشائع ، أو يروي لنا حكاية ” الساندوتش ” ومن أين جاءت ، وكيف شاعت ، أو يحاول أن يتمظهر بثقافة دينية بذكر بعض النصوص ومنه النص الذي لم أسمعه إلا منه ” النوم والأكل عورة فاسترهما ” وعندما رددته عليه قال إن أباه حدثه به ..وفي الحقيقة ربما كان له هدف في هذه الاستطرادات لم نكن ندركه ، وعندما أشعرناه بشكل لطيف أنها تتم على حساب وقتنا ، أخذ يمدد لنا الوقت في آخر كل ساعتين ..
لن أطيل عليك فسأركز هذه الشهادة بثلاث محطات وخاتمة ..
المحطة الأولى أننا واكبنا هذه المدرسة منذ تأسيسها ، وكان الجو فيها رائقا ، ثم لم نشعر إلا أن أقداما كثيرة أخذت تتردد على هذه المدرسة ، وأشخاصا ليسوا في عمر الطلاب ، يدخلون ويخرجون اعتباطا ، ويحدثون شيئا من الصخب ، لا يتوافق مع جو المدرسة ، وكان الرجل يحتفي بهم ، ويقطع الدرس أحيانا ليقف لدقائق مع أحدهم ، ثم ما أسرع أنه قد حصل على خط هاتف ، وأبناء حلب فقط هم من يعلمون معنى الحصول على خط هاتف في ذلك الزمان ..ومع ذلك فلم نكن ندري حقيقة ما يدور حولنا ، ونحن مجرد طلاب كل همنا أن نحسن قدراتنا اللغوية ولا سيما ونحن على أبواب امتحان الثانوية بعد عام قابل ..
ولكن حدثا ما نبهنا إلى حقيقة هؤلاء الرجال الذين يدخلون ويخرجون ، ويحتفي الرجل بهم ،ة ويهتم لأمرهم ..
ففي إحدى الأمسيات تسلل هؤلاء الرجال إلى صفنا وجلسوا بيننا ، قبل أن يبدأ الدرس، وكان زميلنا ” ش .ش .” فتى شديد النعومة والرقة في شكله وفي صوته . وهو شاب قويم حيي من حينا الأصلي في حلب . نعرف بعضنا قبل أن نلتقي في ثانوية المأمون أيضا ، كنا ننتظر الأستاذ جميل ليبدأ الدرس ، ولكنه تأخر ، ولا أستطيع أن أبني على سر تأخره ، ولكن هؤلاء الرجال ، بدؤوا يتحدثون بين هزل وجد ، يمزحون ويضحكون ، ويلقون كلاما غير بريء على زميلنا ..ولما تمادوا اضطر زميلنا أن يدافع عن نفسه ، ولكنهم حولوا الحديث معه إلى لغة أخرى فيها ما فيها مما لا يحسن الخوض فيه ..
لستُ بطلا ..
ولكن لما رأيت ما آل إليه الأمر ، والفجور الواضح في حديث هؤلاء ، وحاجة زميلنا إلى من يقف معه ، لم أجد بدا من تلبس ثوب البطولة ..
فاستجمعت قوتي ، وأنا لا يفوتني تقدير عواقب الموقف ، ورددت على المتحدث الأخير منهم ، وكانوا ثلاثة ، بلهجة أخرى من طبقة الصوت ، ومن معاني التهديد ..ربما كانت المرة الأولى في حياتي التي أتنمر فيها على مخلوق ، وعندما حاول أحدهم أن يرد عليّ كنت قد استعددت لأمر آخر …حين دخل الأستاذ جميل ، وطويت الصفحة ، وغادرت المجموعة ، وانتقلنا إلى الدرس ..
وخرجنا من الدرس وأنا وزملائي ونحن نقدر مع من كانت وقعتنا ، ربما كنت خائفا ولكنني لم أكن أبدا نادما . وقرر زميلاي أن يسيرا معي خوفا علي ، حتى نتجاوز المنطقة ، وكنا في الساعة الحادية عشرة من صيف حلب . كان علي أن أعود من الجميلية إلى باب الحديد عن طريق ” الكتّاب ” وسرنا ثلاثتنا ، وما أن تجاوزنا ثانوية معاوية أو قيادة الموقع ، حتى شعرنا أن سيارة اللاندروفر بدأت تتك وراءنا خطوة بخطوة . والسوريون منن أبناء جيلي يعرفون ماذا تعني سيارة اللاندروفر ذات اللون الفضي المائل إلى الزرقة ..
وبعد أن تابعتنا السيارة مسافة غير قليلة ، وقفت أمامنا في ساحة الكتاب ، ونزل منها ثلاثة رجال غريبي السحن ، مهددين متوعدين ..رفعوا أصواتهم ، يسألونني إذا كنت أعلم مع من كنت أتكلم ؟ وكنت ما زلت أرد عليهم ، على الطريقة الحلبية ، وللحق فقد تحولت لهجتي من الهجوم إلى الدفاع ، ولكن لم أكن اعتذاريا أبدا.لم يمدوا أيدهم علينا ، ولم يزيدوا على التهديد والوعيد ورفع الصوت وأنهم وأنهم ثم ركبوا سيارتهم وغادروا ..وظللنا ربما لشهر نتخوفهم ..ولكن حضورهم إلى المدرسة ، أقصد الثلاثة الأوائل لم ينقطع ، ولكن دون أي مساس بنا ..
كل هذا الحديث لأثبت بالدليل القاطع طبيعة الحاشية التي كانت تحيط بجميل يونس : من هم ؟ وأين موقعهم ؟ وكيف كانوا يتبادلون معه المنافع ..!! شبكة تعمل مع شبكة .
والمحطة الثالثة :
يوم أخبرنا الأستاذ جميل أنه سيغيب أسبوعا ، وسيعوضنا ، وعندما عاد أخبرنا أنه كان في اللاذقية ، وأن مديرية التربية كلها كانت بانتظاره ، وأن مدير التربية كان رهن إشارته ، وأنه أسس فرعا للدار هناك ، واستأجر مركزا وحصل على خط هاتفي ..كل ذلك لم يكن غريبا عن الوضع الذي كنا نعيش في وطن مخترق كل مافيه ..ولكن كل الذي كنا نفكر فيه الاختراق الثقافي ، وما فكرنا في الاختراق الأمني قط ..
حتى كنا في أواخر العام الدراسي 1965 ..مرة أخرى يقول الأستاذ جميل يونس : إنه سيغيب أسبوعا ، فعنده سفرة قصيرة إلى ألمانيا ، وكنا بدأنا نتابع أخبار كوهين من دمشق ، غاب الأستاذ جميل مضى الأسبوع ، يتصل بي الزميل ش ش يسألني : زهير هل مررت على المدرسة ؟ قلت له : لا ، قال لي : لا تمر المدرسة مختومة بالشمع الأحمر ، ومحروسة من قبل الشرطة العسكرية ، وعندما أراك أخبرك ..
ولما التقينا قال لي : هو جزء من شبكة كوهين ..
انتظرنا بكل وطنية وشرف وإخلاص : أن يوجه لنا الأمن الذي كان يعمل مع الجواسيس ، وليس ضدهم سؤالا ..لعلنا نستطيع أن ننفع في الدفاع عن وطننا بشيء وكما دفنوا كوهين وأسراره ..
دفنوا أخبار جميل يونس لا أمن تابع ، ولا إعلام كتب ، ولا سائل سأل ..
كوهين أيها السادة لم يكن شخصا : كان شبكة بل شبكات من الممهدين ، ومن المتعاونين ، ومن المنفذين ..
بالصدفة عرفنا كوهين ، وبالصدفة عرفنا جميل يونس ، والمصيبة كل المصيبة كم من واحد من هؤلاء استعصت معرفته علينا ..
وما زالوا فينا يزيدوننا خبالا ..

الزعيم الوطني السوري سعد الله الجابري وسبق رؤية لدور العسكر
رؤية على قاعدة ” ويلي عليك وويلي منك “

وهدفي البعيد من تسجيل هذه الصفحات إيقاد شمعة على طريق الارتقاء بالعقل الوطني الجمعي لعموم السوريين . روايتي لأي حكاية لا يعني أنني صاحب موقف مسبق فيها. أخوف ما أخاف على السوريين من العقل الداعشي ، متأسلما كان أو متعلمنا أو متلبرلا.. فالتدعش عندي وصف لحالة لا علاقة لها بالمضمون الفكري ..
العقل الذي أخاف منه على الدين والدنيا معا هو العقل الذي نصفه بلغتنا المحلية ” عقل ترس ” و ” لسان مقص ” لا يأخذ ولا يعطي ، وكل ما يعتقده ويقوله هو الحق ، وكل من خالفه ولو على شطر كلمة كفر أو خان ..
وكانت على أجندتي بالأمس أكثر من عشر صفحات أريد أن أختار أحدها للمعالجة اليوم ، ثم بدأت بتأمل ما يمكن أن يقال في إسقاطاتها ، ولاسيما حين يحاول بعضهم أن يجرها إلى حيث لا أريد ، فاستبعدت واستبعدت واستبعدت حتى شعرت أنني مقيد ضعيف الحيلة ، قليل رأس المال ..أ
كتب كل هذا لأنبه على حقيقة واحدة هي أن هدفي مما أكتب عموما أن أؤكد للسوريين عموما أن العقل السياسي مرن مفتوح ، يغير موقعه من القضية ثماني مرات ليراها من جهاتها الرئيسية ثم الفرعية ، ليستخلص في حقها حكما وهو يقول : لعلي ولعلني ..وأكتب لأنتزع فيما أكتب مستقبلا محرمة الأمان ..
وحكايتي اليوم أنقلها من تراث صحف سورية قرأتها في فترة مبكرة في بعض الصحف المطوية في صناديق صاحبها ..
ويوم قرأتها أثارت انتباهي ، وربما دهشتي ، أو استنكاري !! كانت الصحيفة تروي عن جدل يدور في مجلس النواب السوري في الأربعينات بين رئيس أركان الجيش السوري وبين زعيم من زعماء الكتلة الوطنية ، بل لعله كان رئيسها آنذاك وهو الزعيم الوطني “سعد الله الجابري “
وإذا تذكرنا أن سعد الله الجابري قد توفي في 1948 فعلينا أن نتصور أن هذا النضج السياسي المبكر قد كان قبل أمرين : قبل نكبتنا في فلسطين ، وقبل الانقلاب الأول الذي قاده حسني الزعيم في 30 / آذار / 1949 ..الأول على مستوى العالم العربي ، وليس الأول على مستوى سورية فقط …!!
يقف قائد الأركان يومها في مجلس النواب ، فيطالب بالميزانية اللازمة للتسليح والتدريب وكل الذي يحتاجه بحق العسكريون ..
وربما كانت تجربة الساسة الوطنيين حاضرة من يوم معركة ميسلون ، حيث لم يخرج من مرتبات الجيش الحقيقي مع يوسف العظمة إلا قليل . لأن حكومة الملك فيصل قد استجابت لإنذار غورو ، وأعلنت حل الجيش . وكان وزير الدفاع يومها يوسف العظمة قد تمسك بالوفاء لشرف الدفاع ، فخرج إلى المعركة ،بقليل من الجند وكثير من المتطوعين ، وكان الكل : 1500 مدافع عن العرض والأرض ..
ومع أن عشرين سنة تقريبا تفصل واقعة اليوم عن واقعة الأمس إلا أن الجدل ظل حاضرا ، حول دور الجيش يوم ميسلون ، وحول بعض التصرفات والسلوكيات التي لم تكن تروق للشرفاء من الوطنيين . وظلت النخبة الوطنية الصادقة تنظر إلى علاقتها بالجيش على قاعدة : “ويلي عليك وويلي منك ” فهؤلاء العسكر بالنسبة لهؤلاء الوطنيين هم الشر الذي لا بد منه ، والذي يجب أن تعرف كيف تقيده وتوظفه وتحتويه!!
لقد مرت سنوات طوال من التضليل الإعلامي حتى خُلع على الجيوش العربية عموما ، والجيش السوري خصوصا ” روب القداسة ” وأصبحت تقصف باسمه وعلى يده الأوطان ، وتؤد الحريات ، وتنتهك الحرمات ..ويظل يوصف عند بعضهم بالجيش الوطني !! وكان الشعب السوري قد اختار له بعد حرب السابعة والستين وصف ” جيش أبو شحاطة ” لأن جنوده كانوا يتخففون من ثيابهم وأحذيتهم العسكرية لسهولة الهرب ، وقياداته يوفرون سياراتهم للعدو كي يغنمها ، ويؤثرون الهرب على الحمير..
أتذكر من سورية أسبوع التسلح عام 1954 – 1955 ، وكيف جاد السوريون وتباروا بالجود لتسليح جيشهم ، بالسلاح الذي ذبحهم وذُبح بعد أبناؤهم وأحفادهم به . ثم أتذكر بعدُ الضريبة التي فرضت على كل معاملة ، ولو معاملة تسجيل وفاة ، تحت عنوان ” المجهود الحربي ” الذي كان الكثير من السوريين يدفعون رسمه صاغرين ، وهم يعلمون أن ريعه ، سيكون ” بور بوار ” لسكير صغير ..
الحكاية التي أحكيها ، وأنقلها عن أحد زعماء الوطنية السورية ، والذي أنفق كل ثروته الموروثة عن أبيه وجده على عمله الوطني ، والذي كان يوقع في كل شهر على جدول راتبه ثم يأمر بتوزعيه على العاملين معه من صغار الموظفين ، والذي مات وزجاج غرفة نومه مكسور ، وقد وضع مكان الزجاج قطعة من الكرتون ليقي نفسه شدة البرد..
هذا الزعيم الوطني يقف وسط مجلس النواب ، في فترة مبكرة جدا ليقول لقائد الأركان تريدون المزيد من الأموال ..ليكون لكم في الشوارع المزيد من العربدات ، ولتصبحونا أو تمسونا كل يوم بانقلاب ..!!
رحمه الله ما كان أبعد نظره ، وأجود قريحته ؟ وما أعظم جرأته وشجاعته ..وحين أتذكر سعدا وقد قرأت عنه وما عرفته أقول كما قالت الأعرابية يوما : أرى الناس يرذلون ..!!
وأذكر أن هذا الكلام قد قيل قبل أي انقلاب ، يشهده العالم العربي ، بل لم يسبقه أي انقلاب غير انقلاب الاتحاديين على السلطان عبد الحميد 1908 ..
كان كلام سعد الله بيك الجابري كما لا أزال أذكره على ورق تلك الصحيفة التي أخنى عليها الزمان ، متوازنا بضرورة تقوية الجيش وبضرورة وضع الضوابط لكي لا يضع الجيش البلاد والعباد تحت ” سلطة العصا “
كلام مهم وخطير تعقبته بعدُ طويلا من كلام زعيم الوطنية السورية فلم أجد له أي أثر، وكأن سلطة العصا قد نالته فاغتالته حتى على الورق ، ومن كان عنده منه أثر فأرجوه فيه ثم أرجوه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى