مقالات

هل سيذوب العراق في دولة الولي الإيراني السفيه؟

داود البصري

كاتب وصحفي عراقي
عرض مقالات الكاتب

حدود التشابك و الإستقطاب في العراق باتت واسعة جدا وتؤشر على حزمة مستقبلية هائلة من الأزمات الكائنة و المستوطنة و المستحدثة! ، ففي ظل حالة الفشل السياسي الكامل الذي يعيشه العراق ، ومع وصول العملية السياسية لحافات خطرة تكاد تلامس الإنهيار وفي ظل الصراع الدائر لللالتفاف على مطالب الجماهير المنتفضة عبر تشكيل حكومة مخادعة لا تحقق تطلعات الجماهير ولا تلبي الحدود الدنيا من إراداتها وعبر شخصية هلامية لاقيمة لها ولا تاريخ ولا حتى كفاءة مثل المرشح مصطفى مشتت الكاظمي ، تبدو الحالة في العراق في قمة الميتافيزيقيا السياسية و الضياع التام ، وبين الشد و الجذب الداخلي بين القوى و التيارات السياسية المتصارعة داخل البرلمان أو في الشارع العراقي خرجت علينا فكرة جديدة ولكنها ليست غريبة تتمثل في دعوة أحد النواب الشيعة ومن المقربين من الحرس الثوري وهو حامد الموسوي تتمثل في المطالبة بتغيير التسمية الرسمية للدولة العراقية من جمهورية العراق إلى الجمهورية الإسلامية العراقية!!! ، وهو مطلب قد يبدو مطلبا غبيا وساذجا وغير متناسب مع الظروف التي يمر بها البلد ؟ ولكنه في الحقيقة غير ذلك تماما و يعبر عن خط منهجي و عقائدي و فكري و سياسي واضح المعالم مرتبط أساسا بالنظرية التي طرحها قبل أربعين عاما أحد مفكري حزب الدعوة وهو محمد باقر الصدر والتي دعى فيها العراقيين إلى الذوبان في الجمهورية الإسلامية في إيران!! وهو أحد أسباب لجوء السلطات العراقية حينذاك لإعدام الصدر! إضافة لأسباب أخرى ؟؟ ما طرحه الموسوي لم يكن مجرد إقتراح شكلي حين دعا لجمع التوقيعات المطلوبة لجعل ذلك المطلب واقعا و معاشا ؟ و إنما كان ذلك خطوة متقدمة يتسابق نحوها التيار الإيراني القوي جدا في العراق والذي هو على تنسيق تام وواضح و شامل مع الإدارة الأميركية لتنفيذ حلمهم الآيديولوجي والنهائي المتمثل في تحقيق الوحدة الشيعية العراقية/ الإيرانية و الإنصهار التام في إطار الجمهورية الإسلامية تعزيزا للمذهب و نصرة له و تأكيد الهوية الشيعية للعراق بشكل نهائي ولا رجعة فيه!! ، وليس سرا إن النظام الإيراني في إدارته للصراع في المنطقة يعتبر العراق خط الدفاع الأول و الأخير للدفاع عن النظام في إيران ، فالمعركة إن حدثت لن تدور في العمق الإيراني بل على الأرض العراقية فمع إستمرار النفوذ و الهيمنة الإيرانية على القرار العراقي تتحصن حصون نظام طهران وهو الأمر الذي لمح له مرات عديدة و بشكل علني قادة الحرس الثوري و المستشار العسكري لخامنئي يحيى رحيم صفوي! ، فالعراق وفقا للستراتيجية الإيرانية ساحة و ملعب رئيسي للنظام الإيراني و من غير المسموح أبدا تغيير أسس هذه الفرضية أو التلاعب بمفرداتها! ، لذلك كانت الزيارات المكوكية لقائد فيلق القدس وخليفة المثروم سليماني إسماعيل قا آني لبغداد تجسيد لهذه الفكرة ، وثمة معلومات عن دخول أعداد كبيرة من عناصر الحرس الثوري للعراق تحت ستار الزيارات الدينية التي لايبدو أن إجراءات العزل المرتبطة بفايروس كورونا تحظى عندهم بأي إهتمام ، فالصراع بات علنيا و عنيفا بين من يريد إسترداد العراق لأهله وحاضنته الطبيعية العربية و بين الساعين للقفز على كل المحظورات و إبرام عقد بيع العراق لإيران تحت ظلال الشعارات المذهبية الرديئة الفاشلة!! ، عروبة العراق اليوم على المحك وفي مواجهة أعتى تحدي في تاريخه المعاصر ، وللموضوع جوانب كثيرة أخرى سنناقشها في مقالات لاحقة ، ثمة مؤشرات واضحة على صفقات كبرى ستتم في العراق و من بينها العمل الحثيث على تنفيذ برنامج الوحدة الشيعية بين العراق و إيران!! وهو في تقديري مشروع دمار شامل لايمكن أن يمر بسهولة بل لا توجد إمكانية واقعية لتنفيذه رغم السعي المحموم لعملاء ووكلاء النظام الإيراني المحميين جيدا في العراق ، المعدة الإيرانية الهشة و الممزقة لا تستطيع وليس بإمكانها هضم العراق ، والمعركة مفتوحة ووصلت لحدود حاسمة في تحديد مساراتها ، ويظل هذا المشروع التخريبي الوهم مؤشرا حيويا على برامج النظام الإيراني التفتيتية للعراق ، ولكن الكلمة الفاصلة و النهائية لم تقل بعد… وسيبقى العراق عراقا حرا لجميع طوائفه و أديانه و ملله ونحله ولن يكون إقطاعية لفئة من الفئات ، ولكن صورة الصراع الراهن تعكس حجم التحدي ، فلمن ستكون الغلبة!!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى