ثقافة وأدب

ثرثرة على ضفاف الوباء

محمد صالح عويد

أديب وشاعر سوري
عرض مقالات الكاتب

يقول المختصون : تكفي نسبة السبعين بالمئة من الكحول للتعقيم الآمن ( يثرثر الخضرجي الذي اعتزل قيادة أركانِ التفاوض المسلّح في سوتشي وآستانة وافتتح مطعما حلالاً زلالاً في اسكودار ، وخمّارة في تقسيم ، كتعبيرٍ تداولي بين الحداثة والاصالة ) قائلاً : لااا يجب إضافة الكلور والإكثار من الثوم والحرمل وشوية مقويات مناعية ، الفيروس يعيش ثلاث ساعاتٍ على أسطح المعادنِ لا يعيش أضعاف هذا وربما لشهرٍ !؟

  • طبيبُ عظميّة : فترة حضانة الفيروس أسبوعان
    (فيردُ مهندس ميكانيك ) : هذا رؤية ستاتيكية أحيانا تتطوّر حضانته ديناميكيّاً من ثلاثة أسابيع حتى سبعة !؟
  • لا يوجد علاجٌ ناجع : تقولها بنزقِ ديكتاتور الأربعينية المدلوقة في ترف اللجوء!؟ ثم تُردِفُ : أن إنتاج لقاح واختباره سيتأخر لثمانية عشر شهراً !؟
    و في تعليقٍ صارخ على ترفها الاستراتيجي تردح لها زوجة مُكرهة على البقاء مع أولادها وزوجها في الحجرِ الصحي : يا حزينة ياني ، وهل سنعيش طيلة هذه الفترة في حبسنا البغيض هذا ثم تتلمس أردافها المترهّلة بسبب الإسراف في التهام المؤونِ المكدسة السائبة والحلويات والمكسرّات ، وكلما ارتفع الكوليسترول في دمها دفعها لاإراديّاً لاختلاق وإبداعِ مشاحناتٍ سخيفة الأسباب ، لتحرق شحومها التكعيبيّة برأس زوجها وأطفالها المغلوبين على أمرهم !؟ * وعلى الطرف الآخر من هذا الكون تتندّر النسوة المجهولات في خيامِ لجوئهنَّ حول ما نقلته إحداهن يتوفر لديها هاتفٌ ذكي وتقرأ إن توافر النتّ ، عن حال الناس وبعض رفيقات دراستها في الحجر الصحي البعيد وتخنقهن العبرات لأنهن حبيسات الخيمة مع أولادهن الأيتام في قرّ الشتاء وحرّ الصيف منذ سنين سبع ، ولا يتسنّى لهم طعاما سوى الخبز والشاي !
    يستعجل المراهق الموسوعي لبثٍّ مباشر ليخطف الأضواء ويحقق سبقا صحفياً بإعلانه : خلاص إيطاليا وتركيّا بدأتا خطوة علاجيّة ناجعة وستعالج بالبلازما المُستخلصة من الذين أصابهم الوباء وتمّ شفائهم !؟ فيعلّق شيخ صوفي من ربائب الأسد والذي تحوّل مهنيّاً للسلفيّة النفطية المُجزية العطاء – كحال الماركسيين السوريين الذين تحوّلوا بين ليلة وضحاها لـ النيوليبراليّة :
  • هذا محضُ هُراء كما انه مُكلف جداً ولا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم ، كما أن تركيا الأردوغانيّة لا يمكن أن تقدم للبشرية اي إنجاز سوى الجعجعة والخطوط الحمراء ،وفضح وساخة مشايخ الخليج إخوتهم في الدين!
    فيصفّق له موتور انفصالي أعياه الحقد الأعمى، مضيفًا : أن كورونا جاء مع أرطغرل وعثمان الأول وطمسوا وجودنا التاريخي في تدمر ونصّبوا زنوبيا ملكة على الميديين في صنعاء بعد أن اغتالوا بلقيس الكرديّة منذ عشرة الاف عام !؟
    تصرّح الخارجية الروسيّة : واشنطن لا تراقب الوضع الوبائي في مُخيّمي “الركبان” و”الهول” وتستغل بوقاحة أزمة “كورونا” لتشويه سمعة القيادة السورية !؟ نعم ….هبّوا واقرعوا على الطناجر بالمغارف …هبّوا فقد حانت ساعة الصفر !؟ – إسكت مش اكتشفوا إنه بينتشر بالتلامس ! لا طلع بالرذاذ لا رذاذ إيه ده إكتشفوا إنه بينتقل بالكلام والتنفس … شوفت يا مولانا : ده الكورونا ابن الوسخة بيعمل عقم للرجالة !؟ – عقم إيه اللي انت جاي تقول عليه ، أنت عارف قبلا معنى العقم إيه !؟ بس ده بيقضي على حاسة الشم !؟
  • شم إيه يا بتاع الشمّ هو انت كلب بوليسي وإلا مباحث مخدرات وعقم إيه المصيبه إنه بيتطور ويتحور ويصيب المخ …ترالاا لام *
    وهكذا سنعيش في دوامة ردود الفعل حتى الانهيار والخضوع ومن ثم القبول بأي شئ و لذلك سيكون بإرادتك واختيارك وسيقولون لك : أنت إنسان حر ولا أحد يقدر على إجبارك على شيء .. مش حتقدر تغمّض عينيك ، وأنت في دوّامة الديمقراطية الغربية الموجّهة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى