مقالات

الطبقة المخملية بين الحقيقة والتزييف

سوسن الزعبي

باحثة إسلامية سورية.
عرض مقالات الكاتب

كلنا سمعنا عن المجتمع المخملي !! والكثير من يحلم بالوصول لمستواه ويكون من ضمنه .
ولطالما تردد هذا اللفظ على ألسنة البعض منّا بين الحين والآخر .
لكن هل من أحد حاول تعريفه والكشف عن حقيقته ؟
ذلك المجتمع الذي ذاع صيته وعلاَ شأنه بين الخلق جميعاً…
فإن حاولنا إلقاء الضوء عليه لوجدنا أنه عبارة عن مجموعة أو فئة من المجتمع تتمتع بثراء فاحش، وسلطة وجاه ، ولهم من النفوذ والقوة مايؤهلهم لتحقيق كل مايرغبون ويشتهون ويتمنون .
ومن المؤكد أنه هناك من يتمنّى أن يقيم صداقة وعلاقة وطيدة معهم ، لأجل الاستفادة منهم ومن مكانتهم الإجتماعية وقدرتهم المالية ، والإعلام الموجه بكل أسف لم يدخر جهداً ، من محاولة الرفع من شأنهم وقيمتهم ،والحديث عنهم , ونقل أخبارهم وكل وتحركاتهم بل وسكناتهم .. كي يظهرهم للناس على أنهم صفوة المجتمع ونجومه والقدوة للأجيال القادمة.
لو دققنا في حالهم , لوجدنا معظمهم جاء من قاع المجتمع أخلاقياً وسلوكياً وجهلاً وتخلفاً ، فقد أصبحوا بين عشية وضحاها يمتلكون الملايين من خلال تجاراتهم المشبوهة والمحرمة شرعياً ودولياً والتي يعاقب عليها القانون ،كالمخدرات والسلاح وتزوير العملات والغش والتهريب وإحتكار بعض المواد الغذائية الضرورية والتي يحتاجها عادة العامة من الشعب .
ومن خلال هذا السلوك السيئ لهذه الطبقة الدنيا ، نجد الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرًا. وكل هذا يحصل مع الأسف من خلال تعاملهم مع بعض المسؤولين الذين لادين لهم ولا أخلاق مقابل دراهم معدودة ، يتفقون عليها لأجل غض الطرف عنهم لتمرير بضاعاتهم الممنوعة..
هؤلاء “الصفوة” وهذا المجتمع المخملي الذي تم تلميعه كما ذكرت من خلال الإعلام نرى أن واقعه قائم على الفساد الأخلاقي والقيمي واللاديني !! الذي نراه يوميا ونسمع عنه .
لو أمعنّا النظر بسلوكياتهم الاجتماعية ، لرأينا انها ّلاتمتّ لأي أخلاق إسلامية أوقيم عربية .
نجد سهراتهم ولقاءاتهم عبارة عن سكر ورقص وغناء ،تبذير وتفاخر ،خيانات زوجية وعلاقات محرّمة ،استعلاء وتكبّر على بقية خلق الله ، إن اعترض أحد عليهم كان مصيره التهديد والوعيد ، وربما السجن أو حتى القتل بسبب وساطاتهم القوية .
هذه الفئة المخملية ، اعتمدت اعتماداً كلياً على الإعلام لتلميع نفسها وبث سلوكياته الغير أخلاقية لنشرها بالمجتمع . وذلك عن طريق إنشاء قنوات فضائية خاصة بهم ،وكذلك مجلات مهمتها فقط أخبار الفنانين والفنانات، والممثلين والممثلات ،والمطربين والمطربات ، لإفساد المجتمع الإسلامي عامة ..و شبابه من الجنسين خاصةً.
هذا المجتمع له علاقات وطيدة مع نوادي الليونز والروتارى التابعيين للماسونية العالمية والدليل أنه لاتكاد أي حفلات ومناسبات لتلك النوادي إلّا ونرى وجود لهذه الطبقة حاضرة ومشاركة في تلك المناسبات والفعاليات !
عندما نجد الراقصة ضمن هذه الطبقة التي تمنح لقب الأم المثالية ؟!
عندما نجد المطربة شبه العارية ضمن هذا المجتمع وتمنح لقب فنانة ؟!
عندما نجد الممثل ضمن هذه الطبقة ويمنح لقب نجم ويتصدر القنوات ؟!
عندما نجد ضمن هذه الطبقة المرأة الكاسية العارية ولا نجد واحدة محجبة ؟!
عندما نجد ضمن هذه الطبقة من يخجل أن يتحدث بلغته الأم ويستخدم بدلاًعنها الأجنبية ؟!
عندما نجد ضمن هذه الطبقة من طريقتهم بالأكل والشرب تختلف عن بقية المجتمع وإن كانت مخالفة للشرع والدين؟!
إذاً مالهدف من إطلاق هذه الاسم المثير والملفت للإنتباه على هذه الطبقة ؟
وهوالذي لايملك شيئاً من أي صفات أو مقومات تؤهله لأن يكون مجتمعاً مخمليًا حقيقياً ؟! بل العكس هو الصحيح !
حيث إن نشأته وثروته التي جمعها ماكانت إلّا نتيجة قسوته وخشونته وعنفه وأكل أموال الناس بالباطل التي حرّمها الله تعالى بقوله : ” يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم “
هل يستحق هذا المجتمع ان يكون قدوة للأجيال ؟ وهل يستحق كل هذا الحفاوة والتكريم من خلال إعلامنا الموجه والمسيّر؟
وأخيراً، اتساءل: لصالح من يطلق هذا المسمّى على هذه الطبقة التي أتت من قاع المجتمع وما الهدف منها ؟
أرى أن الأمر غير بريء أبداً وليس صدفة .. يجب اعطاؤه حقّه من البحث والتدقيق حتى لاتقع الأجيال بفخه وإغراءاته، وتسعى بشتى السبل للوصول إليه بنفس الطريقة التي وصل إليها ؛ حينها سيصبح مجتمعاً ليس مخملياً ،وإنما سيصبح وحشياً ومجرماً ليحقق مآربه التي رسخّتها تلك الطبقة وجعلت لها قواعدها وأسسها بين الناس، كي تحاول الوصول لمستوى تلك الطبقة المخملية ظاهريًا والجارحة سريًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى