مقالات

ارتدادات كورونا على اللاجئين

صفا عبد التركي

إعلامية سورية
عرض مقالات الكاتب

ماهي تداعيات كورونا على اللاجئين والنازحين السوريين في الداخل وحول العالم

كيف سيتعامل العالم مع هؤلاء اللاجئين وماهي السبل التي سيتبعها اللاجئين وهل يستطيعون أن يقفوا في مواجهتها لعلنا في هذه العجالة نستطيع أن نلقي الضوء عليها

كلنا يعلم أن أعداد اللاجئين حول العالم من السوريين تختلف من مكان لآخر ففي حين يوجد في لبنان أقل من مليون لاجئ وفي اﻷردن حوالي نصف مليون لاجئ وفي أوربا حوالي مليون لاجئ فإن النصيب اﻷكبرمنهم في تركيا فعددهم حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ وأما النازحين في الداخل السوري فيقدر عددهم بحوالى الخمسة ملايين لاجىء موزعين مابين مناطق النظام ومناطق قسد ومناطق الشمال حيث تسيطر المعارضة السورية في إدلب وباقي المناطق

أمام العدد الكبير للاجئين في هذه الدولة وتلك فإن طرق التعامل مع كورونا من قبلهم تختلف من دولة إلى أخرى وحسب طريقة هذه الدولة في التعامل مع هذا الفيروس أو تلك وهذا ينعكس على حياة هؤلاء اللاجئين

إن الأفضل حالاً من حيث التعامل في هذه الأزمة هم أولئك الذين يقيمون في الاتحاد الأوربي فإن غالبيتهم تخضع لنظم اللجوء في تلك الدول التي تؤمن لهم السكن والضمان الصحي والحد الأدنى من الرواتب الذي تقدمه أنظمة تلك الدول كضمان اجتماعي لهؤلاء اللاجئين

وفي الدرجة الثانية تأتي غالبية اللاجئين السوريين  في تركيا التي توفر لهم الضمان الصحي المجاني والدراسة مما يجعل وضعهم أفضل من للموجودين في الدول العربية والداخل ومع ذلك فهم يعانون ﻷن غالبيتهم من العمال الفقراء الذين يعيشون على عملهم اليومي الذي بالكاد مع كرت الهلال يسد رمقهم في ظل ارتفاع أجور البيوت في تركيا والفواتير المترتبة عليها فمتوسط آجار البيوت وتلك الفواتير كالماء والكهرباء والغاز لايقل عن ألف ليرة تركية في المدن الصغيرة وضعف هذا المبلغ في المدن الكبيرة هذا عدا تكاليف الاتصالات أو المواصلات التي يحتاجها الفرد للتنقل وخصوصاً في المدن الكبرى حيث لايمكن ان يقضون حاجاتهم مشياً على الأقدام .

أما في الدول العربية فإن هؤلاء اللاجئين يعيشون مأساة بكل ماتعني الكلمة من معنى فلا سكن ولاضمان صحي ويعيشون على العمل الذي يقومون به أو على المساعدات التي تأتي من هنا او هناك من الجمعيات التي توقف عمل أغلبها وذلك لتوقف الكثير من الدعم أو بسبب الفساد الذي تعانيه تلك المؤسسات وفي لبنان والأردن لايمكن للاجىء السوري العلاج في الأوضاع الطبيعية فكيف سيكون الوضع في الأزمة ناهيك عن عدم القدرة على تأمين قوت يومهم بسبب توقف الأعمال التي هي قليلة أساساً في هذين البلدين.

أما الطامة الكبرى فهي في الداخل السوري في كل المناطق سواء تلك التي تقع تحت سيطرة النظام أو التي هي تحت سيطرة قسد أوفصائل المعارضة فهي لاتملك البنية الصحية لمواجهة الفيروس خصوصاً في ظل ضعف اﻹمكانات كما أن لاتملك البنى التحتية فأغلبها مدمرة ناهيك عن الغلاء وضعف الإمكانات والاكتظاظ السكاني في المخيمات ومناطق اللجوء والكذب المستمر وعدم التعامل بشفافية مع الأزمة لأن كل المناطق لم تعلن إلا عن إصابات لاتذكر في حين أن التحذيرات والمعلومات الواردة من المنظمات العالمية تنبأ بكارثة ستصيب البلد بأكمله رغم أن جميع الجهات قد أخذت التدبيرات الاحترازية لمواجهته من حظر للتجول وإغلاق المدارس وبعض الفعاليات الاقتصادية

بعد هذا السرد عن أوضاع اللاجئين والنازحين السوريين في الداخل والعالم علينا أن نطرح بعض الأسئلة في ظل الحجر وتوقف العمل وانسداد مصادر الرزق لأغلب اللاجئين وتوقف حركة النقل العالمية التي ستنعكس على المساعدات

فكيف ستتدبر العائلات أمورها في ظل توقف العمل بسبب كورنا ؟

ومن المسؤول عن هؤلاء؟

ومن الذي سياسعدهم؟

أسئلة تساور الجميع وتدور في مخيلتهم للبحث عن حلول خصوصا إذا امتدت الأزمة لمدة اطول لأننا مما سبق نستنج أن الوحيدين الذين لن يتاثروا من هذه الأزمة هم المتواجدون في الاتحاد الأوربي هذا من الناحية الاقتصادية أما من الناحية الصحية فالكل سواسية فلا فرق بين الأغنياء والفقراء أمام هذا الفيروس لعل هذه المساواة تعيد بغض الأغنياء إلى إنسانيتهم دول كانوا أم أشخاص ليعتنوا بالآخرين ولا أعتقد أن هناك في العالم كله من هم أكثر حاجة من السوريين أينما وجدوا هذه الدعوة تشمل الجميع عربا وأجانب وفي مقدمتهم أغنياء سوريا لعل هذه الصدقات تعين هؤلاء الفقراء لحين تجاوز هذه الأزمة العالمية وتساهم في رفع البلاء عن الناس جميعاً فنحن بحاجة إلى التعاون من قبل الجميع دولاً ومنظمات وشركات كبرى وصغرى وأفراد لكي نتجاوز مانحن فيه ليس من الناحية الاقتصادية فقط بل ومن كافة النواحي الاجتماعية والصحية والعلمية والسياسية لأنها كلها مرتبطة مع بعضها البعض وتشكل السلسلة التي تقوم عليها حياة العالم اليوم لأن قطع أي عروة من هذه السلسلة سيرتد بالسوء على الجميع كوننا نعيش في عالم مرتبط بكل تفاصيله شئنا أم أبينا

فهل ستقدم للاجئين المساعدات ليتجاوزا اﻷزمة؟

اﻷزمة ستنتهي وسنرى من قدم بين يديها ومن تاجر

وهذا سينعكس على العلاقات الدولية والإجتماعية مستقبلاً

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى