مقالات

أوعوا الثوره تتسرق منكم

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

ليس في كل سقوط نهايه ؛ فسقوط المطر أجمل بداية ، والرئيس الشهيد مرسي رحمه الله لم يسقط ، حتى لوافترضنا ذلك جدلاً فهى بداية لإستكمال الثوره ، وأخشى.. مع مرور الزمن .. أن يتم إختصار ثورة الشعب ب (أزمة الإخوان و السيسي) على شاكلة (أزمةالإخوان وعبد الناصر).. المهم هو طمس معالم المرحلة ، وثورة الشعب المصري من التاريخ المعاصر ، والإبقاء على فكرة أن (هذا الشعب لا يثور) وأن كل ما حدث كان مجرد صراع بين الإخوان والنظام على السلطة.
فالملاحظ أن الإخوان تُستخدم كغطاء للحرب على الإسلام وقيمه، و على شعوب المنطقة الراغبة في التغيير الثوري للخلاص من أنظمة الفساد والاستبداد والتبعية..؛ لذلك ينبغي الخروج من هذه الثنائية في توصيف الصراع وحراك الشعوب.وبعض الناس يستهويه ثنائية أو متلازمة( الصراع بين الإخوان والنظام) من كلا
الطرفين إما عن قصد أو غير قصد متناسين عدة أمرورٍ جوهرية:

1- أن الثورات حتمية تاريخية ميَّزت مراحل التاريخ البشرى- تأتي في سياق سنن التدافع ؛ إختلفت في
كيفية قيامها ومدى تغييرها بل حتى في غاياتها .
2- الخيط الرابط بين “الثورات” هو الإندفاع والثورة ضد الظلم والاستبداد والفساد ؛لأن تطًلع المظلوم إلى
العدل والمستضعف إلى الرحمة والمقهور إلى الحرية أمور فطرية تتطلع لها النفس البشرية دائما وأبدا.
3- ما دامت شروط إنفجار الثورات قائمة فإن الانفجار قادم لا محالة .
الربيع العربي يمثل مرحلة تاريخية ويمر بمراحل : 4-
أهمها مرحلة الإنكشاف، ليكشف المشهد وهذا ما نجح فيه، يعني أن الوعي الجديد القائم كاشف لكل المشهد تمامًا (دور كل الفواعل التاريخية ، دور الطغاة ، دور النخب، دور الأحزاب والجماعات ، دور الإعلام ، دور المدارس الفكرية إسلامية -علمانية -يسارية..؛ دور المقاومه والممانعة..، )وهذا الوعي هو أهم مكسب للربيع العربي، فالربيع الحقيقي لم يبدأ بعد، هذه مجرد بداية وتحريك للمزبلة التي فاح ريحها ، والأيام
والسنين القادمة ستفجر الوضع وستنقلب الطاولة على جميع من تآمروا على الشعوب.
لذلك فإن الوقوع في ثنائية أو متلازمة( الصراع بين النظام والإخوان ) هو خطأ جسيم و تقزيم للمشهد الإقليمي ولثورة شعوب المنطقة ، هذه الثورة ليست ثورة نخب ولاثورة أحزاب، ولو كانت كذلك لباعوا واشتروا مع الأنظمة العربية وسلموها لهم، هذه ثورة شعوب مسحوقة معطلة محرومة مهمشة، فُرضت عليهم الوصاية السياسية في كافة شؤون حياتهم المعيشية، كما فرضت عليهم الوساطة الدينية في كافة شؤون حياتهم الروحية .
باختصار الصراع القائم بين الشعوب والأنظمة العربية المستبدة ليس قاصرا على مصر ولا على الاخوان
.. الإخوان جزء من شعوب الأمة وانحازت كعادتها إلى غالبية الشعوب في تطلعاتها إلى التغيير،فحقيقه الصراع ليست بين السيسي المجرم وبين الإخوان المسلمين، هكذا يريد الخبثاء أن يصوروه أو يختزلوه، إنما هو بين الاستبداد والفساد والتبعية ويمثله النظام العسكري في مصر طيلة سبعة عقود آخرها نظام السيسي وانقلابه وجنرالاته، وبين إرادة الشعب وطلبه للحرية والكرامة والعدالة..، وحق الشعب في تقرير . مصيره .
إنه صراع بين الحق والفضيلة والأمانة ورعاية مصالح الأمة ، وبين الكذب والضلال والقتل والتفريط في شرف الأمة وأرضها وأمنها القومى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى