مقالات

مفسرون أم زنادقة؟

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

بعض الناس تأتيه فكرة، فيجعل القرآن في خدمة هذه الفكرة
ويلوي أعناق الآيات ليثبت فكرته ،ويقوي أدلته التي هي في واقع الأمر شبهات.
وقد يكون ذلك بقصد إفساد الدين من شخص زنديق.
أو شخص جاهل مدع للعلم،
فهو في الحقيقة لا يخدم القرآن او الإسلام ،بل يجعل القرآن في خدمة فكرته.
وهناك جهات في العالم تجند بعض أبناء جلدتنا من الزنادقة ومحبي الشهرة وعشاق المال، ليكونوا أبواقًا لهم للطعن في الدين أمثال إسلام البحيري ومصطفى غير الراشد الذي تنصّر في أستراليا وعاد إلى مصر ،وزعم أنه مفتي أستراليا. وغيرهما كثير. وقد فتحت لهم أبواب الإعلام، وقررت لهم أوقات طويلة وبرامج عديدة ولقاءات كثيرة ليشككوا في ثوابت الدين.
والآن مع سورة المدثّر وهي من أوائل سور القرآن نزولا ؛ ويقول الله تعالى فيها قم فأنذر . . لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً لينذر الناس، ويبشر المؤمنين.
وغاية ما وجده هذا المغرض أو الجاهل هو العدد 19 الذي في اسم فيروس كرونا المستجد ووجد هذا الرقم في سورة المدثر !
فأخذ يلوي أعناق الآيات ليخدم فكرته. فجعل الصين بدلا من الوليد بن المغيرة الذي سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وكاد أن يسلم وقال عما سمعه من القرآن: إن له لحلاوة ،وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر. وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يعلى عليه. وذلك بعد أن نفى أن يكون القرآن شعرًا أو سجعًا ،وكاد أن يقرّ بالإسلام
إلا أن قريشًا صدته عن الإسلام وطلبوا منه أن يقول عن القرآن شيئًا ليصدّ من يريد الإيمان ففكر، ثم فكر ثم قال إنه سحر.
وكان الوليد بن المغيرة من أغنياء قريش، وله من الولد عشرة منهم خالد بن الوليد. الذي أسلم بعد ذلك.
فيأتي هذا الكاتب الزنديق أو الجاهل المتهالك فيقول إن المقصود دولة الصين.
وقد نصّ العلماء على أن معرفة سبب نزول الآية يحفظ من الزلل ومن الوقوع في الخطأ. ويعين على فهم الاية.
ثم قوله عن الفيروس لا تبقي ولا تذر.
فالله يقول عن سقر لا تبقي على أحد ولا تذر اي تترك.
فهل فيروس كرونا ما ابقى على أحد من الناس. ؟هل لم يترك أحدًا من البشر على قيد الحياة؟ سبحانك هذا بهتان عظيم !
أما عدة الملائكة الذين هم خزنة النار فهم 19 .. سواء قلنا19 ملكًا او 19 صنفًا او فريقًا من الملائكة .
ثم يحاول هذا الشخص الجاهل أو الزنديق تطويع الآيات لمراده فيحرف الحجر الصحي إلى الهجر الصحي، حتى يمكنه لي عنق الآية، ثم يقول إن التسمية الشرعية الصحيحة للفيروس هي الناقور !
الناقور هو الصور الذي ينفخ فيه إسرافيل ،فحرّف اسم الفيروس من كرونا إلى ناقور ليخدم فكرته كما حرف الحجر الصحي إلى الهجر الصحي لنفس الغرض.
ويقول ذلك الشخص أن سبب انتشار الفيروس مذكور في نفس السورة !
والحقيقة أن هذه الاشياء هي من الأسباب التي توجب البلاء في الدنيا والعذاب في الآخرة. وهناك آيات كثيرة وعظ الله بها البشر وحذرهم من الآثام حذرًا من وقوع البلاء في الدنيا والعذاب في الآخرة ،والقرآن مليء بتلك الآيات.
خلاصة القول :
إن هذه الرسالة فيها من المخالفات الشرعية كثير. نذكر من ذلك:
.التقول على الله بغير علم.
.لي عنق الآيات واخراجها عن معناها وعن السياق.
. الكذب على الله وعلى القرآن.
. القول في القرآن برأيه وبغير علم
. استخدام القرآن ليخدم فكرته.
هذا والله اعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى