غير مصنف

من الذاكرة

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

أول أمس كنت أشاهد على قناة الجزيرة برنامج الاتجاه المعاكس الذي يديره د فيصل القاسم ، وكان قد استضاف فيه د كمال لبواني الذي يقيم في السويد ، ود ابراهيم حمامي الذي يقيم في لندن ، وكان الحديث عن جائحة كورونا ، وهل هي حقيقة أم مضخّمة حيث جعلت العالم بحالة هسيترية؟! ولا شكّ أنه موضوع الساعة وشاغل الناس ، وقد تابعتُ اللقاء – كغيري- كون الضيفين مختصين في أمراض الأوبئة كما قدّم د. فيصل ضيفيه ، ولا أنكر انّ طرح اللبواني الطبي ربما كان أكثر جذبًا للمتلقي ، ولكن هذا الطرح غلّفه بخيالات لم تحصل مطلقًا ، ومنها ما ذكره في موضوع يخصني !
من خلال حديث د. اللبواني ، حيث قال: بأنني عام ٢٠٠٩ اصبت بأنفلونزا الخنازير التي اجتاحت سجن عدرا ، ولقد استغربت أن يتحدث بهذا الحديث ، كما استغربت أنني لم اعلم بهذا المرض وأنني أصبت به إلا من خلال حديثه في هذا البرنامج !!
وجاء استغرابي لعدة أمور ، ومنها أنني لم أمرض عام ٢٠٠٩ ، وإنما مرضت في عام ٢٠١٠ ، ثم أنني كنت في مهجع ( غرفة كبيرة ) تضم ٤٧ نزيلاً متهمين جميعًا بتهم جنائية ، ولم يتعد مرضي ما يمكن أن يصاب به أي شخص من أمراض الشتاء ، وقد أقعدني المرض في الفراش وانا بين السجناء ، ولم أنقل إليهم عدوى المرض ، ومعلوم أن انفلونزا الخنازير ، كان وباءً ينتقل بين الناس بالعدوى ، وقد كتب د لبواني اسم دواء على ورقة عادية وبعثت لي طبابة السجن بالدواء ، وكان د لبواني يحضر لي حساء ( شوربة) ثم تماثلت للشفاء ، وقد شكرته في حينها على مساعدتي.
أمّا ما تحدث به في المقابلة المار ذكرها ، فأعتقد بأنها من بنات أفكاره لأنه يريد إثبات وجهة نظره ، من أن المرض الذي أشار إليه قد أصاب شخصًا معروفًا ، وأعتقد ان هذا التهيؤ هو من انفصام الشخصية التي يعاني منها ، والتي كانت واضحة عقب سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاءاته بالبنتاغون ، وقد تصور انه سيقتلع نظام الاسد بهذه الزيارة !
ثم يقول في حديثه عن الكورونا ، بأن الطبيعة هي التي تنهي هذا المرض أو أنها هي – اي الطبيعة – تحدد الوفيات هنا أو هناك وكأن الطبيعة تعقل !
والواقع لقد استغربت هذا الكلام من شخص كنت أعرفه على غير ما لمست من حديثه على الجزيرة ، في الاتجاه المعاكس ، ولذلك أحببت أن أوضح وأبين التخيّلات التي وقع فيها د لبواني في هذا البرنامج .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى