مقالات

كورونا تؤكد: إن لم تستحِ فاتصل بمن شئت

رسالة بوست – فراس العبيد

بعد جائحة “كورونا”، اختلفت سياسات بعض الدول تجاه أبرز الملفات الساخنة في العالم، وبات تطبيق المثال الشائع “على عينك يا تاجر”، إحدى أعراض مرض اﻹيدز السياسي، الذي سبق وألمحنا إليه.

على أشكالها تقع:

وتحولت رسائل الدعم من تحت الطاولة إلى أعلاها، ومن عتمة الغرف إلى اﻹعلام، ما يعني أن الجائحة ليست مجرد “فيروس” يحمل أعراض فيزيولجية، تصيب الناس، بقدر ما هي “وباء سياسي”، أكد أنّ “كل وليفٍ على ولفه يلفي”، وأن إنعاش الطواغيت، عبر المال السياسي والخليجي أو اﻹمارتي بوجه خاص، انتقل إلى مرحلة العلن، وليس ثمة ظرفٌ مواتٍ أكثر من التذرع بالمسميات “اﻹنسانية”.

وﻷنّ “الطيور على أشكالها تقع”، يمكن إدراج اﻻتصال الهاتفي الذي أجراه، ولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد”، ولأول مرة منذ سنوات بـ  “بشار الأسد”، لبحث ما وصفه بالظروف الاستثنائية جراء انتشار فيروس “كورونا”.

بن زايد يناور لدعم اﻷسد، لكن يبدو أن اﻹصابة بداء عدم كتمان “العلاقة السرية مع اﻷسد” وغير الشرعية، أفصح عنها تحت ذريعةٍ إنسانية، فقد أفادت قناة سكاي نيوز عربية، بأن “بن زايد أكد في اتصال هاتفي مع الأسد دعم الإمارات للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية”.

وأضافت أن “بن زايد أكد أن التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.

وعبارة “فوق كل اعتبار” التي وردت أعلاه، تشكل في ذات الوقت صفعة للأسد وداعميه، بل يمكن اعتبارها “اعترافا ضمنيا بالجريمة والقاتل أو مرتكب الفعل الجرمي بحق المدنيين ومناوئيه”.

عمليا؛ الموقف اﻹماراتي، ليس جديدا، فقد سبقه وصف القائم بالأعمال الإماراتي في سوريا، عبد الحكيم النعيمي، لبشار الأسد، بأنه “القائد الحكيم”، وأكد قوة العلاقات وتميزها بين بلاده والنظام، خلال كلمة له أثناء الاحتفال بالعيد الوطني الإماراتي في السفارة الإماراتية بدمشق.

وكانت اﻹمارات أعادت فتح سفارتها في دمشق، في شهر كانون اﻷول/ ديسمبر الماضي.

على خطاهم اقتده:

ومن الناحية السياسية، تحاول اﻹمارات، السير في ركب بعض الدول، التي أوجدت لها ثغرة ﻹنعاش نظام اﻷسد، مثل؛ “روسيا والصين وإيران وكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وكوريا الشمالية”، التي طالبت برسالة مشتركة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، برفع العقوبات التي يفرضها الغرب على أنظمة هذه الدول بذريعة كورونا.

إن لم تستح:

بالمحصلة؛ إن لم تستح فاتصل بمن شئت وإن كان مجرما، في أقل التوصيفات، وبعيدا عن رؤية الشرع واﻹسلام له، وهذا القاسم المشترك بين المطالبين بفك العزلة ورفع العقوبة عن المجرم، يؤكد الشراكة العلنية، والمواﻻة الصارخة.

وينطبق على كل هؤلاء ما جاء عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت” . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى